كشفت صحيفة “دي فيلت”، الألمانية الواسعة الانتشار، فصول محاولة إيرانية جديدة لضرب الأمن والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا عبر توجيه ذراع إيران “حزب الله” الى تدريب وتسليح ميلشيات البوليساريو من أجل تنفيذ عمليات إرهابية ضد المملكة المغربية، التي يعد استهدافها استهدافا لأمن منطقة غرب إفريقيا برمتها.
الصحيفة التي استندت في تقريرها إلي معلومات استخباراتية غربية كشفت تفاصيل المخطط وقد أوردت أن طهران، أرسلت ممثلين عسكريين إلى جبهة البوليساريو الانفصالية ، عبر ذراع إيران “حزب الله” الذي زود الميليشات الانفصالية بالأسلحة ودربت عناصرها على حرب العصابات.
وأشارت الصحيفة إلي تحرك جديد لإيران في المنطقة لجمع مختلف الميليشيات التابعة للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط إلي شمال افريقيا.
ففي مقال بعنوان “كيف تقوم إيران بإنشاء شبكة إرهابية عالمية” قدمت كريستين كنش، مراسلة صحيفة “دي فيلت” الألمانية في الشرق الأوسط تفاصيل عديدة عن تورط جبهة البوليساريو الانفصالية ، مع مليشيات حزب الله، في المخطط الإرهابي الذي تضمن قيام إيران بتزويد جبهة البوليساريو الانفصالية بطائرات بدون طيار لاستخدامها ضد المملكة المغربية واستهداف مرافق استراتيجية بها.
وأشارت الصحيفة في نفس التقرير، إلى أن الهجمات الإرهابية الأخيرة التي نفذتها جبهة البوليساريو الانفصالية قبل أسبوعين بمدينة السمارة، في الصحراء المغربية، وأعترفت الجبهة بالمسؤولية الكاملة عنها، زادت من القلق والتوجس بشأن تنامي استراتيجيات الإرهاب العالمية، عن طريق تسليح وتجنيد الميليشيات في خدمة الإرهاب واستهداف استقرار الدول.
وتظهر التقارير الواردة من أجهزة الاستخبارات الغربية والمحققين الماليين، والتي تمكنت مجلة WELT من استشارتها حصريًا، أن طهران تعمل على توسيع شبكتها منذ عدة سنوات بشمال افريقيا، مشيرة إلى أن “إيران لم تعد تدعم فقط المنظمات الشيعية أو السنية، بل تجاوزتها للميليشيات والمرتزقة والتي ليس لها أي مرجعية”، ومنها جبهة البوليساريو الانفصالية ، والتي هي ميليشيا متمركزة في ما يسمى بمخيمات تندوف للاجئين بجنوب الجزائر”.
ويشير نفس المقال” كذلك إلى أن طهران زودت أعضاء جبهة البوليساريو الانفصالية بصواريخ أرض جو وطائرات بدون طيار.
واستعرضت الصحيفة، نبذة عن خلفيات الاستهداف الإيراني لأمن المنطقة عبر وكلائها مشيرة إلي أنه مع استئناف الأعمال العدائية إثر خرق جبهة البوليساريو الانفصالية هدنة 1991 مع المغرب بطريقة استفزازية من خلال قطع الطريق بالكركارات، الطريق التي تربط الصحراء المغربية بموريتانيا، والتي فككها الجيش المغربي بعد 14 يوما من الحصار.
ومع النجاحات الدبلوماسية الملحوظة للمملكة، والتي حققتها مع العديد من البلدان التي سحبت اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية وأكدت اعترافها بمغربية الصحراء، مثل الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة والعديد من الدول الأخري في أفريقيا.
وقد قطع المغرب علاقاته مع إيران، تضيف اليومية، حيث ندد وزير الخارجية المغربي، الدكتور ناصر بوريطة، بالدعم الذي يقدمه حزب الله لجبهة البوليساريو الانفصالية ، من خلال تزويده بالأسلحة وتدريبه علي حرب العصابات، مستهدفة بذلك استقرار المملكة المغربية، مستندا على تقارير استخباراتية تؤكد مدى ضلوع إيران في هذا المخطط الإرهابي.
وكشفت الصحيفة عن الأدلة التي بحوزة المملكة التي تؤكد هذه العلاقة الإرهابية بين البوليساريو وإيران عبر “حزب الله” مبينة أن المملكة لديها أرشيفا كبيرا يضم تقارير مفصلة وصورا لاجتماعات بين ممثلي حزب الله والبوليساريو الانفصالية بالجزائر، قامت إيران بتأمينها، وقد زعم ممثل لجبهة البوليساريو الانفصالية العام الماضي، حسب نفس المصدر، أن إيران، بتزويدهم بطائرات بدون طيار من طراز “كاميكازي” لاستخدامها ضد المغرب.
وتؤكد التقارير الاستخباراتية الجديدة، التي اطلعت عليها WELT الآن، ما أشار إليه المغرب، وعلى سبيل المثال، “تمكنت الصحيفة من الوصول إلى تسجيلات ونصوص المحادثات الهاتفية بين ممثلي البوليساريو وعميل يتظاهر بأنه جهة اتصال لحزب الله من ساحل العاج، وبالتالي فإن مصطفى محمد الأمين لكتاب، هو ضابط اتصال البوليساريو في سوريا والمسؤول عن منطقة الشرق الأوسط”.
وتضيف الصحيفة ان المعلومات الاستخباراتية التي أساسها تسجيلات صوتية تؤكد: “في محادثة مسجلة في 23 أكتوبر، بعد حوالي أسبوعين من “طوفان الأقصى”، سأل عميل حزب الله ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية لمين الكتاب عن الوضع، ورد هذا الأخير: “الحمد لله، اننا متشجعون ومستعدون للقيام بأعمال ضد المغرب ودول أخرى والانتصار عليهم “.
وفي وقت لاحق من المحادثة، تحدث ممثل حزب الله المفترض ومبعوث جبهة البوليساريو الانفصالية عن هجمات مشتركة محتملة ضد دول بالمنطقة مع حزب الله وإيران.
وعرض لمين الكتاب، دعم جبهة البوليساريو الانفصالية ، لكنه يؤكد أن مواردها ليست كافية حتى الآن لمهاجمة اهداف استراتيجية بجميع المملكة ، على سبيل المثال، وفي محادثات أخرى، دعا إلى مزيد من الدعم من حزب الله وإيران”.
وفي بداية العام، اكتشفت الصحيفة الألمانية “شبكة حوالات مالية تعمل من إسبانيا ومخيمات تندوف (الجزائر) وتحافظ على اتصالات وثيقة مع جبهة البوليساريو الانفصالية وإيران ولبنان وحزب الله، والحوالة هي وسيلة قديمة لتحويل الأموال دون اللجوء إلى البنوك القانونية، وهي طريقة متداولة لدي التنظيمات الإرهابية ومافيات التهريب والجريمة المنظمة”.
وأشارت الصحيفة الألمانية ذاتها، إلى أن إيران تخفي مساعداتها المالية لحزب الله، وأيضًا لجبهة البوليساريو الانفصالية ، بمساعدة شبكات الحوالة التي يكاد يكون من المستحيل السيطرة على تدفقاتها النقدية.
المصدر : صحيفة “دي فيلت” الألمانية في الشرق الأوسط+المرابع ميديا.