27 أبريل 2024 , 2:55

لقد انتهى زمن الأحزاب الإيديلوجية

55

لاخلاف أن الأحزاب الإيديلوجية والعقائدية لها دورها الرائد في فرز الوعي العام وفي تأطير خطاب الحقوق وخطاب المطالب .. هذه حقيقة لاينكرها إلا مكابر .. لكن في وقتها وفي زمانها . تفاعلات الواقع وتداخل الأحداث وتنوع طبيعة المطالب مع تنوع الأنظمة والأنماط السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، جعل زمن هذه الأحزاب ينتهي بسرعة وتخرج من دائرة الفعل لتسكن في التراث حدثا جميلا وماضيل ثوريا باسما . الزمن اليوم زمن الشعوب وزمن الجماهير وزمن المجتمعات والأحزاب التي لاتمارس من الدور المجتمعي غير التنظير والتأطير والبيانات لم تعد مقبولة في هذا الزمن ، لامشكلة ان يقول البعض أنها محاولة بليدة لقتل السياسة وإغتيال الممارسة السياسية ، ونرد عليه بأن السياسة ممارسة مع الواقع وليست دائما طرحا خياليا ، والواقع اليوم واقع الناس ودور الأحزاب هو أن تكون جزء من الناس، بخطاب آخر، وعلى رأي الأستاذ سيد محمد ولد محم “الوظيفة الحقيقة للأحزاب الحاكمة هي خدمة الناس”. هذا الكلام في سياق الواقع الوطني يتفاعل مع برنامج رئيس الجمهورية في تجديد الطبقة السياسية والذي لايعني تجديد الوجوه فحسب بقدر ما يعني تجديد كل أساليب الممارسة السياسية وأدبياتها، وليس تجديد الوجوه إلا تجليا من تجليات هذا المشهد المركب والذي يجب أن تتغير كل ميكانيزمات التحرك فيه . هذه الفعالية المطلوبة وهذا التفاعل مع برنامج رئيس الجمهورية القائد المؤسس لحزب الإتحاد من أجل الجمهورية ، تجلت في الدور الأخير والذي بدأ حزب الإتحاد يمارسه في شتى المجالات الخدمية من تنظيف للعاصمة وتدريس للطلاب ومساعدة للمحتاجين وإفطار للصائم .. هذه الثقافة الجديد مسح للطاولة وإعلان لميلاد زمن سياسي جديد أحزابه تخدم الناس وتشارك الناس واقعهم اليومي وتتفاعل مع همومهم ومشاكلهم ، وإعلان لميلاد قادة جدد لايكتفون فقط بالخطابات والشعارات بل ينزلون للشارع ويختلطون بالناس ويتعروفن بشكل مباشر على مشاكلهم وهمومهم .. كما يفعل الرئيس محمد ولد عبد العزيز “الرئيس الإنسان”. –

جعفر محمود

شاهد أيضاً

بين الطوباوية والبرغماتية / الولي ولد سيدي هيبة

اثبتت دراسات قيمة أن أكثر ساكنة المعمورة جنوحا إلى السلم هم ساكنة ضفاف الأنهار، التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *