اسغير العتيق: سنة تعليم أو تسريب……؟

يتساءل الكثير مالدوافع التي أدت إلى تسريب مادة الفيزياء؟ الجواب لا يتطلب كثير جهد، يتخلص حسب رؤيتي المتواضعة في النقاط التالية: 1 – الفقر الذي يرغم على خيانة الضمير والوطن والعبث بمصير الأمة فأكثر من 21000 ألف تلميذ تقريبا راحوا ضحية لهذه العملية الدنيئة، التي تعبر من جهة عن ضعف الجهاز الإداري والسلطة وغطرسة المسئولين ،ومن زاوية أخرى تعبر عن غياب هيبىة الدولة وهشاشة تنظميها وسهولة اختراق مسؤوليها وموظفيها، نتيجة للخيارات غير المدروسة في إسناد المهام المصيرية لمستحقيها القادرين على إدارتها وانعدام المعايير الموضوعية في الترقية والتعيين ،هذه العملية ستكلف الدولة باهظا ،فلو افترضنا أن كل تلميذ يعيد الامتحان يكلف ميزانية الدولة من الأوراق ،الحبر الطاقة، المحروقات الكهربائية ،البنزين ،الاتصال ،الأتعاب المادية للبعثات والسيارات ،طاقم الرقابة ،حفظ المواضيع… ما مجموعه 1500 أوقية كأدنى تكلفة دون احتساب إنفاق الأسر على أبنائهم، تكون نتيجة أعباء عملية التسريب هذه على ميزانية الدولة 31500000 أوقية وهذا مبلغ يكفي لبناء مدرسة أو إعدادية أو تجهيز نقطة صحية أو بناء سد أو ترميم طريق أو دعم تعاونيات بمعدل واحدة في كل ولاية أو تمويل 40 شابا بمشاريع صغيرة أو متوسطة، إنها عملية كارثية سيكون لها ما بعدها ستؤدي حتما إلى تغيير برمجة المسطرة والجدولة، كما أنها ستمص حماس التلاميذ وذويهم،وتبعث فيهم روح الملل والإحباط وعدم الجدية والطمأنينة والثقة في الدولة ،كما تشجع عزوف الطلبة والتلاميذ عن الفصول الدراسية ،فاغلب المواد تم تسريبها من داخل القاعات في الدقائق الأولى من توزيع المواضيع حيث تم حلها من طرف أساتذة متمالئين وتم إرسالها فالإعادة يجب أن تشمل جميع المواد وجميع الشعب. 2 – قوة النفوذ المادي والسلطوي فالتسريب ليس عفويا، فلابد أن يكون تحت تأثير الضغط القوي من آباء مستخدمي هيبة المخزن، جنرالات ،وزراء ،موظفون ساميون،ضباط شرطة،رجال أعمال، ولاة وحكام كآخر درجة في السلم الهرمي لمصفوفة أصحاب النفوذ والسلطان ، يخرج من مصفوفة النفوذ هذه العبيد وأبنائهم بالدرجة الأولى نظرا لإبعادهم مسبقا من أماكن النفوذ والقرار،ولمعلمين في درجة الثانية ،إذن فحقل البحث محصور ومعروف ،وأنا على يقين من أن المتورط لن ينال الجزاء الأوفى،كما أني على يقين من أن الوزير لن يستقيل لسبب بسيط يتلخص في الجملة “خذ خيرها ولا تجعلها وطنا” حاله في ذلك حال زملائه في الوظيفة ربما بدون استثناء . 3 -غياب الوازع الديني وروح المواطنة والمسؤولية والبعد المهني . 4 -المحاباة والطمع والهرولة من أجل الكسب المادي ولو بطرق مشبوهة ،تسريب الامتحانات،تسهيل الطريق لمهربي المخدرات والأسلحة وتزوير الأوراق المدنية ،التحايل …كلها أمور تعكس بجلاء مدى التفسخ من القيم والأخلاق الإنسانية والمثل الوطنية . قد يكون من بين الدوافع سوء الظروف المعيشية التي يعانيها المربي “المدرس” بصفة عامة ، شأنه في ذلك شأن كل الموظفين والعمال الشرطي ،الممرض … فارتفاع أسعار المواد المعيشية وتدني الرواتب والأجور وجمودها وتأخرها “عمال المجموعات المحلية ،بيزرنو ،وبعض القطاعات شبه العمومية، كلها عوامل ضغط تدفع وتشجع على ارتكاب الجرائم والموبقات ،هذا زيادة على ضغط أملاءات مجتمعنا الاستهلاكي، مجتمع المظاهر والمناسبات مجتمع التفاخر والمباهات الضعيف فيه منبوذ ومحتقر ومداس بالأقدام. لو أضفنا التكلفة المادية للتلميذ يوم الامتحان نقل من وإلى مركز الامتحان 400 أوقية ،قلم 100 أوقية وتجهيز ثياب 300 أوقية تصبح النتيجة 800أوقية*21000 تلميذ تساوي 16800000 أوقية لتكون النتيجة الإجمالية التقريبية 48300000 أوقية وهذا مبلغ كبير تم التلاعب به . –

اسغير ولد العتيق القيادي في حزب التحالف الشعبي التقدمي