1 مايو 2024 , 21:47

المملكة المغربية بلد الحريات الدينية… والريف مهد المذهب المالكي…

قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، إن التداخل بين السياسة والدين يدمر القيم، مذكرا بما وقع للديانة المسيحية التي أوغلت سابقا في التعاطي مع الأمور السياسية، مما جعل الناس يُقْبِلُونَ على اعتناق الاسلام، وعندما انزاح بعض حكامه هو الآخر صوب السياسة، قامت ثورات متعدد في المغرب والأندلس للدفاع عن قيمه الحقيقية

وأضاف بوصوف، الذي كان يتحدث مساء الثلاثاء في برنامج “ضيف الأولى” الذي يعده ويقدمه الإعلامي محمد التيجيني، أن الملك هو المسموح له بالجمع بين الدين والسياسة؛ وذلك للحفاظ على الملة وضبط الحقل الديني لتجنب ما يقع في الشرق”، مشيرا إلى أن “المغرب ظل حالة متفردة لا يُسَبُّ فيها أحد من على منابر العلماء، ولا يُفَرِّقُ فيه الناس بين عائشة وفاطمة، وبين الحسين وعلي”

وأكد المؤرخ المغربي أن الدور الحقيقي للإمام هو العمل على المرافقة الروحية للمصلي، وليس الدخول في أمور السياسة والأخبار اليومية، لأن المصلي كذلك له مواقف وقناعات سياسية يَتْرُكُهَا خارج المسجد ويَلِجُه للصلاة، وإذا جرى استعراض موقف يراه مجانبا لما يعتقد به، فسينتفض وسيتحول المسجد إلى مكان يمارس أدوارا غير منوطة به

وأورد بوصوف أن الدروس الحسنية فرصة جمعت الشيوخ والعلماء من مختلف المذاهب، بما فيها الشيعية، حيث سبق وحضرها موسى الصدر، والتسخيري، وغيرهما من علماء الشيعة، ليُكَرِّسَ المغرب بذلك أنه قِبلة لجميع المسلمين بكل مذاهبهم، وفضاء لمناقشة قضايا الأمة من القدس إلى المرأة والاجتهاد

وزاد المتحدث أن المغرب له ميزات رمضانية متفردة، تَجْمَعُ بين الجلال والجمال، حيث تتخلله التقاليد والطقوس والذكر والصلاة؛ وذلك في توليفة نادرة تثبت ذكاء المغاربة الذين لم يقصوا أحدا من الاستمتاع برمضان، فالكل ينتظر شهر الصيام، سواء كان مسلما أو غير مسلم، نظرا لأجوائه الجميلة

وشدد بوصوف على أنه ضد معاقبة مغيري الدين الإسلامي صوب ديانات أخرى، وأضاف أن المغرب بلد الحرية الدينية، في القديم والحاضر، حيث تعايش اليهود والمسلمون في تناغم دائم على مدار الحقب التاريخية، بما فيها الحالية، التي تشهد خروج العديد من المسيحين إلى العلن دون أن يتعرضوا للتضييق، بعد أن أصدر المجلس العلمي الأعلى ميثاق العلماء الذي أوضح فيه موقفه من تغيير الدين

وأشار بوصوف إلى كون كتاباته خيطا ناظما يعالج الاسلام في المجتمعات الأوروبية، فالمزاوجة بين العمل الأكاديمي والميداني مكنته من الاطلاع الجيد على الموضوع، مسجلا أن كتابه الأخير “ملكية مواطنة في أرض الاسلام” يعالج الظواهر السلبية التي اجتاحت العالم، ويقدم بعض الأجوبة حول النموذج الذي نريده

وأوضح المتحدث أن مشكل الارهاب الذي يؤرق العالم يتحمل فيه مرتكبو تلك الأفعال المسؤولية المباشرة، ثم يأتي بعدهم المسلمون حيث لا يلزمهم فقط التنديد وإلقاء المسؤولية على الآخرين، دون العمل على إيقاف التهديدات المتوالية

واسترسل بوصوف بخصوص مؤلفاته أن كتابه “النكور” كان جوابا على بعض الأصوات التي اتهمت الريف بالانفصال وبأنه ليس جزء من المغرب، مبينا أن منطقة الريف المغربي كانت مهد المذهب المالكي، وشكلت واجهة تصدي للتغلغل الشيعي في البلاد، مطالبا بالتركيز على المشترك بين كل المغاربة، وتجاوز كل النعرات

شاهد أيضاً

حصول الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز علي شهادة التبريز

مصادر إعلامية تتحدث عن منح وكيل الجمهورية في ولاية نواكشوط الغربية الرئيس السابق محمد ولد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *