26 أبريل 2024 , 3:01

أستاذ الرياضيات… ورئيس المخابرات (تدوينة)

000

القصة حدثت ذات زمن في أحد أقطار عالمنا العربي الممتد من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، هكذا كان يحلو لهم وقتها تسمية تلك الحظائر البشرية المفتوحة، التي كان يمنع فيها على الشعوب أن تفتح أفواهها إلا في ثلاث حالات:عند تناول الطعام وخلال زيارة طبيب الأسنان وأثناء التثاؤب.
كان ابن رئيس المخابرات يستعد لتقديم امتحانات الباكالوريا ذلك العام، وكان لديه نقص كبير في مادة الرياضيات، وتشاء الصدف أن يذيع صيت أحد أساتذة تلك المادة في أرجاء البلد، حتى أصبح حديث جميع طلبة الباكالوريا.
أوعزت والدة ابن رئيس المخابرات إلى زوجها أن يجلب أستاذ الرياضيات ذاك ليعطي دروسا خصوصية في مقرر الرياضيات لابنهم المدلل.
عندما وصل رئيس المخابرات إلى مكتبه، استدعى أحد معاونيه وطلب منه الذهاب إلى ثانوية كذا وإحضار أستاذ الرياضيات المذكور، ولم يكد الضابط يؤدي التحية ويقول “حاضر سيدي” وينصرف، حتى دق هاتف رئيس المخابرات وكان الأمر يتعلق بمسألة هامة ومستعجلة، شغلته طوال اليوم ومنعته من العودة إلى المكتب.
في المساء وقبل أن يخلد للنوم سألته زوجته عما فعل بخصوص أستاذ الرياضيات، فقال لها إنه سينهي الأمر في صباح الغد.
في اليوم التالي استدعى رئيس المخابرات الضابط وسأله:
“ماذا فعلتم بخصوص أستاذ الرياضيات؟”
” جلبناه سيدي، وقد اعترف ”
صرخ رئيس المخابرات مستغربا:
“اعترف بماذا؟”
“بكل شيء…”
وقبل أن يكمل الضابط كلامه قاطعه رئيسه وأمره بجلب الأستاذ.
دخل أستاذ الرياضيات ممزق الثياب ووجهه يحمل الكثير من آثار الكدمات، كان يتحرك بصعوبة بالغة وتأوه كثيرا قبل أن يعتدل في جلسته على المقعد.
سأله رئيس المخابرات ممازحا:
“ما الذي اعترفت به يا رجل؟”
فأجابه الأستاذ بصوت متكسر:
“والله لا أعرف، لكن لم يكن أمامي خيار آخر يا سيدي، فإما أن اعترف وإما أن أموت”…
نقلا عن صفحة الكاتب

شاهد أيضاً

بين الطوباوية والبرغماتية / الولي ولد سيدي هيبة

اثبتت دراسات قيمة أن أكثر ساكنة المعمورة جنوحا إلى السلم هم ساكنة ضفاف الأنهار، التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *