26 أبريل 2024 , 19:07

سمعتنا في خطر/ بقلم القوي بالله. محمد الأمين ولد مدو

medouإن المحافظة على سمعة أي بلد من بلاد المسلمين وشعبه وصون أعراضهم وسمعتهم في الداخل و الخارج مقصد وضرورة من الضرورات التي جاءت الشرائع السماوية بحفظها.

وتعتبر بلاد شنقيط من أكثر البلاد الإسلامية سمعة في جميع أنحاه الدنيا وذلك بسبب ما نقله علماؤها ومثقفوها وتجارها لأهل الدنيا من علم وأدب وحسن سمة وخلق بل وحتى ما سمع عن نسائها من الحشمة والحياء والنبوغ في العلوم المختلفة فذاع صيتها بتلك الربوع. فكانت بحق بهجة الدنيا وزهرتها.

شنقيط يا زهرة الدنيا وبهجتها

فيك الصفاء وفيك العلم والأدب 

ها أنت شمس الدنيا علي مباركة

يجني ضياءك عجم الخلق والعرب 

تجود منك عيون غيثها أمل

يحيي الفؤاد ونفسا حلها العطب

فأن منك عيون الأرض جارية

أين منك الذي جادت به السحب

إلا أنه من المؤسف أن نسمع من شنقيط الحضارة والتاريخ ما يعكر صفونا ويشوه سمعتنا فقبل أشهر يتجرأ مواطن على حرق الكتب المالكية بما فيها من أحاديث وآيات قرآنية ويواعد بمحاكمة عادلة وبعد حين يخرج معززا مكرما وكأنه لم يقدم على فعل يستوجب الزجر ولم نفق من تلك الصدمة حتى طلع علينا فيديو كليب بعنوان “ بدأ من نواكشوط” لشاب موريتاني آخر يغني بأغنية ماجنة ومعه فتاة موريتانية متبرجة إلى أبعد ما يكون من أنواع التبرج والانحلال الخلقي وبعده بأيام فتاة على أفيس بوك تتبجح بالإلحاد وأخيرا شاب يتطاول على الحضرة النبوية بالسب والاعتراض على ما جاء به من أحكام شرعية.

والأغرب في بلاد الجمهورية الإسلامية الموريتانية أن تظهر منظمات تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وتدافع عن ولد أمخيطير وأمثاله ممن بينت الشريعة الغراء حكم الله فيهم. ويطالبون بإطلاق سراحه وتوفير الحماية له.

وليست منظمات حقوقية فحسب بل أفراد من المجتمع تبنوا المقال ودافعوا عن صاحبه إن لم يكن بلسان المقال فلسان الحال

نريد أن نسترجع سمعتنا ومجدنا التليد كما شيده لنا أجدادنا من خلال إسهاماتهم البارزة سواء في موريتانيا أو خارجها حتى أصبح أسم الشنقيطي في الشرق أو في الغرب مرتبط بالعلم والورع والتعفف عما في أيد الناس وذلك بسبب تضحيات علمائنا الإجلاء وما تحلوا به من الورع  والزهد والتضلع من جميع الفنون. من أمثال محمد محمود ولد أتلاميد وسيدي عبد الله ولد الحاج إبراهيم وأولاد ما يابى ولمجيدري ولد حيب الله  ومحمد يحي الولاتي وعبد الله ولد سيد محمود ومحمد محمد سالم وآبى ولد أخطور ومحمد سالم ولد عدود وبداه ولد البوصيري..

شنقيط ماضيه معروف

فالشرق ولغرب اهذا بان 

يقير الا عت أمل اتشوف

فيها ياسر من شي يوكان 

نريد موريتانيا القناعة والزهد كما حدث عنها محمد الأمين الشنقيطي “آب” حين قال لطلابه لقد جئت من بلاد ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو (القناعة) ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية

نريد شنقيط التي إذا ذكرت ذكر الحفظ والإتقان.

نريد شنقيط التي إذا ذكرت تقاصرت الهمم كما يحدثني أحد الدكاترة في المملكة العربية السعودية قبل أيام عن عم له من أهل العلم ومن فحول الشعراء وكان قد زار موريتانيا فترة وجود المعهد السعودي فيها وجلس في  المحاضر يقول: من أراد أن يعرف مكانته العلمية فليذهب إلى موريتانيا فقد ذهبت من بلدتي وأنا أظن أني من طلاب العلم بل من المشايخ فعندما جلست إلى طلاب المحاضر استصغرت نفسي وعرفت مكانتي فكلما أذكر بيتا من الشعر إذا بالقصائد تتناثر من كل الجهات

نريد موريتانيا التي قال عنها الداعية والدكتور عائض القرني” بي شوق عارم لزيارة بلد المليون شاعر بموريتانيا، حيث مدارس العلم والأدب والمنقول والمعقول، وأحدّث نفسي: متى أجالس العلماء الشناقطة أهل الفصاحة والذاكرة اللماحة.

نريد شنقيط التي إذا ذكرت ذكرت الفصاحة والبلاغة والشعر وسرعة البديهة.

نريد موريتانيا التي إذا ذكرت ذكر الرجل بأمانته وصدقه وبعده عن أكل الحرام وذكرت المرأة بحشمتها وتسترها و حجابها.

وفي الأخير نطالب كل الموريتانيين حكومة وشعبا بالمحافظة على سمعة بلدنا. والسهر على تطبيق شرع الله وردع المجرمين والمتطاولين على ديننا الحنيف  والوقوف صفا واحدا ضد حمالات الإلحاد والتنصير التي أصبحت تهدد وطننا وتغزوا شبابنا.

وعلى تلك المنظمات التي تدافع عن المرتدين والملحدين وأصحاب النوايا الخبيثة أن يراجعوا أنفسهم وأن يتوبوا إلى الله عز وجل. ومن أعان صاحب المعاصي..على المعاصي فهو أيضا عاص

كما أوجه نداء خاصا للمغتربين بتحملهم مسؤولية دينهم وأمتهم  وأن يعلموا أنهم سفراء لدينهم ووطنهم فيعطوا الصورة الناصعة لدينهم ولوطنهم. فنبني كما كانت أوائلنا –  تبني ونفعل مثل ما فعلوا.

شاهد أيضاً

بين الطوباوية والبرغماتية / الولي ولد سيدي هيبة

اثبتت دراسات قيمة أن أكثر ساكنة المعمورة جنوحا إلى السلم هم ساكنة ضفاف الأنهار، التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *