مجتمعنا من الداخل.. التطرف والتطرف المضاد!

imagesرأى بعض المتابعون للحراك المجتمعي الراهن أن اعتداء أمس على العلامة محمد الحسن ولد الددو بالرغم من كونه يحمل طابعا شخصيا ضيقا يتصل بصراع خفي ذو طابع مصلحي داخل محيط الشيخ، إلا أن تأثيره الحسي يمثل سابقة شأنها شأن الظواهر التي تفشت مؤخرا وتوشك أن تودي بالمجتمع إلى صراع بألف وجه وألف لون.

 إن الإحتقان الناتج عن غزو الأفكار الشاذة الغريبة على مجتمعنا- وأعني بالأفكار الشاذة هنا كل ما له علاقة بالتطرف الديني أو اللاديني-  تطرح العديد من الأسئلة، فهل النخبة السياسية والمثقفة تعي  حقا ما يجري في الساحة؟

وهل المجتمع بات قادرا على تحمل موجات الغضب المتلاحقة دون حساب لمآلاتها و نتائجها؟

لقد برهن واقع اليوم على أننا أمام أزمة مجتمعية معقدة.. أزمة تزداد تفاقما كل يوم ويلعب فيها “العامل الخارجي” التقني والثقافي والبشري والعسكري أدوارا قوية في سبيل جر البلاد إلى أتون فوضى لا حدود لها.

أخطر ما في هذه الظواهر أنها تستغل البعد العاطفي في تحريك الناس ولا تترك لهم الفرصة في التفكير لتحكيم العقل في قضايا يشكل الإجماع فيها واجبا لا ضرورة.

فلم يعد الدين ذلك المقدس الذي يعد العمل به واجبا إيمانيا، وإنما أصبح هناك جيش من الذين وجدوا أنفسهم ضحايا الجهل والتهميش والحرمان فريسة صرخات من هنا وهناك دون أن يكون هذا التحريض المتدثر بالدين أو بعامل آخر من خارج الحدود أو ضمن الفضاء الإفتراضي، مناسبة لتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم، بل أضحى عاملا لإشعال الفتنة ونشر ثقافة التكفير والتخريب في بعض الأحيان..

وهنا نسأل: ما الذي تعلمه هؤلاء من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم؟!!

لا أجد تفسيرا لهذه الانفعالات الشاذة، إلا في غياب النخبة في تحمل مسؤولياتها للقيام بدورها التوعوي والترشيدي، وكأن الهدف الأسمى لدى الجميع أصبح ترسيخ جدران الخوف والكراهية بين المجتمع، تمهيدا لإقامة دويلات الإقصاء والقتل والفوضى!.

س.ابنيجاره

شاهد أيضاً

موريتانيا تشارك في معرض باريس للصناعة التقليدية في نسخته 120.

شاركت موريتانيا أمس السبت في معرض باريس للصناعة التقليدية في نسخته 120 المنظم بمشاركة عدد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *