11 مايو 2024 , 18:07

قرائن جديدة على فتور مريب في علاقات الرباط بنواكشوط: الديبلوماسية المغربية تهمل محطة موريتانيا و تفسح مجال المناورة بها لخصوم المملكة

az-roiيوما بعد يوم تترسخ لدى المتابعين للشأن الديبلوماسي للمملكة قناعة مفادها أن وزارة الخارجية المغربية تتعامل باستخفاف مع شؤون العمق الافريقي للمملكة مبددة بذلك مسلسل مكاسب هامة ناضل المغرب لسنوات لتحقيقها .
بعيدا عن لغة الديبلوماسية الناعمة يبدو واضحا التقصير المتراكم على أكثر من صعيد في تدبير ملف العلاقات الثنائية مع الجار الجنوبي للمملكة.
منذ مدة والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز يرسل واحدة تلو الأخرى الرسائل غير الودية تجاه الرباط آخرها قبل أسبوع عندما إستقبل مجددا بقصر الرئاسة بنواكشوط مبعوثا للبوليساريو.
قبل أيام أيضا كشف موقع (ألجيريا تايمز) عن مصدر مقرب من المعارضة الموريتانية أن زيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامره الأخيرة لموريتانيا شكلت مناسبة لترتيب البيت الداخلي لمحمد ولد عبد العزيز ولوضع خطة لدعم حظوظه في الاستحقاقات الرئاسية التي تجرى نهاية الشهر الجاري بكل الوسائل المادية منها والمعنوية بتعليمات من الرئيس بوتفليقة .
ذات المصدر أورد أن الجزائر تكلفت بجميع مصاريف الحملة التى يقوم بها محمد ولد عبد العزيز و خصصت مبلغ 200 مليون دولار لإدارة حملته الانتخابية عن طريق رجال أعمال موريتانيين وثلاتة من أكبر أباطرة التهريب بمخيمات تندوف أوكلت لهم مهمة نقل وتسهيل دخول صحراويين من مخيمات تندوف للتصويت لصالح الرئيس الموريتاني الباحث عن ولاية جديدة .
يومين قبل ذلك كشف موقع إخباري موريتاني أن وفدا يضم كبار شخصيات المعارضة الموريتانية حل بدوره الى المغرب فى مهمة لحشد التأييد الاقليمي والدولي لخيار مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى موريتانيا 21 يونيو الجاري.
الانتخابات الرئاسية الموريتانية و التي يتنافس فيها خمسة مرشحين بالإضافة الى محمد ولد عبد العزيز تعكس الى حد بعيد باروميتر العلاقات الثنائية “المتشنجة” على الأقل على صعيد محور الرباط / نواكشوط رغم التطمينات الديبلوماسية التي يطلقها أحد الطرفين.
الرئيس الموريتاني نفى قبل شهرين وجود أية مشاكل في العلاقات الدبلوماسية بين موريتانيا والمغرب، و أكد إن العلاقات بينهما طبيعية ولا تمر بأزمة، و حمل الصحافة في البلدين مسؤولية تأجيج الأوضاع والحديث عن توترات لا وجود لها.
ولد عبد العزيز برر في حينه غياب سفير لموريتانيا في الرباط بترتيبات إدارية عادية و لا يمثل رسالة على وجود أزمة بين البلدين الجارين.
ما وقع من أحداث بمركز الغرغارات الحدودي أقصى جنوب المملكة عقب منع الرباط الصيف الماضي عبور شاحنات موريتانية محملة بالبضائع في اتجاه التراب المغربي ستسهم بدورها في تعكير أجواء الوفاق بين الرباط و نواكشوط التي لم يجد وزير الدولة في حكومة بن كيران بدا من الاعتراف ضمنيا بحدوثها ووصفها بسحابة الصيف التي سريعا ما ستنقشع .
نواكشوط التي تخرج رئيسها المرشح الأوفر حظوظا لخلافة نفسه من أكاديمية مكناس العسكرية تدرك أنها في مجال تدبير علاقاتها مع الجزائر و المغرب تقفز على حبل ديبلوماسي رفيع و شديد الحساسية , لكنها ما فتئت في الأشهر الأخيرة تخطو خطوات يبدو من ظاهرها أن موريتانيا إختارت عن قناعة تولية وجهها نحو الجزائر على حساب الرباط .
الرئيس الموريتاني استقبل في الأشهر الأخيرة عدة مرات آخرها يوم الخميس مبعوثين عن زعيم جبهة الانفصاليين بالرابوني , و تباحث غير ما مرة لمسؤولين بارزين في النظام الجزائري فيما الجمود المريب يعتري أجندة اللقاءات الرسمية بين المغرب و مويتانيا .
موريتانيا لم تبتلع بعد مسألة ترشح المغرب و فوزه المستحق بمقعد العضو الدوري بمجلس الأمن و هي التي يمارس رئيسها حاليا مهمة رئيس الاتحاد الافريقي تتقرب يوميا أكثر من الجزائر و تزيد من عمق الشرخ الذي يفصلها تدريجيا عن الرباط .
الرئاسيات الموريتانية التي ستعود في الغالب بولد عبد العزيز رئيسا للبلاد لا تمثل بالنسبة للرباط هاجسا رئيسيا , لكن واقع القطيعة المتزايدة بين البلدين الجارين و الذي يتكرس يوما بعد يوم يسائل الديبلوماسية المغربية بالخصوص حول دواعي ركونها للخلف و ترك نواكشوط التي تشكل حلقة أساسية في محور الرباط /داكار الاستراتيجي بالنسبة للمغرب فضاء مستباحا يتحرك فيه خصوم المملكة بكل حرية.
العلم- المغربية/ رشيد زمهوط

شاهد أيضاً

رئيس الجمهورية يصل كيفه في مستهل زيارة عمل و إطلاع

خصص سكان مدينة كيفه (عاصمة ولاية لعصابه) استقبالات شعبية للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، اليوم، في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *