Zwei Fotos im Frame
Foto 1 Foto 2

القبيلة و الشرائحية و الدولة/ محمد ولد محفوظ

محمد ولد محفوظ
محمد ولد محفوظ

بسم الله الرحمن الرحيم أريد أن أتكلم قليلا عن هذه الثلاثية حسب فهمي المتواضع و ثقافتي القليلة فلطالما تحدث لي بعض الإخوة الأفاضل الذين أجلهم و أوقرهم و أحترم آرائهم و أستفيد من أفكارهم و أتزود من مقترحاتهم لكنني لا أنظر إلي كل الأمور بأعينهم و لا أقرأ كل المقالات بلسانهم و لا أفهمها بعقلهم…………. قال الله ”” و جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”” و الشعب أعم من القبيلة لأنه في الشعب الواحد توجد مئات القبائل و قال النبي صل الله عليه و سلم ””إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل و اصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ””’ وذكر النبي صل الله عليه وسلم قبيلته بل و عرشه من القبيلة و في محل عز فخر و قد بعث النبي صل الله عليه و سلم في زمن وفي مكان تكثر فيه القبائل و العشائر و ما أنكر النبي صل الله عليه وسلم القبيلة و ما عمل يوما علي تفكيكها لكن عمل علي المساوات بين قاصي القبيلة و دانها والتآخي بين المسلمين و تقدير الإنسان بمجرد أنه إنسان و مكمن فضله في تقواه و في قصة إسلام بلال عبرة لما سأل عدو الله أمية بن خلف عمار بن ياسر قائلا بلال هذا العبد الحبشي الذي اشتريته بدراهمي هل يساويني في دينكم قال عمار نعم يا أميه لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي فالقبيلة أقرها الشرع قال الله ”” و أولي الأرحام بعضهم أولي ببعض في كتاب الله”” و كانت هذه هي الحكمة في القبيلة أي التعارف و معرفة الرحم و الأهل و أن أعرفك بقبيلتك لأعرف من أنت و أين تسكن لكنها ليست سببا في التفاضل فأعمام النبي صل الله عليه وسلم قرشيين و إن أهون أهل جهنم عذابا لرجل توضع تحت أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه هذا عم النبي صل الله عليه وسلم فلم تغني عنه هاشميته و لا قرشيته من الله شيئا و قال النبي لبنته فاطمة يافاطمة أعملي فوالله لا أغني لك من الله شيئا. ثم أنه قامت خلافات و خلافات و دول إسلامية بعد النبي صل الله عليه و سلم ولم تعمل علي القضاء علي القبلية ولا تفكيكها. و جاء مفهوم الدولة الحديثة و الديمقراطية و محي القبيلة لا سيما عند بعض الشعوب المتقدمة التي تجذر عندها مفهوم الدولة و رسخت فيها الديمقراطية و كان حظنا من هذه الدولة ما نحن عليه فأقول لأي مواطن موريتاني يري بضرورة القضاء علي القبيلة أن يعمل علي ترسيخ مفهوم الدولة قبل القضاء علي القبيلة فمن الأفضل أن نصارح أنفسنا إذا كنت أنا إذا مرضت غدا أو أرتكبت جريمة لا سمح الله سألجأ إلي قبيلتي وستتدخل قبيلتي لحل مشكلتي فكيف أستطيع أن إنكارها و القضاء عليها و هي مرجعي إذا شبت بي نائبة غدا كيف و أنا لم يتجذر عندي مفهوم الدولة حيث تصبح كل حقوقي مصانة من أمن و ضمان صحي و إيواء وووووو كيف و أنا لما أتيت إلي انواكشوط دارسا لم أجد إقامة مدرسية اسكن فيها ولم يكن عندي أخ و لا أب في أنواكشوط فأرسلت إلي قبيلتي و أحتضنتني و يسرت لي سكنا و ظروفا دراسية حتي أنهيت دراستي الجامعية ثم رجعت خريجا و توسطت بأعيان قبيلتي للعمل علي الرغم أننا لسنا من شريحة فكيف كيف أقصيها أقلل من شأنها بل هي قبيلتي و تاج رأسي سواءا كانت علاقتي بهم أصلا علاقة عصبية أو تحالف لا يهم المهم هي قبيلتي و حسبي و أنتسب إليها و ما محمد محفوظ أجمبجي إلا نسبة لفخذ أجنابجة من قبيلة مشظوف. أما عن الشرائحية فإني أخالف كل من قال أن القبلية هي سبب تهميش الشرائح المستضعفة و إنتهاك أعراضهم و الزيف و الحيف و الإقصاء المسلط عليهم فشخصيا أنتسب لشريحة مفتخرا بها عانت ردحا من الزمن الكثير و الكثير من التهميش و الإقصاء و الإفتراء عليها و إنتهاك أعراضها لكنني لا أري بل أجزم أن القبيلة لا علاقة لها بهذا بل إن هنالك شرائح أخري تتفرق بين القبائل كان لها الدور الأبرز في هذا التهميش و أريد أن أنبه أن علاقة الصانع التقليدي بالقبيلة هي نفسها علاقة الشريف و إيكيو و الحرطاني و الزاوي و العربي إذا لم تكن القبيلة عربية (خذ علي سبيل المثال قبيلة من قبائل موريتانيا عربية لا تدعي الشرف أو بربرية لا تدعي العروبة هذه القبيلة العربية عصبيا تنتسب لرجل واحد هو ابو القبيلة و هذا الرجل نفترض أنه ليس شريفا إلا أن قبيلته فيها الشرفاء و فيها لحراطين وفيها إيكاون و فيها لمعلمين هو قلنا أنه عربي وليس بشريف فلماذا يكون في قبيلته الشرفاء و من أين أتو لحراطين و من أين إيكاون ولمعلمين أتو فقط عن طريق التحالف مع هذه القبيلة و سكنوا معها و أصبحوا منها و يحسبون عليها ) و شخصيا لا أحسب علي القبيلة تهميش الشرائح المستضعفين فقد عاشت عائلتي في قبيلة مشظوف فخظ أجنابجة الذي أنتسب له بكل شرف و إعتزاز أسرة عزيزة مكرمة لم أشعر بالشرائحية يوما قبل خروجي عن محيط أهلي و كان أبي سيدا و صاحب قرار و ينتظر في مجالس القبيلة الرسميين و يتدخل في حل الصعاب مع الدولة التي تتعلق بقبيلتنا ولم يقصي ولم يهمش بل الكثير من أبناء فخذنا يرونه سيدا من أسياد القبيلة و خلاصة للمقال فإني لا أوافق كلا من يعمل علي القضاء علي القبيلة مادمت موريتانيا بهذه العقلية و في هذه الحالة دون أن يتجذر فينا مفهوم الدولة وتصبح ركيزة يعتمد عليها كل واحد منا و لا أرضي أيضا بتهميش شريحة عن أخري أو نعتها بالأصابع و أعتز كل الإعتزاز بشريحتي بل هي منتهي فخري و منبع عزتي شريحة لمعلمين التي صنعت لهذه الصحراء تاريخها و مجدها.

اترك تعليقاً