في هذا السياق السياسي الدقيق من عمر بلدنا مويتانيا، وبعد الرئاسيات نستخلص درسا جديدا مفاده أن النخبة السياسية الحالية التي قررت وساهمت وافرزت عن هذه النتائج هي الشباب والمراة ليبرهنوا للأحزاب المعارضة انها هرمت والفاعلين السياسيين كانوا و ما يزالون من أكبر المستبدين حيث أنهم ومنذ سنين لا يرون الكفاءات الشابة بالنظرة التي تستحق بل ما زالت عملية ترويض الشباب السياسي الحالي في صفوف احزابهم القائمة على الإبقاء على النخبة التي لاتهرم ولا تتقاعد في غياب إرادة حقيقية لتجديدها و تحريرها بشباب سياسي يظنون أنه لا يفقه إلا في الولاء لهم ولن يتملص من النفوذ الذي تربى تربية سياسية داخل تلك الأحزاب … موريتانيا اليوم ليست موريتانيا الثمانينات أو التسعينات موريتانيا 2014 شباب واع مثقف إن سؤال الشباب كان وسيظل في المطلق مفتوحا، لغياب أعمال ميدانية تظهر الاختلاف بين التقارير الإيديولوجية للأحزاب والحقائق العلمية الملحة التي تتناقض مع المواقف السياسوية التي تتخذها الهيئات السياسية مع منظماتها الشبابية. المفروض اليوم هو دفع الشباب أخص الشباب لأنه يمثل 70% من المواطنين في المساهمة في بناء هذا البلد … فمن دون الدخول في النقاش النظري السوسيولوجي حول من هم الشباب أو ما هو الشباب نظرا لصعوبة تقديم تعريف موحد و محدد، نكتفي بشكل مؤقت، كما يؤكد ذلك العديد من علماء الإجتماع، للحديث عن الشباب ك (فاعل مجتمعي)، لا يطمح فقط لتحقيق برنامج حزب ما، بل يريد مشروع حضاري حداثي متكامل منفتح، لكي لا ينغلق على نفسه. الشباب اليوم وفي الغد القريب، قد يشكل اكثر من نصف السكان، وإذا لم يتم الانتباه إلى ما يصدر عنه من غضب ورد أفعال، فسيحدث هناك انشقاق وسيتأسس مجتمع شبابي مضاد للشيوخ والكهول السياسيين ولا أخص بالذكر الشباب داخل الوطن بل وخارجه تلك العقول المهاجرة تلك الفئة التي بإمكانها بناء ونفع هذا البلد الذي أصبح في أشد الحاجة لأبنائه البررة المغتربين … منذ مطلع الألفية الجديدة ومعالم الخارطة السياسية تشق طريق تغييرها وهكذا لا يمكن الاستمرار في ممارسة السياسة بالمعنى الانتخابي الضيق والانتماء الحزبي المبتذل، والابتعاد عن السياسة – التي تعني أن يساهم كل واحد منا في المستقبل- وإهمال مسألة تجديد النخب، ومقاومة الخلق والإبداع وتشجيع الطاقات وتحريرها من كل القيود… الشباب اليوم ثائر في كل مكان، ولا يمكن أن ننكر الاعتراف بهذه الحقيقة. فربما كان دور الطبقة العاملة رياديا في مطلع القرن التاسع عشر، بينما مطلع القرن الواحد والعشرين ستكون طليعته الشباب. لذلك ولكون العالم أصبح قرية صغيرة بسبب وسائل التكنولوجيا الحديثة لذا رأينا الشباب شارك في الحملات وأقام المبادرات ولو أنه في غربته لأنه أصبح عنده أمل في وطنه وسياسة ساسته لذا يجب الاعتراف لهم بالجميل ودمجهم في مراكز تخول لهم خدمة الوطن فقد سئمنا وقوف الشباب، في غالبيتهم، خارج العمل السياسي الحزبي وفقدت الثقة في السياسيين، بالتالي، فهي لا تقاطع السياسة، بل تقاطع من يمارس السياسة باسمها. ومقابل ذلك، تعد الموسيقى والرقص، وتملك تقنيات التكنولوجيا الحديثة، شكلين من أشكال إثبات الذات وممارسة ما يسمى بالثقافة المضادة… الشباب اليوم يريد التعامل مع المحسوس والملموس، ولا يقبل الانتظار والوعود. ومن هنا تأتي ضرورة تحذير النخب الحاكمة من مغبة إعطاء جواز المرور لمن يحن إلى العهد القديم، ويطمح إلى الحفاظ على البنيات التقليدية، ويقاوم أي تجديد للعبة السياسية وأي انتقال من تعدد المكونات السياسية إلى تعددية في المشاريع المجتمعية والبدائل العملية. إن إعادة تشكيل الحقل السياسي وخلق تكتلات سياسية واضحة، لن يمر إلا عبر تجديد النخب وفتح المجال أمام الشباب والنساء، لكسب المصداقية والشرعية أمام المواطنين في موريتانيا الحديثة موريتانيا التحديات مع رئيس يتحلى بروح المواطنة يود بناء موريتانيا حديثة فتح المجال لحرية الرأي فالصحافة سلطة رابعة وان لم تقمع تفتح الأعين بالنقد البناء وأصلح القضاء وأعطاه استقلاليته وهذا قليل من كثير لأجل العد لا الحصر … لتأتي نخبة متمصلحة طالبتنا قبل الانتخابات بالمقاطعة وكأن الشباب والمواطنين عامة لازالت تنطلي عليهم خدعهم السياسية التي تختفي وراء رداء التمصلح ولما فطنو لعدم انطلاءها حاولو إستغلال الفوارق الاجتماعية وتعميق فجوة الفوارق العرقية ليبقو مهيمنين على الساحة السياسية وهنا لا أقول الاستغناء عنهم لكن هم المرجع فلولا الماضي ماكان الحاضر ولا بني المستقبل ولذلك أوضح أننا نحن الشباب لانشن حربا على الطبقة السياسية التي هرمت لكننا نطالبها فقط أن تسلمنا المشعل فقد آن الأوان أن نعطي كما اعطو ومن يحس أنه لازال قادر على العطاء فهلم به كفنا بكفه لبناء وطننا الحبيب .
عبد الرحمان ولد شينه
رجل أعمال. رئيس المبادرة السياسية والاجتماعية الموريتانية بالديار الإسبانية