إن المتمعن في نتائج الانتخابات البلدية 2013 في نواكشوط لابد أن يخرج بالملاحظات الآتية:
لقد شكلت العاصمة نواكشوط ـ و منذ الوهلة الأولى ـ حاضنة انتخابية هامة للمعارضة التي كانت تستأثر ـ سابقا ـ بالسواد الأعظم من أصوات ساكنة المدينة الحيوية والهامة..وللبرهنة ما سلف تكفي العودة إلى نتائج كافة الاستحقاقات التي شهدتها البلاد منذ 1986، مستثنين اقتراعي 1990 و 1994 اللذين شابتهما خروقات مدوية حتى باعتراف الحزب الجمهوري نفسه.
أما الإقتراعات ذات المصداقية الذين توفرا على حد أدنى من المصداقية كانا في 2001 و2006 حيث لم تكن نتائجهما لصالح المرشحين القريبين من السلطة…
هذا التوجه الناقم على السلطة انقلب للمرة الاولى في تاريخه انتخابيا لصالح النتائج الشفافة للانتخابات الرئاسية 2009 في مدينة نواكشوط , ثم جاءت النتائج المتميزة التي حصلت عليها لوائح حزب الاتحاد من اجل الجمهورية 2013 لتأكد بما لا يدع مجالا للشك هذا التوجه الجديد لسكان نواكشوط.
فقد اكتسح الحزب فعلا، وبشكل كبير خمس مقاطعات من أصل مقاطعات نواكشوط التسع.
إن أول خلاصة نستنتجها في هذه القراءة تتمثل ـ لا محالة ـ هي أن هذا التوجه الجديد من قبل ساكنة نواكشوط إلى النظام مرتبط دون شك بالشعبية الكبيرة التي يحظى بها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز والتي يجب الاعتراف أنه لولاها لما استطاع حزب الاتحاد من اجل الجمهورية أن يحقق هذا الفوز الذي يحسد عليه.
إن الانجازات الملموسة في جميع القطاعات الحيوية مثل الماء والكهرباء والتحكم في أسعار السلع الاساسية من خلال دكاكين أمل والتقدم الكبير الحاصل في مجال الحريات العامة والحكم الرشيد كلها عوامل كان لها الاثر الايجابي في جذب شرائح كبيرة من المواطنين إلى التوجه الحكومي .
الخلاصة الثانية تتمثل في حقيقة انتصار الديمقراطية في موريتانيا واقعيا ،ورغم بعض الملاحظات المبررة والمرتبطة بظروف تنظيم الشوط الأول فان هذا الاقتراع أظهر أن التصويت كان حرا وشفافا وسمح للناخبين بان يأخذوا الاختيار المدروس والذي ينسجم مع قناعاتهم في انتخاب مرشحيهم، وتكرس هذا التوجه بشكل أكبر في الشوط الثاني حيث عبر الناخبون بكل حرية ومسئولية عن قناعاتهم وخياراتهم الانتخابية، يضاف إلى ذلك أيضا أن أحزاب من المعارضة كان لها نصيب من بلديات الميناء ودار النعيم وعرفات فيما عزز حزب الاتحاد من اجل الجمهورية قواعده في تفرغ زينة ولكصر ببلديات توجنين وتيارت والرياض.
وفي الختام فان ثالث وأهم الخلاصات هي ـ بكل تأكيد ـ النضج السياسي الكبير للشعب الموريتاني, عبر تصويت مكثف ونسبة مشاركة لانظير لها تتجاوز الـ 75% ,وقد برهن الناخبون خلالها على مستوى كبير من التحضر والانحياز إلى استقرار وتقدم البلد.
تلخيصا لما تقدم فإننا نعتقد: أن انتخابات 2013 ستشكل حدثا هاما في التاريخ السياسي للبلد وستمهد لوضع لبنة جديدة نحو التنمية والوحدة الوطنية والتقدم والازدهار.
عبد الله ولد الشيخ