17 مايو 2024 , 5:42

عاش الوطن بكل أطيافه جسدا واحد/ بقلم: حمودي ولد حمادي

02الوطن أغلى ما نملك ولذا فعلينا أن نعمل معا و نعلم معا أننا مهما اختلفنا في الفكر الإديولوجي السياسي … فإن الإسلام أكبر و خير مرجع جعل العلاقة بيننا مودة ورحمة وتعاطف… ينبني على التفاضل لكن بالتقوى والعمل الصالح لا بالنسب والحسب والمال … إخوتي على جميع التحركات أن تطور ذاتها ثم الوطن وعلى كل إنسان أن ينصف أخيه . فنحن شعب واحد سطرنا تاريخا يتجلى على كل منارة في خريطة إفريقيا … وإن كانت قد حصلت بعد التظلمات إلا أن العصر والفارق الزمني كفيلان بسترها وذلك لأننا يجب أن نطلق من حاضرنا,عاش الوطن بكل أطيافه جسدا واحد.
‏إذا كان الظلم فنحن جميعا مظلومون و إذا كان التهميش فنحن أيضا مهمشون و إذا كانت البطالة فنحن كذلك, و إذا كان الفقر فنحن نعيش في الترحيل بدون مأكل أو مشرب أو ملبس, و إذا كانت السرقة ففي كل يوم تنهب أموالنا و تسب كرامتنا, و إذا كان التعليم فمعظمنا غير متعلم و إذا كانت الوظيفة فأكثريتنا عاطلة عن العمل ,فهل ‫نخرج ‫نحن ‫أيضا غدا بميثاق البيظان نطالب بحقوقنا و كرامتنا و بالعدالة و المساواة و الأمن و الأمان و الصحة و التعليم و البنية التحية و الماء و الكهرباء ووو. من يسعى إلى زعزعة النظام و الخروج عن القانون و زعزعة الأمن و الاستقرار و زرع الرعب في أذهان الضعفاء‫ ليس ‫بمواطن, و لا يحق له أن يحمل جنسية موريتانية.
الروابط التي تجمع بين لحراطين و البيظان روابط قوية,روابط الأخوة الإسلام الدين الوطن,و لا يمكن استغناء أيا منهم عن الآخر,نحن لم نخلق أنفسنا لا خيار لدينا لنختار ألون الأفضل لدينا, أبيض كان أم أسود,ففي كل دولة أبيض و أسود,و تلك مشيئة الله في عباده ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ.ومنهم التقي و منهم النقي و منهم العاصي و الكافر, و منهم المصلح و منهم المفسد, كما أنه ليس من حقنا أن نمنع من أراد لنفسه العمل و جني المال ولو على عربة و حمار من العمل ليسد جوعه و يقضي حاجته المادية,فالعمل كله شرف وذلك ما اختاره الله له,نحن لا نفرض على أي كان شروطا أو رسوما لا نملك السلطة و لسنا أصحاب القرار و الظلم لا نرضى به لأنفسنا لنرضى به للآخرين كما أن ديننا يحرم علينا ذلك, و بين هذه مطالبات و تلك يضيع شعب البلد الواحد,تضيع الأخوة و يبدأ الحقد و الحسد و العنصرية في الانتشار و يجد الظالمين متسع من الوقت ليزرعوا حقدهم في أحشاء البعض.
فزمن هذا ابن فلان و هذا فلان قد ولى و زمن العنصرية و تسميات العنصرية التي يطلق البعض على البعض ولى فالإسلام لم يفصل بيننا بهذه الطريقة بل بالتقوى و العمل الصالح, فعلى الجميع أن يتقي الله في نفسه ووطنه, فهذا الوطن تحمل الكثير من الطيش و الظلم العنصري الذي يتزعمه بعض قادة الفساد و الرشوة و الذين يلتقون الدعم من أيادي صهيونية يهودية علمانية تسعى إلى تخريب البلد و زعزعة النظام و مس بكرامة الوطن و مسح بها الأرض و تعرض المواطن للخطر و العصيان المدني و مثل هذه الأشياء التي يروج لها الكثيرون اليوم شاهدنها في مصر و سوريا و النتيجة يعرفها الجميع, و التي لم تخمد نيرانها إلى حدي الساعة رغم وجود ” الأمم المتحدة و فرنسا و بريطانيا, ومن هؤلاء من قدموا إلى مباني إذاعة كوبني الحرة و منهم من يحملوا شعارات العنصرية فكريا و عرقيا و ينزلوا بها لشارع, أخوتي فليكن في علمكم جميعا إنه لم ينزل أي كتاب أو دستور بظلم ما يسمونه ” لمعلمين أو لحراطين أو البيظان أو الزنوج أو الشرفه أو الطلبة أو لعرب” كل خلقه الله و رزقه و أعطاه قدره, كما أن الله لم يظلم أحدا و لم يقدر على أي شريحة من شرائح المجتمع الموريتاني أن تظلم, فإذا كانوا لمعلمين صنعوا التاريخ و ساهموا في النهضة الثقافية بشكل كبير كما يقالون عن أنفسهم, فليسوا وحدهم فهناك من حمل الوطن على أكتافه و قاسم لمعلمين النهضة و حمل السلاح في وجه المستعمر ليحافظ على الحوزة الترابية و ليحافظ على الثقافة الموريتانية, و إذا كانوا ” لحراطين ” ظلموا فليسوا وحدهم فهناك من يكدح من أجل لقمة عيش و هناك من ينام و بطنه خاوية و هناك من يمرض و لا يجد من المال ما يشتري به دوائه, و هناك من يعجز عن وصف معاناته و هناك و هناك,و إذا كانوا الزنوج ظلموا أيضا فليسوا وحدهم فقد ماتوا أو قتل الآلاف من أبناء موريتانيا من”البيظان” بدون أي سبب و بدون أي ذنب و هناك من لم يشاهد وطنه و أهله إلى يومنا هذا,و تصنيف العنصري الذي تتحدث عنه بعض الهيئات الغير الحكومية مثل ” ايرا ” لا أساس له من الصحة و ما تسعى له ايرا هو زعزعة النظام و تخريب الوطن و العودة به إلى مئة سنة للوراء و هذا شيء لا نقبل به كمواطنين لهذا البلد العزيز.
و لا ننسى أن ننصح وسائل الإعلام بالشفافية و الوطنية, و الوطنية معناها كبير, يجب تحري الصدق والموضوعية بدل النفاق والكذب’فالإعلام مهنة النبلاء و ليس”البشمركة “, جميعنا موريتانيون و موريتانيا ليست لأحد عن أحد, و موريتانيا عظيمة و مجيدة يفتخر بها كل من له علاقة بها فلسيما أبنائها, و نزلنا لشارع نحمل شعارات العنصرية, إهانة للوطن و قلة أدب و جهل لدى المواطنين لما يسمى العنصرية يجب القضاء عليه ” فلا فضل لعرب على عجمي إلى بالتقوى الله “.
فالتاريخ لم يذكر ولن يذكر أن الأراضي الموريتانية شهدت يوما استعباد للبشرية أيا كان لونها أو عرقها أو نسبها, و لن تشهد بحول الله وقوته, فتقوا الله في أنفسكم, فكبريت واحد قادر على أن يشعل النار في موريتانيا و من على متن أراضيها و العقبى للمتقين, فسوريا الشقيقة هاهي تعاني و الأسباب هي الفتنة فلم يعد يعرف من هو القاتل و من المقتول الجميع لبس ثوب الفتنة إلا من رحم ربك.
أخذوا ذهبها و نحاسها و حديدها و نفطها و يريدون أن يشعلوا نار الفتنة فيها كلا فنحن مواطنون عاديون لنا ضمائر حية نتنفس رغم الصعوبات رغم الآلام و المعاناة, لم يبق لنا لنحزن عليه سواء هذا الوطن الذي تشاهدونه رغم ما يحيط به من مخاطر, باعوا أرضه و ذهبه و نحاسه و نفطه لكننا لم نبعه و لن نبعه فالأوطان لا تأتي بالتسول و هذه النعمة التي نحن فيها علينا أن نحمد الله عليها, فهناك من لا ينام من كثرة أصوات الرصاص و صراويخ و هناك من فقد أبواه بدون سبب و هناك من يموت جوعا و قهرا و ظلما و عدوانا, فهل ترضون لأنفسكم هذا المصير, أليست لكم ضمائر حية تأخذ العبرة مما يحدث حولها فنحن و لله الحمد البلد الإفريقي المسلم الوحيد الآمن الذي يسلم من نار الفتنة و القتال و نسأل الله أن نبقى على هذا الحال, و علينا جميعا أن لا نكون مع من يدعون للفتنة و التخريب فكلنا مسؤول أمام الله و نحافظ على الوطن و نسعى لمصلحة الجميع ,حافظوا على وطنكم, حفظ الله موريتانيا و رعاها, بلد العز و الفخر العروبة و المجد العلم و المعرفة التاريخ و الإنسانية.
عاش الوطن بكل أطيافه جسدا واحد.
Istaylo.hamoudi@gmail.com

شاهد أيضاً

ولد الطيب : الحكمة والمسؤولية سمات لازمت قيادة حزب التكتل

بسم الله الرحمن الرحيم.لم أتفاجأ بالقرار الصائب الذي اتخذه حزب التكتل بدعم المرشح فخامة الرئيس …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *