منتدى الوحدة والديمقراطية.. امتحان آخر لخط المقاطعة!

بين الأمل و التشاؤم يطل قادة منسقية المعارضة الديمقراطية على الشعب الموريتاني في منتدى الوحدة والديمقراطية المزمع عقده (28 فبراير-1-2 مارس) وهم مرغمين على ركوب موجة الإنحسار لترتيب بيتهم الداخلي بعد انتخابات برلمانية وبلدية عصفت على ما يبدو بكل مقومات “الرحيل” الذي عبأت له أحزاب المنسقية على مدى أكثر من عامين.

لكن الأدهي هذه المرة أن المنسقية لم تتعلم من تجربة التوافق الداخلي، وظلت تربط بين موقف المنسقية الملزم بنصوص المعاهدات الموقعة من طرف أحزابها، وبين ديناميكية هذه الأحزاب ذاتها التي يعتبر دورها أو هكذا ينبغي أن يكون، دورا مكملا وداعما لموقف وأهداف المنسقية في نهاية المطاف.

وبالتالي كما يلاحظ الجميع، لا هي – أعني المنسقية – حققت شروط التوافق في ما بين أعضائها، ولا هي حتى الآن بدت مستعدة لإبداء المرونة المطلوبة في التعاطي مع شركائها الذين يخالفونها الرأي.

انقسمت المنسقية حول الإنتخابات الأخيرة ومازالت غير مستقرة على رأي موحد، وهذا ما يعكس الإختلاف الحاصل بين أحزابها.. ويبدو أن هناك من يؤمل من خلال استمرار تأجيج الصراع الداخلي، إلى العبث قدر الإمكان بوحدة المعارضة وفشل هذا المنتدى.

إن الأطراف التي قاطعت الإنتخابات الأخيرة لا يمكنها أن تشترط قبول الأطراف المشاركة إلغاء الحوار الوطني السابق ، وبالنتيجة هذا ما ينبغي أن يلتزم به المشاركون كذلك في الحدود الدنيا لإيجاد أرضية للحوار المرتقب،  لأن المطلوب هو حل الأزمة السياسية المستمرة، والحل لا يكون بترسيخ الخلاف حول جزئية كل طرف يقدم تفسيره لموقفه منها، ويجد أن الظروف التي أملت عليه هذه الموقف تبرر له ذلك الموقف.

المشكلة التي يجب أن تكون مفتاح الحل للأزمة القائمة، لا تتعلق بعهدة انتخابية يمكن تمديدها أو ترحيلها أو حتى تأجيلها إلى وقت آخر أو إلغاؤها، و إنما المشكلة هي في قدرة الطبقة السياسية الحالية في إدراك ما يريده المواطن وما يعانيه هذا المواطن الذي ينظر إلى هؤلاء السياسيين ويراقب أقوالهم ويقوم أفعالهم على الأرض.

فالشعب الموريتاني لا يريد سياسيين كل همهم الصراع على الكراسي، بل يريد من يعيش واقعه وهمومه ويعمل جاهدا لتحسين أوضاع الشعب والنهوض بالبلد.

س.ابنيجاره