خاص-المرابع ميديا(تحليل) اعتبر بعض المراقبين التصريحات الأخيرة لقادة حزب “تواصل” حول الإنتخابات التشريعية والبلدية التي جرت في البلاد، بمثابة رسائل سياسية مضمونها أن الحزب بصدد إحداث مفاجاة من العيار الثقيل في الإنتخابات الرئاسية المقبلة.
وبحسب بعض المصادر، فإنه يجري الآن التفكير في وضع سيناريوهات والإستفادة من الأخطاء والثغرات التي وقع فيها الحزب وحالت دون تحقيق فوز ساحق له في الشوط الأول من الإنتخابات التشريعية والبلدية، رغم ترتيبه، الثاني بعد الحزب الحاكم في هذه الإنتخابات.
ويأتي الحديث عن الشيخ الدّدَو في أوج الجدل الدائر في البلاد حول المسار الإنتخابي في قناة الساحل قبل أسابيع، والتلويح من طرف نائب رئيس الحزب السيد محمد غلام ولد الحاج الشيخ ب إمكانية الإستعانة بالشيخ وقدرة الحزب على ذلك، ليتطابق مع التفسير الأقرب حول تفكير الحزب جديا للدفع به في الإنتخابات الرئاسية المقبلة.
بل إن إبداء الحزب عدم رغبته في قيادة مؤسسة المعارضة، وحديثه عن السعي لقيادة البلاد يثير في نظر البعض عدة احتمالات لعل أبرزها، لماذا لم يشأ الحزب الدفع بولد الدّدَو في الإنتخابات الحالية؟
سيناريوهات.. ورهانات
ربما انطلق الحزب في هذا الأمر من تقدير أخف الضررين، إذ بالرغم من أن الحزب كان أول من رفع شعار “الرحيل” ضد السلطة القائمة، أيام ما يسمى بـ “الربيع العربي” ،وعندما كانت الأوضاع الأمنية للبلاد تعيش إرباكا بسبب اختراقات القاعدة والضغط المتزايد لخلاياها النائمة الذي كاد ان يغرق المؤسسة العسكرية في اتون حرب عابرة للحدود.. إلا أنه اليوم عاد ليستغل فرصة الهدوء الداخلي وغياب أحزاب معارضة مهمة لتحقيق مكاسب انتخابية، ولكي يستعيد بعض التوازن المفقود إثر الإخفاقات التي واجهت ” الإخوان المسلمين” في بعض البلدان العربية.
فالحزب الذي يعتبر امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين، يواجه هو الآخر تبعات ما لحق بالتنظيم الدولي وقيادته الموجودة في مصر، وبالتالي فالإستراتيجية البديلة لدي واجهته المحلية يفرض السير بحكمة على ألغام السياسة ومحاولة الإستفادة قدر الإمكان من الوضع المحلي لصالح مستقبل الحزب.
وإذا كان التيار عموما يعاني نزيفا على المستوى الدولي، إلا أنه مازال في موريتانيا والجوار يتمتع ببعض الإنتعاش بفضل الدعم المتعاظم الذي تقدمه الحكومتين التركية والقطرية له على أكثر من صعيد.
عموما يأمل حزب “تواصل” من خلال مشاركته في الإنتخابات التشريعة والبلدية، في وضع أساس يتناسب مع المرحلة الأهم وهي الوصول إلى سدة الرئاسة.
وهو لا يراهن وحسب في هذا التحدي على قواعده الحزبية فقط ،وإنما يحاول تحييد الرموز والكتل المحسوبة على التيار الإسلامي، في منازلته ما أمكنه ذلك، لكي لا تكون عائقا في طريقه ، تماما مثلما يفعل الحزب الحاكم في عملية تبادل الأدوار بالنسبة لبعض المقربين منه في المناسبات الإنتخابية.
خلاصة
في كل الأحوال يظل ترشيح الشيخ الدّدَو احتمالا واردا، بالنظر إلى تصريحات الرجل الثاني في الحزب، وحتى لو افترضنا أن الوقت سابق لأوانه، فإن السؤال المطروح حاليا هو:
ما هو السيناريو الأكثر وجاهة لمكانة الشيخ الدّدَو،مرشد الحزب، والذي توارى فجأة عن الأنظار.. إذا لم يكن لذلك دواعي سياسية؟
وهل الحديث عن التخلي عن زعامة المعارضة، مجرد استباق لوقائع انتخابية قد تتغير في الشوط الثاني، أم هي بالفعل رسالة سياسية لتهيئة الساحة، للدفع بمرشح للرئاسة ولكنه من العيار الثقيل؟ / انتهى