19 مايو 2024 , 9:41

المعلّم: السعودية تدعم الإرهاب ورفضنا مصالحة مع قطر

mo3lemأكد وزير الخارجية و المغتربين السوري وليد المعلم أن موقف سوريا من ضربات التحالف الأمريكي ضد داعش في سوريا جاء مبنياً على «القبول الواقعي».
و في حوار أجرته صحيفة الأخبار اللبنانية مع المعلم أوضح أنه :«لا يوجد تنسيق بيننا وبين الأميركيين، ولا صفقة؛ هم أعلمونا، مباشرة، عبر مندوبنا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، وعبر بغداد وموسكو، أن ضربات التحالف موجهة ، حصرياً، ضد داعش، وأنها لن تمس الجيش السوري.

وأضاف المعلم : “ندرك أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، لأسباب داخلية، يريد تجنّب الحرب مع سوريا، مكتفياً بالتدخل الجوي ضد داعش، ونحن نفيد من ذلك، لكن لا نعرف كيف سيتصرف أوباما، تحت الضغوط المتصاعدة، والتي ستكون أكثر تأثيراً إذا ما تمكن الجمهوريون من تحقيق أغلبية في الانتخابات الأميركية النصفية، ولذلك، علينا أن نستعدّ، هذا ما أوضحناه بصراحة للروس، وطلبنا منهم استغلال الوقت وتزويدنا بأسلحة نوعية».
و بين المعلم أن سوريا ستحصل على منظومة الدفاع الجوي أس -300 من روسيا إضافة إلى أسلحة نوعية أخرى التي تمكنه من مواجهة التحيت المقبلة، و أشار إلى أن هذه الأسلحة لم تسلم إلى سوريا بعد لكن الاتفاق سيطبق قريباً.
ونفى زير الخارجية أن تكون سوريا طلبت أي قرض من روسياً مؤكداً أن ثمة اتفاقيات جديدة بين دمشق و موسكو في المجالات الاقتصادية و السياسية أهم من قرض كهذا، كما أن التسهيلات الإئتمانية الإيرانية لسوريا كافية لدمشق.
وشدد المعلم بقوله : « لا يوجد خلاف، بل تقدير موقف مختلف لمواجهة التحدي المشترك. فنحن الذين ندير الحرب، ومواقفنا محكومة، بدقة، بموازين القوى الميدانية ، بينما يستطيع الروس والإيرانيون اتخاذ مواقف صارمة من التحالف الأميركي، ونحن سعداء بهذه المواقف، ونريد استمرارها، لأنها تعرقل تنامي التوجهات العدوانية لدى الغرب».
وحول احتمالات العدوان التركي المحتمل على الأراضي السورية قال المعلم : « قرارنا الاستراتيجي هو مواجهة أي عدوان تركي عسكرياً؛ ونأمل أن يكون لدينا، في أسرع وقت ممكن، القدرات التسليحية النوعية التي تضمن لنا إفشال العدوان. ولكننا لا نرى امكانية لقيام تركيا بالعدوان على سوريا في المدى المنظور، والشروط التركية للتدخل في سوريا لا تزال مرفوضة من قبل واشنطن، كذلك، لا يحوز مثل هذا التدخل على رضا السعودية، المنافس الرئيسي لتركيا في المعسكر الآخر، هذا المعسكر يعيش تناقضات، نفيد منها، ثم أن وضع تركيا الداخلي هشٌ للغاية في مواجهة تمرد كردي محتمل بقوة، صمود مواطنينا الأكراد في عين العرب أفشل السياسة الأردوغانية، ومنح للرئيس أوباما، في المقابل، معنى لحملته الجوية. اولموقف التركي من العدوان الداعشي على عين العرب جيّش الكرد في كل مكان ضد الحكومة التركية؛ ويتجه الأكراد ليس داخل تركيا فقط ـــ حيث يعدون حوالي 15 مليونا ـــ نحو الالتفاف حول قيادة عبدالله أوجلان، كذلك أكراد العراق؛ ففي كل يوم إضافي من صمود عين العرب، يخسر مسعود البرزاني وحليفه أردوغان ».
وفيما يخص مدينة عين العرب و الأزمة التي تعانيها نتيجة الهجمة الشرسة لتنظيم داعش قال المعلم: « عين العرب سورية، ومواطنوها سوريون، ونحن كنا ولا نزال نزوّدها بالمؤن والسلاح والذخائر، وسنستمر، وقبل أن يبدأ الأميركيون طلعاتهم الجوية، كان سلاح الجو السوري يقوم، يومياً، بضرب تجمعات ( داعش) حول عين العرب، لكنه اضطر للتوقف لانه لا يوجد تنسيق ميداني مع الأميركيين».
و عن عمق العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قال المعلم: «أي مساس بهذا التحالف في إيران غير مقبول من قبل الإمام الخامنئي ونهجه. العراقيل الممكنة هي التي تأتي من جهة النهج الليبرالي. وفي كل مرة يحصل فيها ذلك، يحسمها الإمام ومجلس الشعب والحرس الثوري لصالح سوريا. زوّدتنا إيران، وتزوّدنا، باحتياجاتنا من السلاح، خصوصا من الذخائر المتوفرة من صناعة إيرانية؛ كذلك، تدعمنا طهران سياسياً واقتصادياً ومالياً. ونحن ممتنّون لهذا الدعم، ونثق باستمراره، واستمرار تفهم القيادة الإيرانية العليا لأهمية التحالف مع سوريا. أحيانا لا يقدّر بعض السياسيين الإيرانيين، ذلك، حق قدره. وفي مناقشة لي مع وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، قلت له بوضوح: إن صمود سوريا هو الذي يمكّنك من التفاوض من موقع قوي مع الغرب حول الملف النووي».
جريدة الأخبار سألت المعلم عن العلاقة مع مصر، و أجاب بالقول : «حن نؤيد الدولة والقوات المسلحة، بلا أي التباس، في مواجهة العنف والإرهاب والتطرف الديني. نحن ومصر، على المستوى الاستراتيجي، في الخندق نفسه؛ لكن موقف القيادة المصرية من سوريا، على رغم ايجابيته، لم يصل بعد إلى مستوى التحدي المشترك. ونأمل أن يحدث ذلك في وقت قريب. نحن نتفهم الضغوط التي تواجهها القاهرة، وخصوصاً في المجال الاقتصادي، وحاجتها إلى الدعم السعودي، لكننا نريد لمصر أن تستعيد كامل دورها العربي؛ يبدأ ذلك في سوريا ».
ورفض المعلم أن يكون موقف السعودية من جماعة الإخوان المسلمين باباً لمصالحة مع دمشق و قال : « موقف السعودية من (الإخوان) يأتي في سياق صراعها مع قطر وتركيا، ولكنها دعمت ولا تزال تدعم الجماعات المسلحة الإرهابية، وتجيّش العداء ضد سوريا، وضد الرئيس بشار الأسد. وهذه السياسة المغامرة، ستنعكس، في النهاية، على السعودية».
المعلم أوضح للصحيفة اللبنانية أن العداء السعودي لدمشق قد يكون مبنياً على أساس انتقامي من الحكومة السورية بعد أن وصف الرئيس بشار الأسد حكامها بأنصاف الرجال بعد حرب تموز عام 2006 وأضاف الوزير السوري: «أذكّر بأن الملك عبدالله زار دمشق بعد ذلك الخطاب الشهير، ورافق الرئيس الأسد إلى لبنان. السعودية تعادينا بسبب سياساتنا المستقلة نحو لبنان والعراق؛ وهي تعتقد بأن هذه السياسات تعرقل نفوذها الإقليمي. كذلك، فإن استمرار وتنامي العلاقات السورية ـــ الإيرانية يثير غضب الرياض، ويدفعها إلى العمل ضد سوريا ».
وشدد المعلم على أن دمشق لن تتدخر أي جهد لوقف الحرب على سوريا وتأمين سلامة السوريين، وشدد على أن الشعب السوري الذي يدفع ضريبة الدم هو من يقرر في النهاية طبيعة السياسة السورية و قال : « هذا واقع سياسي انتجته الحرب؛ لم يعد ممكناً إدارة السياسة السورية من دون رضا الرأي العام الوطني. السوريون لهم موقف من السعودية بسبب تمويلها ودعمها للعدوان على بلدهم، كذلك الأمر بالنسبة لقطر».
و في ختام حديثه للصحيفة اللبنانية أكد المعلم أن قطر حاولت أن تفتح أبواباً للمصالحة مع دمشق لكن الأخيرة رفضتها و قال: « الشعب السوري لا يقبل هذه المصالحة، كما أنه على قطر إذا أرادت المصالحة أن تبادر إلى وقف الدعم عن الإرهابيين، ووقف الحملة على سوريا».

شاهد أيضاً

143 دولة تدعم عضوية فلسطين بالأمم المتحدة

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، بغالبية كبرى تأييدا لطلب عضوية فلسطين في المنظمة الأممية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *