26 أبريل 2024 , 17:17

عمره أكثر من ألف عام.. نقش حجري بعقد أمان لأهل القدس بعد فتحها

عام 1968 كُشف عن كتابة عربية قديمة من تسعة أسطر منقوشة على لوح حجري في مسجد صغير خارج الركن الجنوبي الغربي من الحرم القدسي الشريف، وطوال ما يزيد على نصف قرن من الزمان كانت هذه الكتابة لغزا لم يحظ بدراسة كافية لفهمه بشكل كامل

وعثرت بعثة تنقيبية من الجامعة العبرية على النقش، الذي يؤرخ لعقد أمان وحماية مُنح لسكان القدس المسيحيين بعد فتح القدس عام 637 م، الموافق عام 16 من الهجرة على يد جيش المسلمين بقيادة أبو عبيدة بن الجراح، الذي حاصر القدس في شوال عام 15 هـ الموافق نوفمبر/تشرين الثاني 636 م.

ووفقا للجزء الذي يمكن قراءته من النقش الحجري؛ فقد شهد على العقد إضافة إلى أبو عبيدة بن الجراح، كل من عبد الرحمن بن عوف الزهري، ومعاوية بن أبي سفيان (الذي ينص النقش الحجري على أنه كاتب الوثيقة).

وهنا تجدر الإشارة إلى أن النقش الحجري كُتب تأريخا لعقد الأمان الذي منحه المسلمون لأهل القدس بعد فتحها، وليس هو وثيقة عقد الأمان التي شهد عليها صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم.

ولا يعرف على وجه التحديد من الذي نقش النص القديم على اللوح الحجري، ويدور الخلاف حول زمن النقش الذي يعود تاريخه -بحسب متخصصين- للقرون الهجرية الثلاثة الأولى.

نقش حجري مفقود
وقال الباحث المتخصص في دراسة المخطوطات القرآنية المبكرة أحمد شاكر إن بعثة برئاسة عالم الآثار بنيامين مازار اكتشفت النقش الحجري بالقرب من بناء لمسجد صغير جدا، يقع في الجانب الجنوبي الغربي للحرم القدسي، وأضاف أن “وكالة الآثار الإسرائيلية نقلت الحجر إلى مستودعاتها، وعملت منه نسخة على الجبس الفرنسي، وفي مرحلة لاحقة فُقد أو دُمِّر الأصل الحجري لأسباب غير معروفة”.

وأضاف شاكر للجزيرة نت أنه بخلاف دراسة الأكاديمي الإسرائيلي موشيه شارون، فقد تناول هذا النقش يوسف راغب الذي تسلم صورا فوتوغرافية من المؤلف، وقرأ السطر الأخير الخاص بالتاريخ “اثنتين وخمسين” بدلا من “اثنتين وثلاثين”.

لكن من خلال النظر في النقش -رغم رداءة الصور المنشورة له- لا يعتقد شاكر أنه يعود للقرن الأول الهجري، بل يميل إلى أنه من القرن الثاني أو الثالث الهجري، وذلك أن شكل الحروف فيه متطورة، ولا تناسب تلك الفترة المبكرة؛ وهذه النتيجة تتفق مع تاريخ بناء المسجد الصغير، الذي يقع الحجر الجيري بجانبه، فقد أعاد مازار تاريخ بنائه إلى القرن الثاني أو الثالث الهجري، حسب الباحث المستقل في المخطوطات القديمة.

وقال شاكر إن مقاس الحجر الجيري (0.80 سم × 0.50 سم × 0.50 سم)، وخط النقش “كوفي” خال من التنقيط والتشكيل.

ويمكن من النقش قراءة الكلمات التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

(غير مقروء)

(غير مقروء) ذ

مة الله وضمان رسوله

(غير مقروء)

وشهده عبد الرحمن بن عوف

الزهري وأبو عبيدة بن الجراح

وكاتبه معاوية (غير مقروء)

سنة اثنتين وثلاثين

شاهد أيضاً

مدينة مراكش بالمغرب الشقيق تحتضن المهرجان العالمي للشعر

في إطار الاحتفال بمدينة مراكش المغربية عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي 2024 أعلن بيت الشعر …