8 ديسمبر 2024 , 0:07

انواكشوط: مكتبات على قارعة الطريق..تساهم في تكريس العلم..وتسكت صفير أمعاء أسر جائعة

Booksلقد باتت ظاهرة انتشار المكتبات على قارعة الشوارع الرئيسية والطرقات الفرعية وسط العاصمة انواكشوط  قضية لافتة للمهتمين بالشأن العام وكذلك الحقل الثقافي من مراقبين ومثقفين يبحثون عن الإصدرات العلمية الجديدة وتلك القديمة التي يصعب الحصول علىيها إلا نادرا الأمر الذي فتح مجالا كبيرا لأصحاب هذه المكتبات التجارية  التي   تحظى بإقبال لا بأس به  ولتسليط  الضوء على هذا الموضوع   حاولنا في جريدة ” الشعب” ان نسلط عليها الضوء من خلال هذا  التحقيق الصحفي ..

على قارعة الطريق:

 

في شوارع وطرقات العاصمة انواكشوط يلاحظ المار بها مكتبات لبيع الكتب تحت أقبية خصصة لها كمحلات لتسويقها للباحثين عن المراجع العلمية في زمن قلت فيه المكتبات التجارية التي تحوي جميع التخصصات الكتبية, كما قد  يلاحظها أحيانا تحت الأشجار ,وأمام المكاتب, وحتى على أرصفة الطرقات في العراء محاطات في معظمها  مزدحمة بالقراء والمشترين وذلك حسب توفر حاجات الزبناء ورواد هذه المكتبات,كما قد يلاحظ  الزائر أيضا أن تباين المؤلفات بقدر مجالاتها ومواضيعها الفكرية ومستواها المعرفي وأن كانت لا تختلف في كونها كتب تعلم الناس وتحصل منها الاستفادة بإختلاف فهم ومستويات قرائها لتبقى بذلك تحمل صفة المكتب على غرار نظيراتها الاخريات..

إبتكار ومنافسة:

يعتبر البعض أن طريقة هؤلاء في وجود هذه المكتبات الفردية إبتكارا لما تشكله من أهمية لدى زوارها وكذلك ما تعيده من نفع مادي ومعنوي لمالكها, حيث تعود بالنفع الكبير على العاملين الأمر الذي جعلها تنعكس إجابا على المجتمع من الناحية العلمية وعلى أسر عمالها من جهة الدخل اليومي الذي يساهم هو الآخر في توفير لقمة العيش لأسر لا دخل لها سوى ما تجود به هذه المكتبات الفردية ذات الدخل المحدود  كما يقول ملاكها,بالإضافة إلى  أنها تعمل على توعية أفراد أسرهم من خلال مطالعاتهم للكتب التي تحتويها هذه المكتبات التي تلعب أدوارا كبيرة في تثقيف شرائح كبيرة من المجتمع وتسعف أسر عديدة من خط ما تحت الفقر كما يقول مراقبون ,مما جعل هذه المكتبات الفردية تنافس بشكل كبير المكتبات الأخرى ذات الطابع المنظم وفق تصريحات البعض , وذلك من ناحية السعر المحدد لكل كتاب إضافة الى بساطة عملية البحث عند هذه المكتبات التي قد لا يحتاج الزائر لها كثيرا من وقته للحصول على غايته حسب المتابعين..

غياب الرقابة:

وبما أن الثقافة عن طريق مطالعة الكتب فقد لاحظ البعض من المهتمين بهذه المكتبات غياب الرقابة الدائمة لما يعرض فيها من كتب ومجلات يومية ميشرين إلى أهمية وجود جهات تتابع هذه  المكتبات العلمية الكبيرة في مضمونها والمتواضعة في شكلها إذ يخشى المراقبون أن تلعب هذه المكتبات أدوارا ثقافية أخرى, ليست تلك التي أسست لها أصلا وبالتالي ركز المتحدوثون لنا في كلامهم عن دور الرقابة على ضرورة وجوده كمسالة فرضتها  المرحلة في عالم بات الكتاب فيه سلاح ذو حدين كما يقول “أحمد “صاحب  الأربعين عاما .

ملاك المكتبات:

أثناء بحثنا في التحقيق تحدثنا مع بعض العاملين في المكتبات الموجود في سوق العاصمة فلاحظنا أنهم ملاك جميعا للمكتبات التي يعملون فيها, وبعد أن تعرفنا على بعضنا سألناهم ما السر من وراء عدم وجود عمال مساعدين فكانت إجباباتهم بأن المداخيل لا تسمح بذلك قائلين بأن  ما يتم كسبه من خلال المبيعات اليومية لا يتجاوز حاجيات العمل وشراء ما يسكتون به أفراد أسرهم أمعاءهم الجائعة مضيفين أنها فرص عمل تساهم في  إنتشار العلم بين الناس لكنها لا تتعدى كونها مجرد العمل مقابل الغذاء كما يقول الستيني  “عمار” وهو يتحدث معنا على قارعة الطريق.

أما “علي” البالغ من العمر (35س) فقال لنا بأن مهنة بيع الكتب بهذه الطريقة مسألة قابلة بأن تكون مدرة للدخل لكن عدم وجود محلات ثابتة على غرار أية مكتبة منتظمة أخرى إضافة إلى تأثيرات الطبيعة على معروضاتهم أمور لا تساعد هي الأخرى في الإستفادة بشكل ثابت.

القراء والزبناء:

وفي حديث القراء والزبناء لهذه المكتبات المعروضة على قارعات وفي شوارع العاصمة كانت الردود تختلف احيانا تتفق في بعض النقاط:

القارئ”سيدي محمد (26س)طالب جامعي قال “بان هذه المكتبات تلعب ادوارا كبيرة من الناحية المادية    التي هي العمود الفقري في العلمية التجارية والتعليمة إذ تساهم بشكل كبير في تعزيز الارادة لهؤلاء العاملين في هذه المهنة المهجورة وفق تعبيره في ظل تطور التكنلوجيا وإنتشار الانترنت” بالإضافة إلى المردودية المادية على أسر عديدة لا تمتلك من الدخل إلا ما يتم بيعه من كتب داخل هذه المكتبات مشيرا “إلى اهمية دور الرقابة عليها من ناحية مراجعة الكتب الموجودة بها”.  

اما “عائشة (28س)”فقد تحدثت عن اهمية هذه المكتبات بشيئ من الاختصارة قائلة”بانها تعتقد ان وجوده مسألة لا بدها منها خاصة ان المكتبات المنظمة او الثابت لا تقاس بهذه البسيطة حتى من ناحية الاسعار كما تقول مضيفة ” بانه لاضيراذا اتسمت هذه المكتبات مستقبل بشيئ من الاستقرار والانزواء عن الشوارع في ظل وجود الاتربة وكل عوامل الطبيعة.مؤكدة على اهمية الرقابة عليها في مايتعلق بمضامين الكتب التي تباع فيها.

النهاية:

وبين الإنتقادات الموجهة للمكتبات الموجودة في الشوارع وعلى أرصفة الطرقات والإجابيات التي تميزها في ظل إنفتاح العالم على ما بات يعرف “بالعولمة والكتاب الإلكتروني” تبقى المكتبات الحاوية للكتاب الورقي صمام الأمان للحفاظ على المعرفة وخاصة إذا كانت مربوطة بلقمة عيش لأسر عديدة في مناطق متفرقة من أحياء العاصمة  انواكشوط.

إعداد: الشيخ المهدي ولد النجاشي.

شاهد أيضاً

إنفجار جسم غريب بمقاطعة الشامي يتسبب في وفاة شخصين وجرح ثالث

لقي شحصان مصرعهما وجرح ثالث اليوم في مقاطعة الشامي الواقعة على بعد 235 كلم من …

اترك تعليقاً