26 أبريل 2024 , 15:44

الدكتورمحمد إسحاق الكنتي يكتب: “مقاربات للتأصيل.. تحتاج إلى تأصيل…”

alkounty_md_ishaagكتب رئيس حزب تواصل، ذي الخلفية الإسلامية، مقالا حول الإسلام والديمقراطية، “من وجهة نظر معينة”… فعل ذلك تحت الضغط، باعترافه شخصيا.

تستدعي تلك المقاربات الكثير من الملاحظات، منهجية وموضوعية، قد تدخل ضمن الاختلاف في الرأي… لكن حين يذكر رئيس الحزب ذي الخلفية الإسلامية، وقائع تنسب إلى التاريخ الإسلامي دون ذكر المرجع الذي استقاها منه، فإن تدقيقها يصبح واجبا على المهتمين بالفكر الإسلامي… نسب رئيس الحزب إلى عمر بن الخطاب أنه كان يعزل ولاته بعد أربع سنوات، وأن عمر علل ذلك بقوله: “إن كان عدلا مله الناس، وإن كان جائرا كفى من جوره…” ولم يذكر رئيس الحزب من أين استقى هذا الخبر!!!

لا يستقيم الخبر رواية ودراية.. من ناحية الرواية يكذب الخبر واقعة بقاء عمرو بن العاص والي مصر من ربيع الأول سنة 19هـ، الموافق لمارس سنة 640م و توفي عمر في 26 ذي الحجة سنة 23هـ، الموافق 03 نوفمبر سنة 644 م، وهو واليها. وعملية حسابية بسيطة تظهر أنه قضى أكثر من أربع سنوات وهو والي مصر من قبل عمر بن الخطاب.

يضاف إلى ذلك أن رئيس الحزب لم يذكر مصدر خبره، ولا نعلم أيا من مصادر التاريخ الإسلامي ذكرت أن عمر كان يعزل ولاته كل أربع سنوات، وقد قضى في الخلافة أكثر من عشر! أما من ناحية الدراية فإن تعليل العزل، في حال العدل، بسبب ملل الناس، والسكوت عن جور الولات حتى تنقضي أربع، منكر. فالله أمر بالعدل مطلقا، ونهى عن الجور مطلقا، ولم يقيدهما بفترة زمنية، وليس من الفطرة أن يمل الناس العدل… وإذا كان عمر يرى ذلك، وهو مضرب مثل في العدل، لماذا لم يترك الخلافة بعد أربع سنوات، مخافة أن تمل الأمة كلها، وليست ولاية واحدة، عدله! (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)

عذر رئيس الحزب في قبول الخبر دون تدقيق هو أنه ورد على لسان شيخه، أيام فتنة الرحيل، فلاقى هوى في نفسه، خاصة أنه يمكن استغلاله في تأصيل تحديد مأمورية الرئيس بأربع سنوات، على السنة الأمريكية المتواترة… وعذره الثاني أن بعض قادة الإخوان لا يتحرجون من الكذب… لكنهم ينسون قوله تعالى..(وقد خاب من افترى)، ولهم في إخوان مصر عبرة.. فقد أعلنوا: “لن نرشح للرئاسة”، ورشحوا…

*المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية

شاهد أيضاً

بين الطوباوية والبرغماتية / الولي ولد سيدي هيبة

اثبتت دراسات قيمة أن أكثر ساكنة المعمورة جنوحا إلى السلم هم ساكنة ضفاف الأنهار، التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *