26 أبريل 2024 , 10:29

أوهام عصابة صمبا اتيام..!!!/ المختار السالم

001
صمبا تيام.. يدعو لاستقلال الولايات الجنوبية عن موريتانيا.. ومن قلب العاصمة نواكشوط بعد أسبوع واحد على عودة موكبه للبلاد. وإن له أن يتبجح في هذه الظرف الذي لم يكن يحلم به… فهو يشاهد الذين كونوا حركته ودربوها على السلاح قبل 32 عاما يستعيدون موطئ قدم في البلاد

إن تعيين طاقم السفارة الموريتانية السابق في تل أبيب في أخطر حقيبتين حكوميتين (الخارجية، والامانة العامة) قد لا يكون عملا مقصودا لصالح الصهيونية العالمية ، وقد لا يكون الشخصان المعنيان بالحقيبتين عميلين للموساد حاشاهما من ذلك ، ولكنهما بدرجات متفاوتة رمزان للتطبيع و إزالة الحاجز النفسي الذي هو 90%من عوامل الحصانة العربية كما قال عراب التطبيع السادات
زد عليه أنه ليس هناك أي سبب علمي ولا عملي ولا عملاني يدعو فخامة الرئيس  الذي يدين ب90% من شعبيته الكبيرة لقطعه علاقات الذل مع اليهود، إلى تعيين هذا الطاقم من العدم إلى العلن… ولا يمكن زرع الصدف لتعيد (ص) محل (ع) من القبيلة (ج) بينما البلاد تعد 200 قبيلة أكثرها ليس منه سكرتير، بينما يحرصون على تمثيل أقل من عشر قبائل تستولي منهم ثلاث على الثروة والسلطة والسلاح… فكيف يحرصون على تمثيل رموز التطبيع مع الكيان: الشيخ العافيه والمرابط سيدي محمود وطاقم السفارة المشؤومة… وغيرهم كثر… حتى عاد صنيعة الموساد والشين بيت: تيام صمبا؟؟؟ فهل هي المصادفات؟
صمبا مسؤول هو وحركته عن مأساة 1989، فحركة “أفلام” هي الأداة التي نفذت بواسطتها تلك المؤامرة المخزية، وما أدت إليه من تقتيل وتهجير وتشريد نصف مليون عربي من السنغال. وطبعا ردة الفعل لأفراد موريتانيين مدنيين وعسكريين على الانقلابات العسكرية التي خططت لها الحركة بعد ذلك
إن كل تلك الدماء من مسؤولية “أفلام” التي وضعت نفسها بيد إسرائيل وبعض دول الجوار لتنفيذ مخطط خبيث للقضاء على الكيان الموريتاني وتوزيعه دويلات
بعد ثلاثة عقود من تلك المأساة وآثارها عاد اتيام وعصابته إلى الوطن بتعليمات طبعا من أولياء الأمور..
قد لا يضير العرب الموريتانيين اقتطاع حيز جغرافي محدود ونصب جدار عازل لإنهاء “المحرقة” التي تختلقها “أفلام” وقوميو الشتات الزنجي غير الوطني، الذي تجنس بقدرة قادر إبان مرحلة جنسية 5 أواق
ولكن أين سيجدونها ؟ ليست توجد على الارض الموريتانية قطعة واحدة صافية لإتنية من الثلاث إتنيات الزنوجة الموريتانية لأن المنظومة الإسلامية تحرم الإنعزال وتحث على التآلف ولهذا قد يجد مخطط المساح قرية جل سكانها تورود أو هليبه لكن المجال الرعوي والزراعي المحيط بها عربي الملكية من ألف سنة ويزيد، فأين سيحكم ذاتاً لا قرار لها؟
يقول الباحث الفرنسي بول مارتي في كتابه البراكنه صفحة 293 طبعة 1921 في فصله الثاني تحت عنوان “الإسلام الأسود “عند توغلنا (يعني الفرنسيين) في الضفة اليسرى لنهر السنغال (أي الجانب السنغالي من النهر)، فإن سكانه من التورو وهليبه – باستثناء قليل من هليبه ، لم يكونوا يسكنون شمامة.. بل كان سكان قرى الضفة اليسرى يعبرون النهر إلى الضفة اليمنى (الضفة الموريتانية) بعد الحصول على إِذْنٍ من أمير البراكنة مقابل دفع ضريبة محددة ليمارسوا الزراعة على الضفة اليمنى (الضفة الموريتانية) ويدفعوا 1/10 من المحصول بالإضافة إلى مكس ثابت يدعى أباخ (الإكرام بالولفية
طبعا لسنا بحاجة لأدلة تاريخية تبرئنا من جزء من أبناء شعبنا تقاسمنا معه الصلاة والخبز والأرحام، وحتما المستقبل
وتجدر الإشارة إلى أن صمبا اتيام وعصابته هم من ذلك الشتات غير الوطني، الذين لا يعرفون وطنهم، ويحفظون فقط أسماء مناطق محددة لأنها هي الواردة في “التعليمات”.. وليس من ضمنها طبعا “بحيرة بوتلميت” ولا “شلالات واد الناقةقد لا يضيرهم ذلك.. لأن أحفاد المرابطين والمجاهدين يتصاممون منذ ثلاثين سنة عن سيل من الشتائم العرقية والاتهامات الجزافية بالعنصرية.. من داخل مؤسسات الدولة ومن خارجها وفوق ترابها و تراب ما وراء البحار
نعم قد لا تضير أحدا تلك الدعوة.. لأن الشعب الموريتاني وجد ليبقى
ومن المؤكد أن
1. أن مثل هذه الدعوات لن تجعل الشريحة العربية تكره مواطنيها الزنوج الوطنيين المسلمين المسالمين،
2. أن أحدا من العرب، لم ولن يخوض حملة سياسية أو انتخابية او حملة منافع باسم الحرب على الزنوج الذين هم جزء من شعبه، عكس ما يفعله الآخرون منذ سنوات
3. أن من الأخطاء الاستراتيجية التي يقع فيها قوميو الزنوج اعتقادهم أن موريتانيا ملك الفرد الحاكم، وأن الذات الجمعية للأمة لا تقلب الموازين في اللحظة المناسبة
يدرك الجميع أن أحداث 1989، من غير الزنوج المواطنين، تسببت بتهجير 1.2 مليون زنجي من مختلف بلدان القارة ألإفريقية.. كانوا وقتها يتمتعون بحقوق أكثر مما يتمتع به أبناء البلد.. (وزراء، مدراء أمن… سيطرة تامة على الحسابات والخزينة، الصحة، الضرائب.. وغيرها من قطاعات)
وبالعودة إلى “كشوف الحسابات” بقسم مرتبات الجيش يوم 30/12/1984 يتضح أن 65% من أفراد الجيش الموريتاني زنوج.. ما هي النتيجة؟..ّ
4. أن ما لم تحصل عليه “أفلام” بقوة السلاح والمؤامرات التي رسمتها لها قوى إقليمية ودولية لن تحصل عليه بخطاب البغضاء المعهود
5. أن الحلقة الأخيرة بمحاولة تزنيج “العرب السمر” (الحراطين) فشلت
6. أن نسبة الزنوج الموريتانيين لم تتجاوز 11% بعد إحصاء 2.6 مليون موريتاني.. ولا أحد يعرف حقا أهمية استقلال ذاتي لنسبة ضئيلة من شعب قليل العدد.. وإذا كان يريدها قنبلة حرب أهلية فالأفضل له أن تكون القنبلة داخل الوسط المراد تفجيره
أخيرا.. ليست هذه دعوات صمبا اتيام وعصابة الشتات التي يقودها فحسب… بل تسري إلى شخصيات كنا نظنها لا ترتضى لنفسها النزول لقاع التصنيف العرقي القذر
فقبل أيام كان لو كرمو عبدول يقول على أمواج إحدى الإذاعات إن “البيظان يعدون لحرب أهلية”. وأورد دليلا هو “أن كل قضاة البلاد لا يتكلمون إلا العربية”.. يا إلهي.. وماذا إذا تكلموا الفرنسية..! هل ستحل المشكلة
الجواب للجميع.. البيظان لا يعدون لحرب أهلية.. ولكن لن يفاجأوا بها. وسيعيشون جميعا ليكتبوا على الجثث النابتة من علف العمالة الرخيص أن هذه البقعة من الساحل ستظل عربية إلى الأبد، وأن التعريب سيزحف جنوبا ولن يتراجع إلى الأبد

شاهد أيضاً

بين الطوباوية والبرغماتية / الولي ولد سيدي هيبة

اثبتت دراسات قيمة أن أكثر ساكنة المعمورة جنوحا إلى السلم هم ساكنة ضفاف الأنهار، التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *