26 أبريل 2024 , 11:58

عبد الفتاح مورو قلت لمرشد الإخوان تصرف كوكيل عن الشعب ونفذ أجندته لا مشروعك الخاص

BN13851mourou– اقترحت على الإخوان الاكتفاء بثلث مقاعد البرلمان حتى لا يظن الناس أن الإسلاميين يستقوون عليهم بكثرتهم.. ولكنهم تراجعوا

– النهضة انسحبت من الحكومة التونسية بعد 30 جوان وفهمنا أن الحكم مشاركة

– الشريعة ليست حجاب ولحية.. الشريعة هى أن نعيش بكرامة ونختار من يحكمنا

كشف عبد الفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة الإسلامية  في حوار لصحيفة “اليوم السابع” المصريةعن تفاصيل علاقته بجماعة الإخوان المسلمين  فى مصر، وما قدمه من نصائح لها طوال الأعوام الماضية مؤكّدا أنّها لم تلق استحسان أحد، من مصر إلى تونس مقيّما تجربة الإخوان المسلمين فى حكم مصر مشيرا إلى أن الإسلاميين في تونس استفادوا كثيراً مما جرى فى مصر و أن قرار انسحابهم من الحكومة جاء بعد قراءة ما حدث فى 30 جوان

و في ما يلي نصّ الحوار :

 بعد ثلاث سنوات من الثورة فى تونس ندم الكثير من التوانسة على خلع بن على، ورأى بعضهم أن الثورة لم تحقق إلا حرية التعبير.. ما رأيك؟

– المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية تحتاج إلى وقت واستقرار، وبناء مؤسسات وبعث نشاط جديد فى الشعب لكن الأساس لكل ذلك هو اكتساب حريات ووضع بناء المؤسسات حيز التنفيذ والتطبيق وحمايتها، حتى لا تنتكس وتضيع الحريات التى اكتسبناها وما وصلنا إليه اليوم إيجابى نسبياً.

 فى المقابل، فإن التونسيين يروا أن الدولة غابت حين حصلوا على المزيد من الحريات.. فكيف السبيل إلى دولة قوية وحريات مصانة؟

– سبب غياب الدولة ليس الحريات، والدليل على ذلك أن البلاد التى تتمتع بأكبر قدر من الحرية فى العالم الدولة قائمة فيها ومتمكنة، لأن فيها مؤسسات، وما حدث عندنا هو تسيب وانعدام مرجعية بعد قيام الثورة فى بلاد ليس فيها إلا مؤسسات هشة صورية، هذه المؤسسات لم تصمد أمام الثورة، والمطلوب منا الآن تعزيز الحريات وعدم التراجع عنها مع بناء مؤسسات متينة تثبت مع طول الزمن.

انتهت تونس من إقرار دستورها الجديد.. هل يتحقق الاستقرار وإعادة بناء المؤسسات فى المرحلة المقبلة؟

– الدستور هو أول مرحلة من مراحل إعادة بناء المؤسسات، وبعد إقرار قانون انتخابات الرئاسة والانتخابات ندخل المرحلة الضرورية لإعادة ترتيب البلد وإقامة مؤسسات.

 لماذا انسحبت حركة النهضة من تشكيل الحكومة الأخيرة؟

– انسحبت النهضة لأنها لم تعد قادرة على البقاء فى الحكم، وكانت مرفوضة من بعض الأطراف السياسية.

 ولكن من الطبيعى أن ينشأ خلاف أيدولوجى فى الأوساط السياسية وترفض أطراف، أطرافاً أخرى؟

– فى فترة هشاشة المؤسسات لا ينبغى أن نتمسك بحقنا لأن التمسك بالحق سوف ينتهى بنا إلى صدام، والصدام يعنى النزول إلى الشارع، ونحن نخشى أن يحدث صدام الكل ضد الكل، لذلك تأجيل حظوظنا فى الحكم إلى مرحلة لاحقة أفضل من الصدام.

 كيف عشت لحظة ما بعد اغتيال شكرى بالعيد فى تونس؟

– هذه مصيبة موجهة إلى النهضة مباشرة، والذى فعلها إما أن يكون غبياً غباءً مطلقاً، أو يكون مرتباً أوراقه لإسقاط حكومة النهضة واتهامها، والذى حدث هو سقوط النهضة واتهامها، والاغتيال الثانى أسقط حكومتى حمادى والعريض، ومن قاموا بالعملية هم سلفيون.. فلماذا فعلوا هذا الفعل؟!

 ماذا فعلت حركة النهضة لترويض السلفيين بتونس؟

– السلفيون فى الوضع الذى وصلوا إليه اليوم، أثبتوا أنهم غير قادرين على تغيير قناعاتهم، هذه القناعات التى تحولت إلى عقائد ويصعب تغيير صاحب العقيدة، لذلك هم يرمون بأنفسهم فى الوباء، يموتون ويقتلون بدون مصلحة، وذهبت إلى مشايخهم وسألتهم ماذا تريدون؟.. قالوا حكم الشرع، قلت لهم هؤلاء الذين بالسلطة الآن ضحوا من أجل القضية الإسلامية، هل تظنون أنهم ضحوا بالقضية الإسلامية؟ أنتم تريدون أن تضغطوا على زر لكى تغلق الخمارة وترتدى السيدات الحجاب، إذا كان لكم قدرة فى الإقناع اقنعوا الناس ولا تعتدوا على غيركم، وبالفعل انتكس عليهم الأمر، ويحرمون من حقهم فى اللحية الآن.

لماذا يُحرم السلفيون من إطلاق لحاهم فى تونس الآن، هل عادت القبضة الأمنية؟

– لا، لأن السلفيين يتصورون بعلاقاتهم الداخلية إنه فى حالة إيقافهم سوف يخضعون للمساءلة بسبب ضلوعهم فى قضايا الإرهاب، وسوف يتعرضون للتعذيب مما يدفعهم للاعتراف بأفعال لم يفعلوها، فما الذى يستفيدون، لقد جاءنا وجدى غنيم هذا أحد المهرجين السبابين اللعانين الذين لا يفهمون شيئاً، وجاء ليحرك حماسة الشباب قال لهم اليوم تقيمون الشريعة حيث اجتمع 30 ألف فى استاد.

 وماذا فعلت مع وجدى غنيم بعدما هيج شباب تونس؟

ذهبت إليه وقلت له أنت أشعلت الحماس بـ30 ألف شاب وتركت لنا قنبلة موقوتة، فأنت معنا اليوم وغداً ستعود إلى بلدك، هل ستتحمل مسئولية ما سيحدث فى بلدنا لأن هذا الشباب الذى ملأت دماغه بكلام فارغ سيذهب لرئيس الوزراء ويقول له أنت كافر وهو ما حدث بالفعل، وهؤلاء هم من حركوا الشباب، فمن يحب أن يغطى زوجته فليفعل ولكن من يعتدى على غيره ويتدخل فى وضع البلد ، ويعتدى على مخمور ، هذا ليس من حقك والإسلام لم يتيح ذلك.

 وما المخرج من أزمة السلفيين فى تونس؟

أتصور أن هؤلاء سوف يتعداهم التيار، وسوف يكفر الشعب بأطروحاتهم خاصة إنهم لا يقدمون حلولا للمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى تونس، وليس لديهم حلول وكل ما يملكونه هو خطب فقط يسردون فيها كتاب الله وسنة رسوله ونحتاج إلى تحويل القيم الإسلامية إلى واقع ونحل مشاكل الشباب والتنمية الريفية.

 ماذا ستفعل النهضة عقب انسحابها من الحكومة التونسية؟

النهضة عاكفة الآن على ترتيب أوراقها وكوادرها وأولوياتها وستكون طرفا أساسيا يشارك فى الحكم مع الأخرين بشرط ألا تغتصب حق الغير، وربما الغير يريد أن يغتصب حقنا ونقول لهم لا ,, حقنا مثل حقكم، ومن يظن أن الساحة السياسية سوف تخلو من الإسلاميين واهمون.

 ما الذى استفادته النهضة والإسلاميين بشكل عام فى الأعوام الثلاثة الأخيرة؟

الإسلاميون سيبقون بإيجابيتين اثنتين، الأولى هى نضالهم السابق وحسن الظن بهم من الجمهور، وهم أقرب إلى الشعب، والأمر الثانى إنهم أقدر اليوم على فهم الواقع من غيرهم، لأن بقية الأطراف السياسة عملت السياسة بالصالونات وتركت الشارع، أما نحن فننجز فى الشارع وننطلق مع الناس وقضيتنا ليست الحكم، بل تجديد الفكر لدى الأمة، فالفكر اليوم متخلف جداً، نحن أمة لم ننتقل من العصر الزراعى ولم تحدث لدينا الثورة الصناعية التى تفرض الدقة واحترام الوقت والتخصص

 هل قرار حركة النهضة الانسحاب من الانتخابات التونسية له علاقة بما جرى للإخوان المسلمين فى مصر؟

هذه النقطة أثرت فى الإسلاميين وغير الإسلاميين لأن جميع الأطراف السياسية أصبحت تخشى أن يحدث صدام مماثل، صحيح لا نخشى خطر تدخل الجيش فى تونس لكن خشينا خطر تحريك الشارع وتعطيل مؤسسات الدولة بما يعنى إيقاف اقتصاد الدولة، كنا نخشى أن يسقط البلد تحت وطأة تعطيل اقتصاده بالشكل الذى لا يمكننا من تلافى هذا الوضع السئ، وأتصور أن سقوط الاقتصاد فى تونس أشد علينا من قيام انقلاب، والنتيجة إنه بمجرد استقالة حكومة العريض انهالت علينا المساعدات المالية من العالم كله وكأنها كانت مشروطة بخروج الإسلاميين.

 كأحد قادة التيار الإسلامى فى دولة من دول الربيع ، كيف تقرأ المشهد الحالى فى مصر؟

أنا متأسف لما جرى فى مصر، رغم إنه لا يحق لى التدخل فى وضع الشقيقة الكبرى، ولكن ما نرغب فيه نحن كأشقاء أن يعم الوئام فى مصر بأى شكل من الأشكال، أى أن نتجافى أن يعيش المجتمع المصرى بشكل مقسم، والتقسيم هذا جزء منه فى الشارع وجزء فى مؤسسات الدولة والذى نخشاه أن يتأثر وضع الحريات فى مصر، وأن تتراجع عن مكتسبات الثورة، والتراجع عن مكتسبات الثورة يعود بمصر إلى 40 عام من الديمقراطية، ونتمنى أن يحظى هذا البلد الكبير بالاستقرار فما الذى يحصل بين المصريين اليوم ؟

 كيف تقيم تجربة الإخوان المسلمين فى حكم مصر، وهل تتفق على وصفهم بالغباء السياسي؟

ليست لهم تجربة، ووقعوا فى فخ ولم يحسنوا التعامل مع المرحلة، وتصوروا أن الدولة بأيديهم، وما غاب عنهم أن الدولة بايدى الدولة العميقة، ثم هناك قضية أساسية فى مصر أن الجيش له وجود فى المسرح السياسى وله تقاليد فى مصر، ولا يمكن استبعاد الجيش من السياسة المصرية أبدا ، وما حدث بمجرد خلع مبارك هو أن الهيئة العسكرية عملت على تسيير البلاد، وحاولت إرشاد الإخوان لذلك ونصحت المرشد العام، وقلت لها هذا بلد فيه مؤسسة عسكرية، وهذه المؤسسة لها سلطة ووجود وكيان، فلا تتصرفوا كأنكم تملكون كل شئ أنتم لا تملكون شيئاً

 كيف كان رد مرشد الإخوان المسلمين حين نصحته بمراعاة وجود الجيش بالمشهد السياسي؟

اتهمنى بأننى لا أفهم شيئا فى الواقع السياسى المصري، وذهبت إليه كناصح ونصحت بلطف ويبدو أن المرشد العام خفف الله عنه، لم يدرك أبعاد الخطورة، وحين يكون لدينا تقاليد فى أى دولة، لا يمكن تغييرها فى يوم أو شهر أو عام، قلت له تحتاج أن تتصرف كوكيلاً عن الشعب لا طرفاً ضد الشعب، ولا تتصرفوا ضد إرادة شعبكم، لا أن تنفذوا مشروعكم الخاص، عليك أن تجمع كل الأطراف حولك وتقول لهم أنا وكيل عنكم وسأنفذ برنامجكم.

 ألا ترى أن طمع الإخوان المسلمين فى الحكم كاملاً، واقصاء باقى الأطراف التى أتت بهم إلى الحكم سبباً فى كل ما جرى؟

يقيناً، وإن كانوا التزموا بوعودهم فى الحكم، والترشح على ثلث مقاعد الانتخابات وعدم الترشح للرئاسة، كان الأمر اختلف كثيراً، وللعلم أنا من اقترح عليهم الترشح على ثلث المقاعد فقط وقلت لا ينبغى للإسلاميين أن يتجاوزوا الثلث فى أى بلد كان.

 لماذا اقترحت على الاخوان فى مصر الترشح على ثلث المقاعد فقط؟

حتى لا يتصور الشعب، إن الإسلاميين يستقوون على الشعب بكثرتهم ، وحتى يكونوا قادرين على أن يساهموا مع غيرهم فى تحسين وضع البلد، ولكن ربما هناك ظروف فرضت على الاخوان التراجع ولكنهم لم يقدرون العاقبة السيئة عن تراجعهم عن تلك الوعود، خاصة تراجعهم عن مشاركة غيرهم فى الحكم بعد فوز مرسي

هل علمت أن هناك ضغوط خارجية وربما أمريكية دفعت الإخوان للتراجع عن وعودهم للقوى السياسية بالمشاركة معهم فى الحكم؟

نهائياً، ليست ضغوط أمريكية وليس من مصلحة الأمريكان، إلا إذا كانوا يريدون التغرير بهم ووضع مطباً لهم بالطريق، ولكن الإخوان لم يحسنوا قراءة الواقع.

 تؤكد أكثر من مرة أن الإخوان لم يحسنوا قراءة الواقع .. لماذا؟

نعم، فاليوم المرحلة ليست مرحلة مغالبة بل وئام ومشاركة، وما هو موضوع على الطاولة لننفذه أكبر من قدرات أى شخص منا،ولن نخسر شيئاً إذا خدمنا الشعب، والقضية ليست قضية الحكم، ما ذا يعنى الحكم إن لم يكن خدمة الشعب؟، والسؤال الأهم هل يحتاج المجتمع المصرى أو التونسى إلى أسلمة؟، لا .. نحن مسلمون منذ مدة وإسلامنا قائم فى عقائدنا أو سلوكياتنا وإذا كان هناك نقص فى المعايير الأخلاقية فهذه ليست قضية سياسية بل تربوية، وعلى مؤسسات المجتمع أن تقوم بدورها فى هذا الشأن لا أن نأتى إلى الحكم لنفرض على الناس أفكارنا، وبعد الثورة مباشرة خرج المشايخ بلحاهم الطويلة يطلبون تطبيق الشريعة، والواقع أن الشريعة معطلة منذ 12 قرن، ومنذ فقدنا الحق فى اختيار من يحكمنا فى عصر الدولة الأموية، ولكنهم يتصورون أن الشريعة لحية طويلة وحجاب مرأة، هذه ليست الشريعة.

 تقول أن الشريعة ليست لحية وحجاب، ما هى الشريعة فى رأيك إذن؟

أهم شئ فى الشريعة هو حق المواطن فى اختيار حاكمه، وعندما نحقق للشعوب حريتها وكرامتها ويصبح الإنسان محترما هنا يكمن تطبيق الشريعة، الله يقول “لقد كرمنا بنى آدم”، وهل فى الحكم الديكتاتورى الإنسان مكرم أو محترم، منذ 12 قرن لم نتجرأ أن نقول لحكامنا لماذا تحكموننا ، كان الوالى يأخذ البيعة لنفسه ولأبنه من بعده تحت وطأة السلاح هل هذا إسلام؟،ولكننا ضيعنا المقامات العليا وتمسكنا بالمقامات السفلى فى الشريعة.

 هل كان لشخصية محمد مرسى الضعيفة دور فى ما آلت إليه الأمور فى مصر، وفشل الإخوان فى الحكم؟

فى تصوري، الثورة جاءت بمستجدين على المستوى السياسى ليس لهم تجربة، وليس هناك إلا المؤسسة العسكرية أو النظام السابق، باقى الأطراف كلها مستجدين، ووقعوا فى الخطأ والخطأ يصبح كبيراً إذا صدر عن صاحب السلطة مثل الاخوان ولكننى أساوى بين الإخوان ومعارضيهم فى انعدام الخبرة، فإذا أفسح المجال أمام المعارضة لتتولى الحكم ستفشل أيضا، وفى تونس، تولت المعارضة الحكم فى الأيام الأولى للثورة ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا والقائد السبسى قال نؤجل الانجاز للحكومة المقبلة وكان يهرب، ونحن نحتاج أن نتدرب على السلطة سوياً.

 كيف ترى أثر 30 جوان على باقى الإسلاميين فى المنطقة العربية؟

فى تونس أخذنا منها عبرة وتجربة، وما كنا نتصوره أن العجلة لا يمكن أن تدور للوراء، تبين إنها قد تدور إلى الوراء، ولذلك أصبح الناس يحسبون حسابا دقيقا، والذى يهمنا أن الإسلاميين وهم طرفاً فى المجتمع لا يمكن إبعاده، هؤلاء يروضون عن طريق ممارسة السلطة وليس الإقصاء، فالإقصاء يزيدهم تطرفاً ويفسح المجال لدعاة الفتنة، وفى تصورى وضعنا كإسلاميين فى تونس اليوم ليس كوضعنا عند قيام الثورة فاليوم الإسلاميين فى تونس أكثر فهما ورشدا، صحيح لم يكتمل فهمهم، ولكنهم أفضل مما كانوا عليه عند قيام الثورة منذ 3 سنوات، وإذا قسنا تجربتنا بـ20 سنة ماضية تجد الفرق شاسع بما كانوا عليه وما أصبحوا عليه اليوم.

شاهد أيضاً

الرئيس غزواني يجري مقابلة مع مؤسسات إعلامية (نص المقابلة)

جرى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء أمس، مقابلة مشتركة مع خمس مؤسسات إعلامية محلية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *