11 فبراير 2025 , 14:45

مُغتَسَلٌ من ليالي الريب/مديحية جديدة للشاعر الشيخ ولد بلعمش

hqdefault

الشاعر المهندس الشيخ بلعمش خريج الجامعات السورية و يعمل كمهندس في الشركة الوطنية للصناعة و المناجم ، سليل اسرة علم و صلاح وشعر ، شارك كأحد ابناء بلد المليون شاعر في مسابقة المليون شاعر فتوفق و أظهر قوة شعرية فائقة .

 و هذه قصيدة في مدح خير البرية محمد صلي الله عليه وسلم نتشرف بنشرها :

العنوان : مُغتَسَلٌ من ليالي الريب

شرَّفْتُ حرفِي بوصل الهاشميِّ فَلَا ** تَسلْ ذُرى النُّورِ مَا أَغْرى بِهَا الْجُمَلا ؟ !

إِنِّي وَ مُفْتَتَحُ الأُخْرى شَفَاعتُهُ ** أراهُ مُفْتتحَ الدُّنيا لِمَنْ عَقِلاَ

مُضَيَّعاتٌ قَوافِيَّ الَّتِي سَلَفتْ ** ما لمْ تَكُنْ مِنْ لَيَالِي الرَّيْبِ مُغْتَسَلاَ

سَأجعلُ العُشب جِلباباً لقافِيَتِي ** و أمنح اليائسين الضوء و الأَمَلَا

و أصْبُغ الدمع بالأشواقِ طافِحَةً ** إلى البشيرِ النَّذيرِ الخاتمِ الرُّسُلاَ

مُعلِّلاً عَبَراتِي بِالوُصولِ فَمَنْ ** يَقِفْ عَلَى بَابِه حُبًّا كَمَنْ دَخَلَا

هذا حبيبي لواءُ الحمدِ فِي يَدِه ** فلستُ مُتِّخِذَا منْ دونِهِ السُّبُلَا

طالتْ مُعاقرتِي خَمْر الكَلامِ فَمَا ** أَغْنتْ وَ هلْ أَحدٌ قبْلِي بِذاكَ سَلاَ ؟ !

لكنْ سأُنفِقُ عُمْري في مَحبَّتِه ** رجاءَ مَغفرةٍ أمْحُو بِهَا الزَّلَلَا

أهْدَى سُراقةَ مُلكًا يومَ همَّ بِهِ ** فكيْفَ يَحرِمُ منْ أهْدى لهُ المُقَلَا ؟ !

يا مرفَأَ الحُبِّ يَا مِسكَ الخِتامِ وَ يَا ** عمامةَ الْمَجْدِ يَا أَعْلَى الأنامِ عُلَا

أتيْتَ فَالحِقَبُ الخرساءُ نَاطِقَةٌ ** و الكوْنُ يَرجُفُ تصديقًا بِمَا نَزَلَا

كَأنَّ غَارَ حِراءٍ إذْ مَكَثْتَ بِهِ ** أرادَ وجْهَكَ دُونَ الْخَلْقِ فَانْعزَلَا !

فَكُنتَ آخِرَ مَبْعوثٍ وَ أكْرَمَهُ ** وَ كُنْتَ أَوَّلَ شَمْسٍ تَصْعَدُ الْجَبَلَا !

بَدَأْتَ فرداً فَأفراداً فَطائفةً ** فَأُمَّةً تَغْرِسُ الْأَنْوارَ وَ الْمُثُلَا

جَادَلْتَ قَوْمَكَ بِالْحُسْنَى مُجَاهَدَةً ** وَ جِئْتَ بِالحَقِّ وَ الْبُرهانِ مُكتَمِلَا

آيَاتِ صدقٍ مِنَ الْفُرقانِ مُعْجِزَةً ** غَرَّاءَ لَا وَهَنًا ضَمَّتْ وَ لَا خَلَلَا

تَلوْتَهَا و أَمرتَ العالمينَ بِهَا ** مِنْ بَعدِمَا حَكَّمُوا الأصنامَ وَ الدَّجَلَا

وَ النَّاسُ فِي مِلَّةِ التَّقْوَى سَوَاسِيَةٌ ** فَيَمَّمُوا بِهُداكَ الْعِلْمَ وَ الْعَمَلَا

العَدْلُ حُكمكَ وَ الإحسانُ ذُرْوتُهُ ** نَداكَ يَا خيرَ منْ أَعطَى وَ منْ عَدَلَا

إِنْ تُبْلِ دِرْعِي سَكَاكِينُ الزَّمانِ فَقَدْ ** جَعلتُ مدحَ رسولِ اللهِ لِي حُلَلَا

أَلْهَى الزِّحامُ سُراةَ الْقَوْلِ فَانْشَغَلُوا ** وَ مَا رَضِيتُ سِوَى تَوْقِيرِهِ شُغُلَا

عِزُّ الْمُحِبِّينَ إِنْ هَامُوا بِطَلْعَتِهِ ** وَ بَهْجَةُ الشِّعرِ إِنْ غَنَّى لَهُ جَذَلَا

يَا آيَةَ الْخُلُقِ الْكُبْرى وَ أَجْمَلَ مَنْ ** مَشَى عَلَى الْأَرْضِ أَوْ فَوْقَ السَّمَاءِ عَلَا

تُغَالِبُ الرُّوح أَوْجَاعِي وَ لِي أَمَلٌ ** أَنَّ الرِّضَا بِكَ يُنْسِي الْهَمَّ وَ الْعِلَلَا

مَحَوْتَ كُلَّ ضَلالٍ بِالْهُدَى وَ سَمَتْ ** بِكَ الْخِصالُ فَمِنْهَا يَقْبِسُ الْفُضَلَا

و ( ما تظنون أني فاعل بِكُمُ ؟ ! ) ** ذاكَ الْعطاءُ .. وَ هَلْ يَوْمًا أَجَبْتَ بِلَا ؟ !

مِيزَانُكَ الشَّرْعُ لاَ تَخْفَى مَعالِمُهُ ** وَ حَسْبُكَ اللهُ لَا تَبْغِي بِهِ بَدَلَا

تَقُولُ ( أَدَّبَنِي رَبِّي فَأَحْسَنَ تَأْ دِيبِي ) فَمَا قَوْلُهُمْ فَخْرًا أَنَا ابْنُ جَلَا ؟ !

مُحمَّدٌ سُلّم الدَّاريْنِ بَابُهُمَا ** تَاجُ الْمَكارِمِ زَادُ الصَّحْبِ وَ الْجَفَلى

أَحْبُو إِلَى قِمَّةِ الْمَعْنَى لِأَلْثِمَهُ ** وَ يَا سُرورَ فَتًى مِنْ صَفْوِهِ نَهِلَا !

وَ تَنْتَشِي لُغَتِي بِالْوَصْفِ شَاكِرَةً ** أَنَّ الْبَيَانَ بِحَمْدِ اللهِ مَا خُذِلَا

و كَيْفَ لاَ تُدرِكُ الألْفَاظُ غَايَتَهَا ** إِنْ كَانَ مَنْ قَصَدَتْهُ سَيِّدَ النُّبَلَا ؟ !

أَتَى الْمدينة فَاخْضَلَّتْ حدائِقُهُا ** سِلْمًا وَ كَانَ أُوَارُ الحرْبِ مُشْتَعِلَا

آذَاهُ مَنْ سَفِهُوا بِالْكُفْرِ أَنْفُسَهُمْ ** فَمَا تَوَعَّدَهُمْ بَغْيًا وَ لاَ جَهِلاَ

إذا غزا فبأمر الله غَزْوَتُه ** لا غَضْبَةً لحظوظ النفس أو خَطَلاَ

هذي صحائفنا في الحرب ناصعة ** ما دنَّستْ حُرُما ما بادَأتْ مِلَلا

يا قومُ لا تقتلوا طفلاً و لا امرأةً ** و لا المُسنَّ وَ لاَ ذَا الدَّيْرِ مَا اعْتَزَلَا

رِفْقا بأسراكُمُ .. لا تَقطعوا شَجرَا ** لا تَخرُجُوا بَطَرًا .. لاَ تَحرِقُوا نُزُلاَ

لَو اتَّبَعْنَا خُطَى المُختارِ مَا لَعِبتْ ** بِنَا القُرونُ وَ لَا ضاقَتْ بِنَا خَجَلا

مَا لِلْيَراعِ شَكَا بَثِّي فَعاتَبَنِي ** وَ لا أشدَّ مِنَ الغَالِي إذا عَذَلَا ؟ !

تَنْهِيدةٌ خَرَقَتْ كَتْمِي فَقلتُ لَهَا ** عُودي إلى المَدْفَن النَّائِي وَ لَوْ أَجَلَا

شواطئ النُّورِ قدْ نادتْكِ فَاغْتَرِفِي ** عَذْبَا فَلَا كَدَرًا جَاوَرْتِ أوْ وَشَلَا

جُرحُ النَّوائِبِ في قلبي أُكَابِدُهُ ** مَسَحْتُهُ بِيَدِ الْأَمْدَاحِ فَانْدَمَلَا

إنِّي إذا نَثَر الهادي كِنَانَتَهُ ** وَ أَحْسَنَ الشِّعْرُ فِي سَامِي الذُّرَى الْجَدَلَا

دَعوْتُ فِي صَلَواتِي أنْ أكونَ بِهَا ** سهمًا فَأجْعَل مِنْ حسَّانَ لِي مَثَلَا

ها قد تَبِعْتُ الْأُلَى شَفَّتْ عِبَارَتُهُمْ ** وجدًا بِه وَ تركتُ النَّدْبَ وَ الطَّلَلَا

لَا تَرتَعُ الرُّوحُ إِلَّا فِي مَحاسِنِه ** وَ لَا مَخُوفَ إِذَا قلبٌ بِهِ اتَّصَلَا

طوبَي لِمنْ عَشِقُوا أطيابَ سيرتِهِ ** فَمَا اسْتعاضُوا بِها رأيا وَ لا نِحَلَا

و إنَّ موعدَكُمْ بالحوضِ تَذْكِرةٌ ** لِذَا أُجادِلُ حُسْنَ الظنِّ وَ الْوَجَلَا

بِشارةٌ لِأَسارَى الذنبِ نِعْمَتُه ** وَ رحمةٌ بِسَنَاها الدينُ قدْ كَمُلَا

فَرَوِّنَا يَا كريمَ العفوِ مِنْ يَدِهِ ** وَ نَجِّ منْ كُرُباتِ الحشر منْ غَفَلَا

دَعَا بأنْ يَصِلَ الأرحامَ قاطِعُهَا ** و بالزكاة فلا عذرٌ لِمنْ بَخِلَا

و بالصّلاةِ و بِرِّ الوالديْنِ وَ أنْ ** نَرضَى بخالِقِنَا لَا اللاتَ أوْ هُبَلَا

لمْ تَبْقَ مَوْؤُودَةٌ إِلاَّ بِهِ فَرِحتْ ** هُوَ الحياةُ وَ كانُوا قَبْلَهُ هَمَلَا

مَحَجَّةٌ سمحةٌ بيضاءُ واضحةٌ ** مَنْ عَافَهَا حَصَدَ الْخَيْبَاتِ وَ الْخَبَلَا

يَا رَبّ هلْ لِبَنِي الإسلامِ مُنتَصِرٌ ** إِلَّاكَ يَكْشِفُ هَذَا الطَّارِقَ الْجَلَلَا

فَتَأنَسُ الرُّوحُ بِالأقْصى وَ تَحضُنُهُ ** وَ يَسْعَدُ الْقلبُ بِالْمظْلومِ مُحْتَفِلَا

أَخِيطُ مِنْ كَلِمَاتِي وَشْيَ عَاطِفَةٍ ** سَلْوَى لِمَنْ تَعِبُوا مَرْسُومةٍ شُعَلَا

وَ تَقْرُبُ الشَّمْسُ مِنِّي كَيْ أُلاَمِسَهَا ** فَيَهْتِفُ الحقُّ ضُمِّي ذَلِكَ الرَّجُلَا

شاهد أيضاً

“يا فؤادي لا تسل أين الهوى”.. 50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم

بالرغم من مرور خمسين عاما على وفاتها، لا تزال أم كلثوم شخصية شعبية ومؤثرة في العالم …

اترك تعليقاً