نريد وحدة وطنية لا نريد انفصالا لا نريد حركات تعجرفية كل هذه الاراء وطنية نعم للوطنية، نسمع لها ونحترمها، لنضع معا عثرات عديدة وتعقيدات متشابكة لا تعطى آفاقا لحركة تتشدق بالحرية والإنعاتاقية والإنبعاثية لإمكانية خروجها من دوامة مظلمة بل تهدد بإنزلاقها إلى الهاوية «أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيدا….ً.«
إن تعرض شخصية وطنية من العيار الثقيل وبوزن شخص الرئيس مسعود ولد بلخير هذه الأيام لهجمة شرسة موازية للهجمة التي يتعرض لها مجتمعنا الموريتاني الأبي من شخص في الحقيقة لا يستحق أن يرد عليه إلا أمثالنا لأننا له الند بالند فقد آثروا الصمت وليس ضعفا منهم أو عجز عن الكلام وأسلوب في الخطاب وإنما ترفعا منه لكبر منزلته، ولم يدافعوا عن أنفسهم؛ فإن الواجب يفرض علينا البحث عن مبررات لموقفهم العجيب والغريب من الهجوم المتكرر والذي لا يليق بمكانة رجل ذاع صيته على الصعيدين الوطني والدولي والمعروف بمواقفه النضالية والوطنية مدافعا عن بني جلدته عن كل مظلوم راعيا في ذلك تقوية الوحدة الوطنية وتعزيز اللحمة الإجتماعية دون أن يحمل طرف عن طرف قضية الرق معتبرا أنها تراكمات تاريخية تعرض لها أطفال ونساء وشيوخ في شتى أنحاء العالم، والذي لم يفكر يوما من الأيام أن يبيع قضيته ولا شريحته ولا حتى وطنيته في المحافل الدولية مقابل دولارات أو صفقات وميداليات وراء الستار في منظر يشبه جزاراً يحد ساطورته ليقطع بها ذبيحته إلى أوصال صغيرة تمهيداً لبيعها في سوق الجزارة على شاشات التلفزيون والفضائيات و التي تـنـقـل تـلـك المـشـاهـد الدنيئة؛ مثيرا بذلك عواطف أبرياء ضعفاء مساكين ما عرفوا من يحمل قضيتهم إلا الزعيم الهمام الرئيس مسعود ولد بلخير فإذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، ولأن الذهب أغلى من الفضة، فمن السفه أن يترك الإنسان الغالي ويذهب إلى الرخيص.
من هنا تجدر الإشارة إلا أن حركة إيرا والإنبعاثية أو الإنعتاقية قد بدأت تمارس سلوكياتها الإدمانية من جديد كالكذب والإنكار والإسقاط والتبرير والمراوغة لقد أكلت يوما أكل الثور الأسود وما عليها إلا أن تنتظر مصيرها المحتوم هذا ليس بكلامي فحسب بل الزمن والظروف ومعاملاتها وتصرفاتها الطائشة والصبيانية ومحاولتها جر البلد الغالي إلى الحروب الأهلية والطائفية فالزمن كفيل بها وبمن يزعم أنه رئيسا لها فلا محالة أنها مصابة بإنتكاسة فكرية بمعنى آخر أن حياتها بدأت في التدهور والإندثار، اما عن الرغبة في تعاطي هذه الحركة مع النظام وغيره فكانت واضحة ومتجلية في مقابلة بيرام مع قناة الساحل حيث بدى مستاءا بعد خروجه من مكان العلاج من وجود الرغبة القوية في التعاطي من جديد، متوهما أن سبب هذا الشعور هو أن العلاج الذي خضع له لم يكن جيدا وبأنه سينتكس لا محالة ويواجه شعورا بالذنب من تلك الرغبة مع مشاعر سلبية إتجاه نفسه، وكما بدى خجولا من ذكر ذلك الشعور حتى لا يؤنب أو حتى لا يخبره أحد بأنه إنسان فاشل وفاقد للإحساس بالمسؤولية.
في الحقيقة هناك أكثر من سبب لجعل الرغبة في الهجوم على مرجعيتنا وأب كل الموريتانيين تزيد وتشتعل ولكننا اليوم سنركز على أهم تلك الأسباب منها على سبيل المثال لا الحصر تلك الغيرة التي أصابت بيرام حيال استجابة أغلبية هذه الشريحة من مثقفيها ونخبها وسياسييها إلى خطابات الزعيم مسعود ولد بلخير الداعية إلى تقوية الوحدة الوطنية والرفع من شأن هذه الشريحة والتفاف شيوخ آدواب حول الزعيم الهمام لما قدم لهم من دعم معنوي ومادي ضفا إلى ذلك الإجماع الوطني الذي حصل عليه الرئيس مسعود ولد بلخير.
إنما بات غائبا عن الرأي العام والشعب الموريتاني كافة وراء الكواليس هو موقف الرئيس مسعود ولد بلخير من سجن بيرام حين قام بيرام شخصيا بإتصالات هاتفيا بأسغير ولد العتيق من داخل السجن طالب منه أن يوصل رسالة النجدة إلى الرئيس مسعود عدة مرات بعدما أجهده البكاء من داخل زنزانته والأصوات مطالبة بإعدامه أو قتله وأولهم الإسلاميين الذين إتهمهم أمامي شخصيا في منزله وخاصة ولد الوديعة لما زاره في منزله ليلة إطلاق سراحه كنت بجانبه أسلم عليه لأول مرة أدخل فيها داره وأضع يدي في يده شاكا بأنه شخص ذو مواقف سليمة فما كان منه إلا أن قال لولد الوديعة أنتم من أوقعني في هذا الفخ وتبرأتم مني، وبعد نقاش حاد ومداخلة أثنيت أنا فيها شخصيا على الرئيس مسعود ولد بلخير سألني بيرام هل أنا من التحالف قلت له وبالحرف الواحد نعم فترفع من مكانه ودخل في غرفة نومه، فالتمست من ذلك التصرف حقدا واضحا على التحالف ورئيسه فتكتمت على الأمر وطلب مني أسغير شخصيا أن لا أبوح بالأمر للرئيس.
لبى الزعيم مسعود ولد بلخير الطلب كرما منه راعيا في ذلك أنه مادام حيا أطال الله عمره لن يظلم أحد من بني جلدته ولا من أي شريحة كانت من المجتمع الموريتاني فما كان منه إلا أن إتصل بالرئيس ولد عبد العزيز قائلا له وبالحرف الواحد أطلق سراح بيرام بدون قيد أو شرط فتم فورا إخلاء سبيله، ليبقى السؤال المطروح على بيرام هل أنك يا أخي نسيت بكاءك في السجن، وهل نسيت أن أهلك زوجك ووالدك وأسرتك قاطبة إحتشدوا أمام منزل الرئيس مسعود طالبين منه إطلاق سراحك لأن المثل الحساني يقول ( إشوف الشيبان التاك مشاف الفكراش الواقف)، (فالقافلة تمر والكلاب تنبح)، لم يكون الرئيس مسعود تدخل لإطلاق سراح بيرام لحاجة في نفس يعقوب ولا لضغط سياسي لما ترفع هو شخصيا الليلة الموالية راكبا في سيارة لبيع اللبن لزيارة الرئيس مسعود ولد بلخير في منزله وكاذبا على أصحابه وزملائه أنه ذاهب إلى طبيبه مخافة أن يرجع المجد إلى الرئيس مسعود ولد بلخير، فهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على أن بيرام وحركته يفتقران وبشدة الى المهارات الجيدة في مواجهة الأزمات، والكتب بأي ذنب حرقت.
وفي الأخير فإنني ومن هذا المقال ولن يكون الأول ولا الأخير في مواجهة كل من تسول له نفسه مهاجمة زعيمنا ورئيسنا أنا نفديه بأقلامنا وأفكارنا وطرحنا للقضايا الوطنية دماءنا وأرواحنا.
متى عرف بيرام وغيره من أمثال الساموري وولد بربص مشاكل هذه الشريحة و الذي هو الآخر في مقابلة مع السراج حيث قال وبالحرف الواحد أن الرئيس مسعود تخلى عن الشريحة وعن حركة الحر والمزايدات التي ذكر في المقابلة ليغالط بها الرأي العام والشعب الموريتاني مستدلا بإنشاء وكالة الرق والتضامن أنها وليدة تخلي الرئيس مسعود ولد بلخير عن حركة الحر ونفيه أن العبودية لم تعد موجودة وإنما الموجود هو الآثار، يبدو في الحقيقة أن الجماعة لم تتتبع الفترة التي عين فيها ولد المحجوبي والإحتجاجات والوقفات أمام الرئاسة مطالبة بعزله.
وللحديث بقية
بقلم الكاتب:
محمد ولد رمظان
Mohamed74ramdane@yahoo.fr