26 أبريل 2024 , 4:44

موسم “النّزوح” الإفريقي والعربي إلى الصّحراء يُعمق “عزلة الجزائر

موسم “النّزوح” الكبير إلى الصّحراء المغربية قد بدأت بشائره في الظّهور مع إعلان دول إفريقية وعربية نيّتها فتحَ قنصليات عامّة في مدينة العيون؛ فمن دولٍ إفريقية تجمعها علاقات “استثنائية” مع الرّباط، إلى دولٍ عربيّة، تمضي دينامية دبلوماسية المملكة لتحقيق إجماعٍ جديدٍ حول مغربية الصّحراء.

وتبحثُ المصالح الدّبلوماسية المغربية عن مكسبٍ جديد للقضيّة الوطنية بإعلان مجموعة من الدّول فتح قنصليات عامّة في كبرى حواضر الصّحراء، وهو ما يجعلنا أمام دينامية غير مسبوقة تتجاوز المنطقة “المعتّمة” في المواقف والاختباء وراء الشّعارات الضّبابية

ومقاب هذه الحركية الدّبلوماسية المغربية، لم تبدِ الأوساط الرّسمية الجزائرية أيّ رد فعل حُيال موضوع “قنصليات الصّحراء”، بينما ارتأت بعض وسائل الإعلام المقرّبة من الجبهة الانفصالية مهاجمة حلفاء الرّباط، وهو ما يعكس ضعف الرّصيد الدّبلوماسي والسّياسي في الجارة الشّرقية للمملكة.

وقال المحلّل الخبير في قضايا الصّحراء شرقي خطري إنّ “مسألة فتح القنصليات تمثّل خطوة جديدة تحمل في ثناياها مجموعة من الرسائل الأساسية؛ أولها مرتبط بدلالة ذلك من تأكيد عنصر مغربية الصحراء وعدم الاقتصار على سحب الاعترافات إلى فتح هيئات دبلوماسية وما يترتب عنها وفق اتفاقية جنيف سنة 1960 من التزامات متبادلة بين الدّول

وأضاف الدّكتور خطري في تصريح لهسبريس أنّ “هذه الخطة تؤكّد مرور الملف إلى مرحلة جديدة تتجاوز كل المعوقات والفجوات التي اعترت المسار الأممي، وخطورة استمرار الوضع وفق ما هو عليه من جمود في ظل غياب تعيين مبعوث أممي لمدة 17 شهراً، إلى الانسحاب وكسر كل المقاربات التقليدية في التعامل مع الملف

أمّا العنصر الثّالث الذي وقف عنده الأستاذ الباحث في كلية ابن زهر بأكادير، فمرتبط بمسار انخراط المغرب في تطور تطبيقات الحل إلى مستويين؛ الأول أممي في إطار تطوير مقاربات توليد خبرات جديدة دون إقامة ضوابط وفرض شروط مسبقة، وهذا ما حدث في جنيف 1 وجنيف 2، والالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي

وأضاف خطري أن العنصر الآخر” إقليمي داخلي يتبنى تقاطعات وإقامة عوالم متداخلة تستند إلى تقييم الواقع الراهن كنقطة أساسية، ويلتزم ضبط النفس، ويتخذ قرارات تتماشى مع هذا التوجه وفق قائمة من المجالات، سواء سياسيا أو عسكريا أو تنموياً

وشدّد الخبير ذاته على أنّ “فتح هذه البعثات الدبلوماسية يدخل في نطاقاً هذه الاستراتيجيات، ولكن أهميتها الآنية في انكباب عدة بلدان عربية على فتح بعثاتها بعد أن سبقتها بلدان إفريقية عدة نحو ترسيخ نشاط دبلوماسي متسم بمنهج ودينامية غير مسبوقين من الدبلوماسية المغربية”.

وزاد قائلا: “كل هذا له تأثير داخلي على الجبهة سيؤدي إلى فجوة بين الشعارات والواقع واستمرار نفس أنماط الخطاب مع تنامي نزعة احتكار وعدم قبول أي مبادرات، في ظل غياب رؤية استراتيجية وفي ضوء التوقعات المرتقبة الناتجة عن مشاعر ردود فعل ستزيد من عزلتها على المدى القريب والبعيد، وتراجع حدة الدعم والتبعية للجزائر مع ظهور أصوات تطلب حلولا وإنهاء المعاناة بحمادة”.

هسبريس – عبد السلام الشامخ

 

 

شاهد أيضاً

وزير مالية موريتانيا يشارك في منتديات اقتصادية بالرياض

توجه وزير المالية اسلمو ولد محمد امبادي اليوم الخميس، إلى المملكة العربية السعودية، للمشاركة في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *