28 أبريل 2024 , 23:59

كيف اتبعت الصين سياسة تحديد النسل عند أقلية “الأويغور” المسلمة؟

 

 

 

اتخذت السلطات الصينية إجراءات صارمة لتحديد نسل سكان “الأويغور”  وتهدف هذه السياسة إلى تقليص عدد أفراد هذه الأقلية الصينية المسلمة في البلاد.

وتقوم السلطات الصينية بحملة عنيفة في منطقة “شينجيانغ” حيث تحث الأقليات، من بينها أقلية “الأويغور” المسلمة على تحديد النسل. ويشمل هذا المشروع الصيني الذي يعتمد أساسا على تعقيم النساء وإخضاعهن للإجهاض واختبارات الحمل، نحو 25 مليون نسمة.

ويرى مختصون أنه بالإمكان تصنيف الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية إزاء أقلية “الأويغور” بـ”الإبادة الديموغرافية.

يريدون تدمير شعبنا

وكشف صحافيون من وكالة “أسوسيتد برس” أن ” العائلة التي تتكون من عدد كبير من الأطفال تتعرض للسجن في معسكرات اعتقال”، فيما يتم فصل العائلات التي فيها ثلاثة أطفال أو أكثر عن بعضها البعض في حال لا تستطيع دفع غرامة مالية مرتفعة.

وهذا ما حدث لغولنار أوميزاخ وهي امرأة من “الأويغور” ولدت في الصين، فقد أرغمتها الحكومة على وضع لولب رحمي بعد أن أنجبت ثلاثة أطفال. وبعد مرور سنتين، أي في يناير/ 2018، جاء إلى منزلها ثلاثة ممثلين من الحكومة الصينية وطالبوها بدفع غرامة مالية قدرها 2685 دولار بحجة أنها أنجبت أكثر من طفلين. فيما أنذروها أنه في حال لم تدفع هذه الغرامة سيتم إرسالها إلى مراكز الاعتقال حيث زوجها.

وتشير جمعيات مدافعة عن حقوق الإنسان إلى وجود قرابة مليون مسلم معتقل في ما تسميه بـ”مراكز إعادة التأهيل السياسي”.

وتشير الإحصائيات التي نشرتها سلطات منطقتي “هوتان” و”كاشغار” اللتان تقطنها غالبية “الأويغور” إلى تراجع نسبة الولادات فيها بنسبة 60 بالمئة بين عامي 2015 و2018، فيما نجحت الملايين من الدولارات التي وظفتها الحكومة الصينية، في جعل منطقة “شينجيانغ” الأقل نموا من الناحية الديموغرافية بعدما كانت نسبة الولادة فيها مرتفعة في السابق.

وكانت الصين قد اعتمدت لغاية 2015 على سياسة الطفل الواحد، وذلك عبر إرغام النساء على تحديد النسل والإجهاض خاصة عند أقلية “هان”.

فرض تحديد النسل

مع وصول الرئيس شي جينبينغ إلى السلطة في 2013، سمح لأقلية “هان” أن يكون لها طفلان أو ثلاثة مثل الأقليات الأخرى.

لكن في الحقيقة عائلات “هان” لا تتعرض للمضايقات ولا لعمليات التعقيم والإجهاض أو الاعتقال في حال أنجبت عددا كبيرا من الأطفال مقارنة بأقلية “شينجيانغ“. فبعض العائلات المسلمة تعرضت لمضايقات عنيفة بالرغم من أن القانون يسمح لها هي الأخرى بأن يكون لها ثلاثة أطفال.

وفي 2014، وضعت أكثر من 200 ألف امرأة لولبا في الرحم في منطقة شينجيانغ فيما ارتفع هذا العدد بعد ست سنوات إلى 330 ألف، بينما انخفض في مناطق أخرى من الصين.

نفس الشأن بالنسبة لعمليات التعقيم التي قامت السلطات الصينية بفرضها بشكل واسع على نساء “االأويغور” حسب إحصائيات الحكومة.

وروت امرأة من “الأويغور” تدعى زمرة داووت، وهي أم لثلاثة أطفال بعد أن أطلق سراحها من المعتقل في 2018 أن السلطات الصينية أرغمتها على الخضوع إلى عملية التعقيم وإلا سيتم سجنها من جديد. وقالت “كنت غاضبة جدا لأنني كنت أود أن أنجب طفلا آخر”.

شاهد أيضاً

واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر

واشنطن-أ ف ب قال عدد من المسؤولين الأميركيين مشترطين عدم كشف هوياتهم، إن الولايات المتحدة …