19 مايو 2024 , 21:15

الإرهاب يصل فرنسا؛ 12 قتيلا بهجوم على مقر صحيفة بباريس

7951c6أوقع الاعتداء الدامي الذي استهدف، اليوم، صحيفة “شارلي أبدو” الفرنسية الساخرة في العاصمة باريس، 12 قتيلاً على الأقل، في هجوم غير مسبوق اعتبره الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “إرهابياً”.
وندّد الرئيس الفرنسي، الذي توجه، على الفور، إلى موقع الهجوم في العاصمة باريس، بما وصفة “هجوم إرهابي، وعمل على قدر استثنائي من الوحشية”. وأكد هولاند أنّ “عدة اعتداءات إرهابية أُحبطت” في الأسابيع الأخيرة، داعياً إلى “الوحدة الوطنية”.
وفي حين لم يُعرف بعد مصير وهوية المهاجمين، التي قالت وزارة الداخلية الفرنسية إنهم كانوا ثلاثة، نقل مصدر في الشرطة عن شهود عيان قولهم إن المهاجمين هتفوا “انتقمنا للرسول!”.
وفي هذا الوقت، قرّر رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس رفع مستوى الإنذار في باريس وضواحيها إلى الحد الأقصى، أي “إنذار بوقوع هجمات”.
وأعلنت النيابة العامة في باريس أن الهجوم أوقع 12 قتيلاً في حصيلة جديدة، وكانت الحصيلة الأولى قد أشارت إلى سقوط 11 قتيلاً بينهم شرطيان.
وفي غضون ذلك، أعلنت رئاسة الحكومة الفرنسية استخدام “كل الوسائل” من أجل “كشف واعتقال” مهاجمي “شارلي ايبدو”، مشيرة إلى أنّها وضعت وسائل الإعلام والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت “حماية مشدّدة”.
وتوالت ردود الفعل المنددة بالهجوم، حيث دان البيت الأبيض الهجوم على الصحيفة الفرنسية “بأشد العبارات”. وقال المتحدث باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما، جوش ارنست، لشبكة “ام اس ان بي سي” إن “كل البيت الأبيض يتضامن مع عائلات الذين قتلوا أو جرحوا في هذا الهجوم”.
ووصف أوباما الهجوم بـ”الإرهابي” ضدّ حليفته فرنسا. وقال، في بيان، “نحن على تواصل مع المسؤولين الفرنسيين، وأمرت إدارتي بتوفير ما يلزم للمساعدة في إحالة هؤلاء الإرهابيين للعدالة”.
وفي لندن، ندّد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالهجوم “الشنيع”، وعبر عن تضامنه مع فرنسا في معركتها ضد الإرهاب.
وفي موسكو، نقلت وكالة “إيتار تاس” عن المتحدث باسم الرئيس الروسي ديمتري بيسكوف قوله إن “موسكو تدين بحزم الإرهاب بجميع أشكاله. ونظراً للحادث المأسوي في باريس، يقدم الرئيس فلاديمير بوتين تعازيه الحارة إلى عائلات الضحايا وكافة الشعب الفرنسي”.
ونددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في رسالة تعزية إلى الرئيس الفرنسي بالهجوم “الحقير” الذي تعرضت له “شارلي ايبدو”.
عربياً، وصف الأزهر أن الهجوم على الصحيفة يعدّ بـ”الإجرامي”، مؤكداً أن “الإسلام يرفض أي أعمال عنف”، بينما قالت جامعة الدول العربية إنها “تندد بشدة بهذا الهجوم الإرهابي”.
وكانت الأسبوعية الساخرة قد تلّقت تهديدات عدة في السابق منذ أن نشرت رسوماً كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد العام 2006.
وفي تشرين الثاني العام 2011، أحرق مقر الصحيفة في ما اعتبرته الحكومة الفرنسية آنذاك بأنه “اعتداء”.
ومن دون أن يُعرف ما إذا كان الأمر على ارتباط بالهجوم، عنونت “شارلي ايبدو” عددها الأخير الصادر اليوم: “توقعات المنجم ويلبيك: في العام 2015 افقد أسناني… وفي 2022 أصوم شهر رمضان!”، تزامناً مع صدور رواية الكاتب، المثيرة للجدل، “سوميسيون” (الإستسلام) عن أسلمة المجتمع الفرنسي.
ونشر موقع “بورسوراما” الفرنسي، صورة الصفحة الأولى، لعدد صحيفة “شارلي أبدو” الصادرة اليوم، والتي تم توزيعها بالأسواق قبل الهجوم المسلح الذي وقع على مقر الصحيفة.
وهدف العنوان الرئيسى للصحيفة إلى التهكم على كتاب الكاتب الفرنسي ميشال ولباك، الذي تنبأ بوصول حزب “إسلامي” إلى قصر “الإليزيه” في فرنسا.
وينتظر العديد في فرنسا، صدور رواية “الإستسلام” في السابع من يناير الجاري، وهي الرواية السادسة والأخيرة للكاتب الفرنسي ميشال ولباك.
وقال موقع مجلة “إنروك” الإلكتروني إن عنوان الكتاب الصادر عن دار “فلاماريون” للنشر، ترجمة حرفية لكلمة “إسلام”. على غرار رواية سابقة “إمكانية جزيرة” (2005)، فإن ” الإستسلام ” من نوع الأدب “الاستباقي” فتدور أطوارها هذه المرة في فرنسا تحت حكم حزب مسلم.
الأحداث بحسب الرواية المرتقب صدورها، تجري في العام 2022، يختم الرئيس فرانسوا هولاند ولاية ثانية ليترك المكان للفائز الجديد في الانتخابات، حزب مسلمي فرنسا (نوع من “الإخوان المسلمين” على الطريقة الفرنسية) الذي يعين فرانسوا بايرو في منصب رئيس الوزراء، وراوي القصة هو أستاذ جامعي “محبط وتعيس” سيواجه حسب “إنروك” معضلة اعتناق الإسلام.
ولقد أعلنت فرنسا حالة الإنذار القصوى في المنطقة بعد الهجوم على صحيفة “شارلي إبدو” التي عنونت عددها الأخير الصادر اليوم، دون أن تكون على علم بوقوع الحادث “توقعات المنجم ويلبيك: في العام 2015 أفقد أسناني… وفي 2022 أصوم شهر رمضان”، تزامنا مع صدور رواية الكاتب المثيرة للجدل، عن أسلمة المجتمع الفرنسي، ورجحت مصادر إعلامية أن يكون عدد اليوم سر الهجوم المسلح على الصحيفة عقب ظهوره بالأسواق دون الاطلاع على المحتوى الرئيسي للموضوع الذي تتحدث عنه.

لمحة عن الصحيفة:
(شارلي أبدو) هي صحيفة سياسية يسارية هزلية أسبوعية فرنسية، تنشر تحقيقات استقصائية عن الداخل الفرنسي والخارج، وتسخر بكل الطوائف والأديان.
يرأس تحرير الصحيفة منذ سنة 2009 ستيفان شاربونييه، وسبقه في هذا المنصب فرانسوا كافانا (1969–1981) وفيليب فال (1992–2009). تتصف المجلة بأسلوبها الهجائي القبيح.
في بدايتها كانت شارلي أبدو جزء من صحيفة أخرى تدعى ”هارا كيري”، فخرج منها محرر لينشيء صحيفة جديدة باسم (شارلي أبدو) وشارلي إسم الشارع الذي تقع فيه الصحيفة.
تم حظر الصحيفة ومنعها من الصدور عام 1961 ومرة أخرى عام 1966.
نشرت الكثير من المقالات والكاريكاتيرات المثيرة للجدل انتقدت فيها الإسلام والمسيحية، مما أكسبها عداء المسلمين في الشرق والغرب، ووجدها اليهود أيضا معادية للسامية لوصفها الصهيونية بحركة عنصرية.
ونشرت الصحيفة منذ وقت ليس ببعيد سلسلة من الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأثارت هذه الرسوم احتجاجات في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وأدانت المنظمات الإسلامية الفرنسية هذا الفعل، وأدان وقتها رئيس الجمهورية جاك شيراك ما سماها ”استفزازات واضحة لمشاعر المسلمين”.
تم رفع دعوى ضد (شارلي أبدو) في فرنسا بسبب الرسوم المسيئة، دفعت بعدها الصحيفة تعويضا ماليا، مما أدخل الصحيفة في أزمة مادية.
ونتيجة لركود بيع الصحيفة وضعف الإقبال عليها لجأت الصحيفة لإعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد لإثارة الجدل وزيادة كمية البيع لديها لتدفع فواتيرها المستحقة.
واعتبرت هذه الرسوم استفزازا للمسلمين مما أدى لأعمال شغب هزت العالم الإسلامي بعد أيام قليلة من نشر شريط فيديو قيل إنه معاد للإسلام، ووقعت 40 جهة في فرنسا على شكوى رفعت إلى المدعي العام في باريس ضدها بتهمة ”التحريض على الكراهية” و ”التشهير” و ”الإهانة العامة” للمسلمين.
(وكالات)

شاهد أيضاً

اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء غدا الاثنين

من المقرر أن يعقد مجلس الوزراء، اجتماعا استثنائيا غدا الاثنين بالقصر الرئاسي في نواكشوط. وأكدت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *