16 مايو 2024 , 20:10

قبعة لولد محم ، وحشود من الحب للمعلومة منت الميداح/ بقلم الدكتور جعفر محمود

قبعه

الفن موقف وقضية أولا يكون .. هكذا جسدت الفنانة الشامخة المعلومة منت الميداح عبر مسيرتها الفنية الطويلة هذا المبدأ وعاشت لهذه الرسالة..متخذة من الفن الرصين والملتزم خيارا وطريقا للتعبير ..هذه الميزة تختص بها المعلومة مع قلة من الفنانين العرب لديهم القدرة على مخاطبة جمهورهم بملكاتهم الصوتية وإيمانهم برسالة الفن دون السقوط في مستنقع الميوعة الذي سقط فيه الغناء العربي وتحول على رأي أستاذنا الراحل عبد الوهاب المسيري إلى غناء أفقي يعتمد على الجسد وتعابير الجسد
المعلومة الشامخة عبر مسيرتها الفنية كرست خيارا سياسيا أصبحت جزءا من تفاصيله، جزءا من وجوديته ، فلا تذكر المعارضة دون أن تذكر المعلومة صوت التمرد وصرخة الرفض ، ولاتذكر المعلومة دون أن تعبر في الذهن المعارضة بكل تاريخها وبكل محطاتها وبكل إنكسارتها .. المعلومة التي كانت هكذا نيفا وعشرينا من الزمن هزمت فيها هراوة ولد الطايع ورفضت التطبيع مع دفتر شيكاته، ماجعلها تخلد في المخيال الجمعي قصيدة رفض وسيمفونية تحدي لاتهزم ولاتقهر ، أنضمت دون كبير ضجيج لحزب حاكم وأنتقلت من خندق حفرته مع إخوة التراب عشرين حولا إلى خندق آخر هو خندق النظام
هذا الإنتقال يطرح أسئلة كبرى بحجم مسيرة مثل مسيرة المعلومة ،ويضعنا أمام لغز يحتاج لمن يفك شفراته ويبسطه أمام جمهور المعلومة ، وأمام الدراسين والمهتمين بالثقافة السياسية في البلد وبأسباب التحولات على مستوى النخب الثقافية والسياسية
المعلومة تنضم للحزب الحاكم خبر يمكن أن يمر ببساطة في مشهد سياسي متعود على الإنضمامات والإنسحابات والإنشطارات ، لكن إنضمام بحجم إنضمام المعلومة يحتاج لوقفة ويحتاج لإهتمام ، المعلومة المشهود بمبدأيتها والمشهود بوفائها تخرج من ثلاث عقود من المعارضة وتلتحق بالحاكم وبحزب الحاكم ، هنا لابد من التساؤل لماذا غيرت المعلومة خطها ؟ أي شيئ أقنعها على مشارف نهاية مشوارها السياسي أن تغير خطا سارت عليه عقودا، وأن تنزل من سكة شاركت في وضعها وفي تحديد معالمها؟
هذا التساؤل يقود لتساؤل آخر ، كيف شكل الحزب الحاكم قناعة للفنانة المعلومة منت الميداح ، هذا الحزب الذي لم يكن يمثل سوى محمية غير صحية تتصارح داخلها بارونات الفساد ومشايخ القبائل ولايمكن أن يشكل قناعة لمغني غجري متعود على التنقل بين السيرك والمسرح فكيف بفنانة أصيلة بحجم المعلومة منت الميداح
الإجابة وحل اللغز تكمن في التغيير الأخير الذي عرفه الحزب الحاكم ، والذي اوصل القيادة الحالية للحزب ممثلة في رئيسه الأستاذ المناضل سيد محمد ولد محم ، والذي بدأ يعبر بالحزب أشواطا يتجاوز فيها الشكل التقليدي للحزب الحاكم ليواكب الحزب أولا مستوى رئيسه النضالي والثقافي وليعبر عن مستواه الفكري وعن تصوراته في فهم الأشياء، وليواكب ثانيا كحزب حاكم برنامج رئيس الجمهورية وليكون التمثيل السياسي للبرنامج والمشروع الذي يشتغل رئيس الجمهورية وحكومته على تنفيذه وليتسنى له ثالثا أن يكون وجهة مقبولة للمحترمين وللمناضلين وللمثقفين من نوع المعلومة ومن حجم المعلومة
المعلومة هنا لم تتناقض كما يقول البعض ولم تتنكر لتاريخها النضالي ، المعلومة التي غنت لفلسطين أبو عمار وفلسطين أبو جهاد لايمكن أن تتأخر عن نظام قطع العلاقة مع الصهاينىة، ولايمكن إلا أن تقتنع بمناضل بحجم ولد محم وقف مع فلسطين من البحر للبحر ، وعاش كل شبابه مناضلا يلتحف الكوفية الفلسطينية ، المعلومة التي غنت للعراق يوم أكل البعض لحم العراق وتنكر لجرح العراق لايمكن إلا أن تقف مع نظام يقف مع العراق ، ولايمكن إلا أن تقتنع برجل مثل ولد محم لفحته الشمس وهو يقف منتصب القامة محتجا على إحتلال العراق وتدمير العراق .. المعلومة التي غنت حلم التغيير الموريتاني لايمكن إلا أن تقف مع التغيير وتقتنع برجل جالد الأنظمة ، ووقف في المحاكم مدافعا عن المعارضين وعن ناشدي الحرية والتغيير
المعلومة التي تغادر ولد داداه سياسيا ولا تغادره روحا وتاريخا لايمكن أن تجد البديل المقنع إلا في مثقف بحجم ولد محم ومنظر بحجم ولد محم ومؤمن كبير بهذا الوطن بحجم ولد محم .. المعلومة التي كانت صوت الوطن وصوت المحرومين من أبناء الوطن ، لايمكن أن تجد البديل إلا في رجل يعيش هموم هذا الوطن ويتفرغ لهذا الوطن ..رجل رغم كل ما تحت يديه من نفوذ لايملك في الدنيا غير وقته وهو ينفقه في سبيل الوطن .. المعلومة التي غنت للإنسان وغنت للوجدان وغنت للشعور الإنساني الكبير لاتملك في النهاية إلا أن تقتنع بإنسان كبير مثل ولد محم ..لاتمتلك وهي التي أختارت من البدأ ان تقف مع وطنها ومع النهوض به إلا أن تقف مع مشروع نابع من الوطن من هموم المواطن لتكمل فيه مسيرتها الصادقة من اجل الوطن ومن أجل الناس
شكرا فنانتنا الكبيرة .. شكرا أستاذنا الجليل سيدي محمد ولد محم ..حقا أحتار ولا أعرف أيكم يستحق الشكر أكثر .. الإعجاب أكثر .. الفنانة المعلومة أم الرئيس سيد محمد ولد محم .. شكرا وقبعة لولد محم وحشود من الحب والترحيب للمعلومة منت الميداح

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *