28 مارس 2024 , 15:02

الوزير الأول يعترف بالداء فهل يعالجه ؟ / الحسن ولد محمد الشيخ

طالعت في بعض المواقع فحوى زيارة الوزير الأول لوزارة الشؤون الإسلامية و التعليم الأصلي و ما أبدى من ملاحظات أو نقد للإدارة.
و لا شك أن الإدارة (الموظفون العموميون) هي العمود الفقري “ظهر اربق” للعمل الرسمي و بفسادها تتأخر الدول و تتفكك الأمم و يحصل ما ينجر عن ذلك من ويلات، لا نرجو لبلادنا أن تعرفها.

إن اعتراف الوزير الأول بفساد الإدارة و عدم قدرتها على مواكبة الإصلاحات (برنامج رئيس الجمهورية) يجعل من الوارد طرح الأسئلة التالية :

-من ميع الإدارة و أفسدها ؟
-من ملأها بغير الأكفاء متجاهلا ضرورة تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب ؟
-من مكن الذين لا يتمتعون بالكفاءة من تقلد المناصب ؟
-من سمح بتعيين من هم أقل درجة و كفاءة و شهادة و تجربة فوق من يتفوقون عليهم في هذه المسائل الضرورية لخدمة الوطن ؟
-من جعل التعيينات مكافأة للحلفاء و إكراميات للأصهار ؟
-من يعين الخريجين و أوراقهم ما زالت مبللة من حبر مدارس التكوين، بينما الأقدم منهم يتسكعون بين ممرات القطاعات، يأكل منهم الزمن و الظلم و الإحباط ؟
-من يحرم حملة الشهادات العليا من الموظفين المتوسطين من الحصول على تشجيعات و امتيازات ؟
-من يحرم المدرس و هو من يربي على الوطنية و التضحية من راتب يوفر العيش الكريم ؟
بكل تأكيد هي الحكومات المتعاقبة و منها هذه .

معالي الوزير الأول إذا لم يكن هدفكم أن ترموا غيركم بداء الفساد و تنسلوا فعليكم بتفتيش وزاراتكم و سفاراتكم و مؤسساتكم العمومية و ولاياتكم؛ وستدركون حجم الفساد الحاصل و درجة الإحباط الموجودة .

لقد صار معظم الموظفين -بدل العمل و الجد- يداومون مثابرين عند منازل الوجهاء و الجنرالات و رجال الأعمال و البرلمانيين كي يتوسطوا لهم في الحصول على ما لا يستحقون أو للحصول على حقوقهم .
الغالبية بين سارق مال عام و سارق وقت عام، و الجميع على قناعة تامة من أن العمل دون وساطة لن يوصل إلى ترقية .

معالي الوزير الأول هي تركة ثقيلة و مشينة لكن يجب أن تتصرفوا بما يبني الوطن و تدعوا الأعذار .

-من يمنعكم من تطبيق القانون؟
-من يفرض عليكم حرمان الناس حقوقهم ؟
-أي إصلاح إداري تنشدون و أنتم تعينون الموظف ذا الدرجة الأدني فوق الموظف الأعلى منه درجة ؟
و ما السفارات و الإدارة الإقليمية و الإدارات الجهوية ببعيد .
-أي إصلاح تزعمون و أنتم تحرمون الجادين المتميزين من الترقية في الوظائف و تعينون أصحاب الوساطات ؟
‐أي إصلاح ترجون و أغلب الأمناء العامين و المديرين لا تربطهم صلة و لا معرفة بالملفات التي يسيرون ؟

معالي الوزير الأول نكأت جرحا عميقا علاجه بأيديكم. فهل تعالجونه ؟ أم تضمدونه على حاله بانتظار مزيد من الالتهاب و التعفن .

لم يعد لكم عذر بعدما علمنا أنكم تعلمون الداء و تملكون الدواء ..!

شاهد أيضاً

ما أصعب أن تُقاوم على جبهتين! / محمد الأمين الفاضل

منذ فترة ليست بالقصيرة، وأنا تترسخ لدي يوما بعد يوم قناعة مفادها أن هناك ضرورة …