26 أبريل 2024 , 13:05

هل تُعِيدُ زيارة كوهلر المغرب والبوليساريو إلى طاولة المفاوضات؟

تَعُودُ رمال الصحراء لتَبُوحَ بصفحات جديدة من الصراع بين المملكة وجبهة البوليساريو الانفصالية، عقب إعلان المبعوث الأممي، هورست كوهلر، عَزْمَهُ زيارة كل من الرباط ومخيمات تندوف في غضون الأيام القليلة المقبلة، للتباحث من أجل عودة طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل متوافق عليه لنزاع عمر لأزيد من 40 سنة

المفاوضات كانت قد تَوَقَّفَتْ منذ 2012 بعد أن طالب المغرب بمحادثات مباشرة مع الجزائر، باعتبارها طرفا رئيسيا في النزاع، وهي التي تدعم الجبهة ماديا وعسكريا ودبلوماسيا؛ ما يستدعي الحوار مع الأب الوصي، عوض تضييع الزمن السياسي مع طرف لا يملك استقلالية قراره

وتُعتبر هذه الزيارة هي الأولى من نوعها بعد تقرير مجلس الأمن الأخير، الذي اتَّجَهَ نحو إنصاف الموقف المغربي، بإرغامه البوليساريو على الانسحاب من الكركارات، التي تحولت إلى منطقة على فوهة حرب طاحنة بسبب تواجد الميليشيات المسلحة لإبراهيم غالي داخلها؛ ما حتم على المغرب إنزال عتاده العسكري لتفادي أي انفلات محتمل.

وفي هذا السياق، قال أحمد نور الدين، أستاذ متخصص في قضية الصحراء، إن “مطلب إعادة المفاوضات هو حق أريد به باطل، لأن هذا الشعار ترفعه الجزائر وربيبتها البوليساريو، ولا يرفضه المغرب فقط من أجل الرفض، بل هو قرار ناجم عن 27 سنة من مسلسل التسوية التي اسْتَنْتَجَ منها أنه من المستحيل إجراء المفاوضات على قرار الاستفتاء”

وأضاف نور الدين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “السؤال الذي يُطْرَحُ على الأمم المتحدة هو من الذي أفشل تنظيم الاستفتاء، لأنه لا يمكن القبول بعودة المفاوضات بدون تحديد مسؤوليات الجبهة الوهمية والجزائر في إفشال مسلسل تحديد الهوية؛ إذ رفضوا تسجيل 74 ألف صحراوي، منهم من له أخ أو أخت أو قريب مُسجل في لوائح الاستفتاء المُتفق عليها التي تشمل 84 ألف مواطن”

وسجل المتحدث أن “الذي أوقف المفاوضات ليس هو المغرب، بل الأمم المتحدة نفسها هي التي أقرت في تصريح لأمينها العام الأسبق، كوفي عنان، سنة 2004، باستحالة تنظيم الاستفتاء؛ ما يُبَيّن بالملموس أن الأمم المتحدة تَعْتَرِفُ بأن مسألة العودة إلى المفاوضات غير ممكنة في ظل فشل مسلسل تحديد الهوية ورفض الجزائر والانفصاليين لأرضية الحكم الذاتي”

وأردف نور الدين أن “الجزائر والجبهة ترفضان عودة اللاجئين من تندوف إلى موطنهم الأصلي في الأقاليم الجنوبية، على عكس كل حالات اللاجئين عبر العالم وضدّاً على رغبة المحتجزين، لأن عودتهم تُنهي أطروحة الانفصال”، وطالب الأمم المتحدة بالعمل على تسهيل عودة مغاربة تندوف إن هي أرادت فعلا استئناف المفاوضات، لأنّ عودتهم إلى أرضهم تدخل ضمن القانون الإنساني، ولا يمكن رهنها بإرادة الجزائر التي تتخذ منهم أصلا تجارياً لابتزاز الدول والضغط على المجتمع الدولي وتضليل المنظمات الحقوقية

وأوضح المحلل السياسي ذاته أن الحل الذي تبتغيه الأمم المتحدة وتنص عليه في قراراتها هو “حل سياسي مقبول من أطراف الصراع، فما هو هذا الحل إن لم يكن هو الحكم الذاتي؟” وزاد: “الانفصال لا يمكن أن يقبل به المغرب، والإدماج التام لا تقبله الجزائر والجبهة، وبالتالي فاستئناف المفاوضات يجب أن يكون على أساس وحيد هو الحكم الذاتي، وأي استئناف للمفاوضات دون تحقيق هذه الشروط هو هدية للجزائر، وخيانة للوطن وتضحيات أبنائه وجيشه، سواء إبان حرب التحرير في الخمسينات أو حرب الاستنزاف منذ 1975 إلى غاية وقف إطلاق النار”، وفق تعبيره

هسبريس – نور الدين إكجان

شاهد أيضاً

وزير مالية موريتانيا يشارك في منتديات اقتصادية بالرياض

توجه وزير المالية اسلمو ولد محمد امبادي اليوم الخميس، إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *