النظام و”الإخوان” بوادر حرب خفية؟!

شكلت تصريحات وزير الإتصال والعلاقات مع البرلمان ذ.سيدي محمد ولد محم، أمس في قناة “الميادين” تصعيدا جديدا ضد حزب تواصل ذو الميول الإخوانية.

فقد اتهم الوزير أنصار الحزب بالضلوع في مخطط متطرف كان يستهدف الدولة، غير أن السؤال المطروح أمام الحرب الكلامية بين النظام والإخوان هو: هل ما نشاهده بداية حرب أم مجرد مناورة سياسية سرعان ما تنتهي بعودة المياه إلى مجاريها.. بالنظر إلى أن العلاقة بين الإسلاميين والنظام عرفت صعودا وهبوطا في السابق لكنها حافظت على تقارب ظل يحفه الكثير من الغموض؟

ولد محم أكد أن التحقيق في قضية “تمزيق المصحف” لم يكشف لحد الساعة عن وجود فاعل تعمد تدنيس المصحف بقصد جنائي رغم استغلال الحادث ليلا من طرف جهات تعمل في الظلام على تخريب الوطن.

مضيفا أن ما يعرف بقضية “تدنيس المصحف” لم يثبت أنه وقع بفعل فاعل وعن قصد جنائى،

فإما أن تكون هنالك قوى قامت به أو استغلته، وأردف قائلا “وكما تعلمون هنالك قوى سياسية استغلت حادثة المصحف، إعلامها يحرض بشكل مستمر، ساستها يحرضون، حتي أنها لم تعط الفرصة للحكومة من أجل تدبير أمرها، لقد نزلوا للشارع من أجل التظاهر الثالثة فجرا” في إشارة إلى الإخوان وقادة حزبهم (تواصل).

وعن قرار مصادرة جمعية المستقبل قال ولد محم، إن تصرف الحكومة الموريتانية تجاه جمعية المستقل للثقافة والتعليم هو تصرف سيادي ولاعلاقة له اطلاقا بأي تأثير خارجي.

وأضاف ولد محم “إن الحكومة الموريتانية كما رفضت استيراد ظاهرة الربيع العربي، ترفض استيراد أي تضييق أو تجربة من دولة أخري مهما كانت العلاقة بها، وإنها تتصرف من منطق سيادي”.

وحول امكانية حل حزب التجمع الوطنى للاصلاح والتنمية المعارض (تواصل) قال وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان سيدي محمد ولد محم إن “حل الأحزاب هو من اختصاص وزارة الداخلية بناء علي تقارير واثباتات،وأي حزب خالف القانون يمكن حله،لكننا لايمكن أن نتنبأ بما ستقوم به الداخلية في المستقبل”.

ويبدو أن حزب تواصل الذي اعتمد منذ تأسيسه على تنظيمات موازية، حيث شكلت الجمعيات الخيرية وجمعية “المستقبل” خصوصا العمود الفقري لتنظيمه السري، سيكون في الأيام القادمة – إذا تأكد أن الطلاق نهائي بينه مع النظام-  مجبرا على الرد على التصعيد الراهن.

فهل سيكرر الإخوان أخطاءهم بالدخول في حرب خفية جديدة تستخدم فيها نزعات التطرف والصدام المباشر مع النظام، وما مدى قدرة النظام على احتواء هذه الأزمة؟