خاص المرابع ميديا- عدم ارتياح لدى الحكومة التركية من تصريحات منسوبة إلى وزير الصحة مؤخرا يوشك أن ينتهي إلى قطع العلاقات الديبلوماسية، هذا ما تسرب حتى اللحظة من أخبار كانت بعض وسائل الإعلام قد أشارت إلى أن مصدرا ديبلوماسيا أكد لها أن الجانب التركي مستاء جدا من تصريحات بعض المسؤولين الموريتانيين.
وسبق لموقع «الأخبار» المقرب من الإسلاميين «الإخوان المسلمون»، أن نقل عن مصدر دبلوماسي لم يحدد هويته وجود بوادر أزمة في العلاقات بين أنقرة ونواكشوط، بسبب التصريحات الأخيرة لوزير الصحة والقيادي في الحزب الحاكم أحمد ولد جلفون، والتي اتهم فيها تركيا بتقديم دعم مالي سخي لحزب «تواصل» خلال حملته الانتخابية الاخيرة.
كما تحدثت وسائل إعلام محلية أخرى عن وجود قلق لدى السلطات الموريتانية من تنامي الدعم التركي لبعض المنظمات الخيرية المحسوبة على التيارات الإسلامية المعارضة للنظام، وذلك في أفق الانتخابات البرلمانية والبلدية الحالية.
وأوضحت أن تقريرا سريا أعدته السلطات، توصل إلى أن تركيا تُدخِل سنويًا الأموال لصالح الجمعيات الخيرية في البلاد، غير أن نسبة كبيرة منها يتم منحها لمنظمات معارضة للنظام، وتشترك في نفس المرجعية مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
وحسب التقرير الذي يوصف بـ ” الرسمي”، فإن المنظمات الخيرية المستفيدة من المال التركي تقوم بتوظيفه لصالح الدعاية السياسية لحزب تواصل، في الأرياف والمدن الداخلية وبعض الأحياء الفقيرة في العاصمة نواكشوط، بحيث توفر لها خدمات المياه الصالحة للشرب وبناء المستوصفات وتمويل الأنشطة المدرّة للدخل، ويتم استغلال ذلك في كسب ولاء تلك التجمعات لصالح الإسلاميين.
وتطرق التقرير إلى أن السفارة التركية في نواكشوط ترعى بشكل مباشر نشاط المنظمات الخيرية الموريتانية وتوفّر لها فرص التدريب وتحسين الخبرة في تركيا، كما تعمل بشكل مواز على احتواء وسائل الإعلام الموريتانية من خلال إرسال مجموعات من الصحافيين بشكل منتظم إلى تركيا في زيارات للترويج وغض الطرف عن طبيعة وأهداف نفوذها المتزايد في البلاد.
ومعلوم أن موريتانيا وتركيا تربطهما اتفاقيات تعاون في مجالات الصحة والتنمية الريفية والتبادل الثقافي والتكوين والتعليم، كما تم رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين بعد 2010 ، من 4 مليون دولار إلى 91 مليون دولار.
وتحاول تركيا حاليا مد جسور لها إلى بلدان المغربي، من خلال توسيع مجال تعاونها معها في قطاعات مختلفة،وهي بدأت بالفعل في دعم النظام الجديد في ليبيا، وترنو للإستثمار في الجزائر وتونس وتعزيز التبادل الثقافي مع المغرب وموريتانيا وبناء ودعم شبكات للعمل الثقافي والخيري,, خاصة بعد انحسار دورها في المشرق، حيث تواجه اليوم اتهامات مباشرة بدعم الجماعات الإسلامية المنتفضة في سوريا ومصر.. ومؤخرا قطعت الحكومة المصرية علاقاتها بأنقرة لنفس الأسباب.