محمد السادس يعيد الاعتبار للصانع التقليدي المغربي

منذ اعتلائه عرش أسلافه بالمغرب ، حرص محمد السادس على اقتفاء اثر الراحل الحسن الثاني رحمة الله عليه في المحافظة على الإرث الثقافي للمملكة ، خاصة فيما يتعلق بالزى المغربي الأصيل ، و هنا يجرنا الحديث إلى ثقافة ارتداء الجلابة التي كانت تعيش وضعا حرجا ، و تقهقرا كبيرا كان له كل الوقع السلبي على مردودية الصانع المغربي ، بسبب تراجع الإقبال على هذا الصنف من اللباس المغربي ، الذي ظل مرتبطا بالمناسبات و الأفراح
و في مقابل ذلك ،لعب الملك محمد السادس دورا أساسيا و كبيرا في اعادة الاعتبار لهذا القطاع ، و انعاش مداخيل صناعه ، بعدما أصر جلالته على ارتداء ” الجلابة ” المغربية بشتى صنوفها في مناسبات رسمية مختلفة ، و هو الامر الذي لقي استحسنا كبيرا لدى المغاربة ، الذين اختاروا بشكل طوعي العودة بقوة إلى هذا اللباس التقليدي ، الذي يجسد ثقافة الاجداد ، و مهارة الصانع المغربي ، و لأن هذا الأخير يداه لا تجودان إلا بكل ما هو رائع و مثير ، فقد تناغم هاذين العاملين ، ليفرزا معا ” موضا ” مغربية بحلة جديدة تخطت كل الحدود الجغرافية ، و أصبحت مطلوبة بشكل كبير حتى خارج المغرب
و بذلك يكون الملك محمد السادس قد قدم خدمة كبيرة للصناعة التقليدية المغربية ، و للصانع المغربي الذي استطاع بهذا الدعم ان يبرهن على علو كعبه في شتى المجالات و الحرف التقليدية ، فهل يمكن للساسة أن يلعبوا مثل هذا الدور و يساهموا في انعاش قطاعات اخرى لازالت تتخبط في الازمات المستمر ؟