27 أبريل 2024 , 16:38

كتاب جديد عن الشعر المرابطي

شعر-المدح-في-عصر-المرابطين-300x208قريبا سيصدر كتاب حول الشعر في العصر المرابطي عن دار الراية للنشر والتوزيع  بالأردن. وتعود فكرة هذا الكتاب إلى أواسط التسعينيات عندما سألت تلامذتي يوما عن شعراء مرابطين أو موحدين، وعجزهم عن ذكر واحد، ولومي لهم لجهلهم بأدب وتاريخ بلادهم مقابل إحاطتهم بأدب المشرق العربي، فما كان من أحدهم إلا توجيه نفس اللوم للكتاب وللنخبة المثقفة التي لم تُعرّف القارئ المغربي بتراثه ، شعرت وكأنه يخاطبني مباشرة فلم أجد إلا الغوص في بعض المصادر بحثا عن كل ما قد ينير الطريق، وبعد الاطلاع على العشرات من المراجع والمصادر من دواوين وكتب تاريخ ، كان هذا العمل المتواضع وهو عمل يأتي في أطار الاهتمام  بالأدب المغربي ونفض الغبار عن مرحلة هامة من تاريخ الغرب الإسلامي، في وقت نحن أحوج لتنوير الشباب العربي وكشف بعض صفحات هذا التاريخ أمامه:– بالإضافة إلى ما سبق – دوافع أخرى نجمل بعضها فيما يلي :

1 ) محاولة الجمع بين ما نظري و ما هو  تحليلي في عمل واحد يكون مادة لطلاب الشعب الأدبية والباحثين من خلال جمع آراء عامة عن الدولة اللمتونية ، و بعض الإشعار التي قيلت في جهادها و دفاعها  عن الإسلام و المسلمين من جهة وتحليل لديوان شعري و لبعض قصائده من جهة ثانية .

2) محاولة  تكريس المقولة القائلة إن المغرب فتح الأندلس عسكريا و أن الأندلس فتحته ثقافيا لذلك و قع اختيارنا على بعض  قواد المغرب ، أيام المرابطين و على شعراء أكثرهم أندلسيين حاولوا تخليد انتصارات الملثمين لنقف عند مدح الأعمى التطيلي ( و هو أندلسي ) للأمير علي بن يوسف بن تاشفين  ( وهو مغربي ) الذي حاول فتح الأندلس عسكريا إذ جاز إلى الأندلس ثلاث مرات برسم الجهاد.

3 ) محاولة  التعريف ببعض الجوانب المظلمة من  تاريخ المغرب  والغرب الإسلامي و حالته الثقافية ، و مساءلة بعض الأحكام المتداولة  حول اتهام الدولة اللمتونية  بمعاداة الفكر والثقافة.

تم بناء المادة المعروض في الكتاب وبناء استنباطيا انطلقنا فيه  من الأعم  فالعام  فالخاص فالأكثر خصوصية :

هكذا تناولنا في الفصل الأول الحديث عن أحوال الأندلس أيام المرابطين سياسيا واقتصاديا  و اجتماعياو ثقافيا. لنقتصر في الفصل الثاني على جانب من الحياة الثقافية يتعلق الأمر بمدح  الأمراء المرابطين في الشعر الأندلسي و تخليد الشعراء لبعض انتصارات المرابطين. و في الفصل الثالث اقتصرنا على شاعر واحد و ديوان واحد و مديح  الملثمين فيه نساء كانوا أو رجال. و في الفصل الرابع وقفنا على مدح الأعمى التطيلي لأمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين. لنبين المكانة التي كان   الممدوح  يحظى بها لدى  الشاعر؛عناية لم يحظ بها غيره سواء من حيث عدد الأبيات و القصائد المنظومة فيه أو من حيث المعاني و طريقة المدح .

و في الأخير انطلقنا إلى دراسة  قصائد المدح من الناحية الشكلية و قد خصصنا لهذا المحور فصلين مختلفين : الأول حاولنا  فيه تحليل قصيدة في مدح أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين. و حاولنا في هذا التحليل الإفادة من الدرس البلاغي القديم و من الدراسات الحديثة في ميدان التحليل كما حاولنا الاقتصار على بعض الجوانب من التحليل دون أخرى قد تبرز مهمة لبعض قرائنا .

هكذا  نكون قد جمعنا في هذا العمل بين المادة التاريخية و المادة الإبداعية معتمدين في ذلك على النص الأصلي وتحليل عناصره و مكوناته لتقريب مضامينه إلى القارئ، وكلنا أمل في  أن يحقق  بعض ما نصبو إليه، و أن يكون خطوة تضاف  إلى خطوات  البحث العلمي بهذه البلاد العربية الواسعة وهي في أمس الحاجة للنبش في تاريخ مشرقها ومغربها، و مساهمة في  التعريف بتراث الغرب الاسلامي في فترة كانت بلاد الأندلس و المغرب تحت راية سياسية واحدة.

الكبير الداديسي

شاهد أيضاً

مدينة مراكش بالمغرب الشقيق تحتضن المهرجان العالمي للشعر

في إطار الاحتفال بمدينة مراكش المغربية عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2024 أعلن بيت الشعر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *