حركة “أفلام” والميل المعلن إلى الإنفصال

خلال السنة الفارطة أعلن عن عودة قادة حركة “أفلام” غير المرخصة إلى البلاد. وقتها تحدثت بعض المصادر عن اتصالات سرية جرت بين النظام الحالي والحركة، كما أشار أحد قادتها (إبراهيم ميفو) إلى أنهم يعتزمون العودة من أجل استئناف النضال وعرض مشروع مجتمعي على الطبقة السياسية، يتأسس على الإعتراف بالتنوع القائم في البلاد.
ومنذ ذلك الوقت بدأ الحديث عن خطوة لدمج ما كان يسمى بمعارضة الخارج بكافة مكوناتها بالعملية السياسية، لكن يبدو أن القرار الذي أجبرت عليه “أفلام” لم يكن سوى موقف تكتيكي لغايات أبعد من الأمور المعلنة.
فحركة افلام التي تواجه عزلة سياسية، وتبحث عن مخرج يعيد لها الثقة والتأهيل لتلعب دورها المشبوه الذي بدأته في السنوات الماضية بحمل السلاح ضد الدولة بعد محاولتها الإنقلابية الفاشلة، تريد الآن إحياء إرثها واستغلال جو الحريات و بروز استقطاب قوي بين النظام والمعارضة لتمرير مخططها الإنفصالي دون أن ينتبه لها أحد من الأقطاب السياسية الفاعلة.
بل ما يطرح سؤالا أكبر حول عودة الحركة إلى خطابها العنصري الآن، في هذا الظرف، بعد أن ظن الجميع أن قادتها الذين اختاروا مغادرة منافيهم الطوعية في الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا إلى البلاد، هو أن دعوتهم للإنفصال أمس، جاءت أسابيع قليلة بعد لقاء رئيس الحركة صمبا تيام مع المستشار السياسي للسفارة الأمريكية في نواكشوط.
إن هذه الدعوة التي تزيح الغطاء عن حقيقة وأهداف الحركة، تكشف خطورة المخطط الذي يجري الإعداد له حاليا.. الأمر الذي يجب أن لا يمر دون ملاحظة وتمحيص.
إن الإنفصال بغض النظر عن كونه يتعارض مع رغبة إجماع الموريتانيين، يسيء إلى المكون الزنجي الذي يمثل صمبا تيام واحدا من مكوناته العرقية الثلاثة، وبالتالي فهو إما أنه يغالط الرأي العام بخطابه الجمعي لمكونات تختلف معه في الثقافة والإمتداد الجغرافي، وإما أنه يتغابى للعودة إلى إشعال الفتنة ويتجاهل أن المكون العربي جزء أصيل ومتجذر في حوضي شمامه وكوركل و منطقة كاراكورو.
أمر آخر حري بساسة “أفلام” أخذ العبرة منه وهو “جنوب السودان” فالغرب الإستعماري الذي ساهم في انسلاخ الجنوب، وورطه في خيارات غير مدروسة، هاهو يدفع ثمن ذلك بالمزيد من الإنشطار والصراع بين الإثنيات الإفريقية.
وبعد أن كان جنوب السودان يهدد استقرار المنطقة، أصبح “جنوب السودان” قطب الرحى التي تدور وتطحن ما تبقى من هذا الكيان الذي ولد في الأصل ميتا.
س.ابنيجاره