مغاربية ـ بعد مرور نحو سنتين تقريبا على التدخل الدولي ضد الجهاديين في مالي، أطلقت فرنسا رسميا عملية بديلة في 1 غشت أطلقت عليها عملية برخان.
والهدف هو محاربة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء. وستوفد فرنسا 3000 من جنودها إلى الدول الخمسة الشريكة، “مجموعة الخمسة لدول الساحل” التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر والتشاد.
وفي تعليقه قال العقيد جيل جارون الناطق باسم قيادة أركان القوات المسلحة الفرنسية “الهدف من عملية برخان هو جمع العدد الضروري من القوات في المكان المناسب والوقت المناسب لمواجهة التهديدات الإرهابية المتبيقية في الساحل”.
ويرى العديد من الخبراء في المنطقة أن هذه العملية التي تتخذ من العاصمة التشادية مقرا لها ينبغي أن تتواصل لبعض الوقت. ولم يحدد أي تاريخ لنهاية العملية.
برخان ستسير وفق مقاربة إستراتيجية على أساس الشراكة مع البلدان الرئيسية في منطقة الساحل والصحراء وبقيادة اللواء جون-بيير بالاسي.
سيداتي ولد الشيخ، خبير في قضايا الإرهاب، قال “الدول الرئيسية في الساحل والتي تنتمي إلى الإطار المؤسساتي الذي أطلق عليه ‘مجموعة الخمسة لدول الساحل’ منذ فبراير 2014، قررت القيام برد إقليمي منسق على التحديات والتهديدات الأمنية التي تشكلها الجماعات الإرهابية المسلحة”.
وأضاف “لهذه الغاية، أعربوا عن رغبتهم في العمل جنبا إلى جنب مع فرنسا التي تُعتبر شريكا إستراتيجيا لطالما ساعد دول الساحل في جهودها لمكافحة الإرهاب”.
وأوضح ولد الشيخ “عملية برخان تسير وفق مقاربة إستراتيجية جديدة، وتتسم كذلك بجمع وتبادل الموارد، التي رُصدت حتى الآن لعمليات منفصلة (عملية سيرفال، التي أطلقت في 2013، وعملية إبيرفيي في التشاد، والتي أطلقت في 1986)”.
أبو سماك، محلل من مالي، أشار إلى أن “أهداف عملية برخان التي يقودها لواء من مركز القيادة المشتركة في انجمينا بالتشاد تشمل دعم القوات المسلحة للدول الشريكة في الساحل في جهودها لمحاربة الجماعات الإرهابية المسلحة والمساعدة في منع إعادة تشكيل ملاذ للإرهابيين في المنطقة”.
وقال سماك “عملية البرخان التي تضم 3000 جندي، ونحو عشرين مروحية و200 سيارة لوجستيكية، و200 دبابة، وست طائرات مقاتلة، والعشرات من طائرات نقل البضائع، تعتبر حيوية وستقدم دعما كبيرا لدول المنطقة التي تحتاج إلى المساعدة الغربية لهزم الجماعات الإرهابية”.
عمليات فلينتلوك لها نفس الهدف. فلينتلوك التي أطلقتها الولايات المتحدة في سنة 2000 هي سلسلة من المناورات العسكرية الدولية التي تشرف على تنظيمها سنويا القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم).
هذه المناورات تخطط لها القوات الخاصة الأمريكية من أجل تعزيز القدرات المحلية والتعاون بين القوات الأمنية الإفريقية لحماية المدنيين. وتهدف كذلك إلى خفض عدد المعاقل الإرهابية وحجم الدعم المُتاح للتنظيمات المتطرفة العنيفة.
واستضافت موريتانيا فلينتلوك في 2013، وفي 2014 كان دور النيجر. ويقول جورج بريستول، عقيد متقاعد قاد الوحدات الأمريكية خلال عملية فلينتلوك 2013، “عندما يجتمع نحو عشرين بلدا للقيام بمناورات تهدف إلى التصدي لهذا التهديد، فهذا يرسل إشارة قوية لكل بلد من هذه البلدان حول العلاقات التي تُنسج للمستقبل، وتوجه كذلك رسالة للعدو بأن العدالة ستلاحقه أينما حلّ وارتحل”.