29 أبريل 2024 , 7:13

أول مقابلة يجريها موقع ألكتروني مع الوزير السابق الدكتور الشيخ ولد حرمه ولد بابانا

cheikhأجرت وكالة “المرابع ميديا” مقابلة خاصة تعتبر الأولى من نوعها  لموقع ألكتروني،مع الوزير السابق الدكتور الشيخ ولد حرمه ولد بابانا بعد انضمام الوزير إلى المعارضة، تحدث فيها عن الوضع السياسي الراهن ورؤية المعارضة لهذا الوضع، ومن جملة ما أشار إليه في حديثه معنا أن البلاد تمر بمرحلة خطيرة، كاشفا عن أن رهانات النظام وإشادته بالانتخابات الأخيرة ما هي إلا حالة للإستهلاك الإعلامي سرعان ما تعري حقيقتها الأيام المقبلة.

“تحولت المشاريع المجتمعية إلى وسيلة للثراء السريع عبر بروز

طبقة جديدة من رجال الأعمال همها الوحيد تأمين الثراء للحكام”

المرابع ميديا : لنبدأ سيادة الوزير من تصريحكم الأخير الذي انتقدتم فيه السلطات  القائمة انتقادا شديد اللهجة ..متى أدركتم أن النظام الحالي يقود البلاد إلى ما وصفتموه بالحضيض؟

الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم،أود في البداية أن أشكر موقع المرابع ميديا على إتاحة هذه الفرصة الإعلامية لتقديم جملة من الحقائق، وإجابة مني على سؤالكم الكريم اسمحوا لي أن أشير إلى أن نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز قام على أساسات صلبة كمحاربة الفساد والمفسدين والاهتمام بالمواطن باعتباره محور العملية التنموية وغايتها، وبالتالي كان من الطبيعي أن أكون في مقدمة داعمي هذا البرنامج والمنافحين شأني في ذلك شأن الغيورين على هذا الوطن الساعين إلى أمنه واستقراره ورفاهيته.

وإذا كانت السنة الأولى من مأمورية رئيس الجمهورية قد شهدت إنجازات معتبرة على درب التنمية والإصلاح وشهدت اتخاذ قرارات مصيرية خدمة للوطن وثوابته فإن هذه الحركية سرعان ما توقفت وانقلبت في الاتجاه العكسي وتحولت المشاريع المجتمعية إلى وسيلة للثراء السريع عبر بروز طبقة جديدة من رجال الأعمال همها الوحيد تأمين الثراء للحكام، كما أضحت محاربة الفساد والمفسدين شعارا فارغا من كل معنى في الممارسات اليومية حتى وصلت البلاد إلى الحضيض، وكنت في مواطن كثيرة ومن موقع الشريك الناصح أنبه رئيس الجمهورية إلى جملة الأخطاء وأدعوه إلى تصحيحها حتى جاء اليوم الذي أدركت فيه تمام الإدراك أنني انخدعت بالرجل ومشروعه وأنه لا يمكنني مسايرة هذا الواقع فانسحبت من النظام.

المرابع ميديا: ولماذا التزمتم الصمت كل هذه المدة ،هل لأنكم كنتم تخشون ردة فعله عليكم، أم أن الفتور الحاصل في علاقاتكم بالحزب الحاكم هي التي دفعتكم للخروج منه وانتقاد الحكومة بهذه الحدة؟

الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا: لا هذا ولا ذاك، فانا لا أخشي ردة فعل على موقف أسجله، وليس من طبعي ذلك وقد عبرت عن مواقفي بجرءة كاملة وفي ظروف صعبة وفي وجه الدكتاتورية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نازلتها ميدانيا وأرغمتها على الرحيل واستقبلت حبل مشنقة واد الناقة بالترحيب لإيماني بالهدف وإصراري على بلوغه. أما بخصوص ما أسميتموه الفتور في علاقتي بالحزب واعتباره سببا لخروجي منه فهذا ما لم يحصل بتاتا فأنا الوحيد الذي جئت إلى الحزب أحمل تشكيلة سياسية معترفا بها وذات وزن. وطيلة وجودي فيه كنت مناضلا منضبطا أنفق وقتي وجهدي في النضال داخله أغشى فيه الوغي وأعف فيه عند المغنم. و كنت و ما أزال تربطني برئيسه علاقات وطيدة مبنية على الصدق و الاحترام المتبادل. و بالتالي فإن التزامي للصمت طيلة الفترة السابقة راجع إلى محاولتي المتكررة مع النظام لتصحيح أخطائه وذلك حفاظا مني على كيان هذا البلد الذي لا يتحمل الصراع.

المرابع ميديا: بعد استقالتكم من الحزب اخترتم الاتجاه نحو منسقية المعارضة رغم الخلاف السياسي معها فيما مضى،كيف أثرت مواقفكم السابقة على وجودكم اليوم ضمن منسقية المعارضة؟

الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا: من الطبيعي بالنسبة لشخص مثلى همه الوحيد إصلاح البلد أن يتجه إلى المعارضة، والمعارضة ليست ردة بل هي مجمع للنضال تلتقي فيه الأحزاب السياسية على هدف واحد وإن اختلفت الخطابات ولا يوجد اليوم خلاف بيني وبينها فقد خبرت رموزها وخبروني وجمعتني وإياهم مواقف نضالية لا تنسى، وهي مدرسة في الصبر والسلمية. ومواقفي السابقة اتجاهها وكما عبرت صراحة عن ذلك وفي أكثر من مناسبة كانت وليدة انخداعي بشعارات النظام ويقيني يومها بصدق توجهه وأنا رجل لا أعرف الكيل بمكياليين ومن خدعنا في ديننا انخدنا، ولا تأثير لمواقف الأمس على اليوم.

المرابع ميديا: قلتم في مناسبات سابقة إن حزب “تمام” الذي ترأسونه سيضيف فاعلية لنضال المعارضة من أجل إحداث تغيير في البلاد نريد أن نفهم ما الذي بالإمكان تحقيقه  في ظل تشتت المعارضة إزاء الوضع السياسي من ناحية، وفي وقت يؤكد فيه النظام أن موريتانيا اختارت الديمقراطية ومنحته الثقة في الانتخابات الأخيرة؟

الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا:  بالفعل حزب “تمام” تشكيلة سياسية كغيرها من التشكيلات ذات برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وذات وزن اجتماعي و رؤية، قادرة على المساهمة في مشروع التغيير الذي تتبناه منسقية المعارضة و عزمنا و أملنا أن نشكل إضافة نوعية إن شاء الله إلى نضال المنسقية، وهنا أخالفكم الرأي فيما ذهبتم إليه من تشتت في المنسقية إزاء الوضع السياسي  حيث نرى وحدة في الطرح وانسجاما في الموقف واحتراما للخيارات مما يعكس بجلاء مستوى النضح و يؤشر بصدق على الفاعلية.

أما بخصوص كون الشعب الموريتاني اختار الديمقراطية وعبر عن اختياره بواسطة الانتخابات السابقة فذلك لا يعدو كونه خطابا استهلاكيا ستعري الأيام حقيقته .

المرابع ميديا: منسقية المعارضة وضعت شرطا للحوار مع النظام بالغاء الانتخابات التي جرت مؤخرا، هل ترون أن هذا المطلب محق وقابل للتطبيق؟

الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا:  بالطبع هذا مطلب محق وطرح منسقية المعارضة له كشرط للحوار يمثل عربونا على صدق نواياها في البحث عن مخرج للأزمة السياسية التي تتخبط فيها البلاد نتيجة لأحادية الرأي والارتجالية في اتخاذ القرار، أما بخصوص سؤالكم حول قابليته للتطبيق فاعتقد أن مثل هذا السؤال ينبغي أن يوجه للنظام .

المرابع ميديا : حزب تواصل الذي يقال إنه سيترأس مؤسسة المعارضة قال رئيسه مؤخرا إنهم اختاروا المعارضة من داخل العملية السياسية، وإنهم يعتبرون أنفسهم جناحا مكملا لمنسقية المعارضة ..ما تعليقكم؟

الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا: نحترم لتواصل آراءه واختياراته.

“الإنتخابات الأخيرة محل استفهام لما طبعها من شوائب

واختلالات جوهرية وممارسات سيئة أفقدتها كل مصداقية”

المرابع ميديا : اذا كنتم في المنسقية تعتبرون الانتخابات الحالية باطلة فإلى أي مدى إذن تواءمون في علاقتكم مع أحزاب المعارضة المشاركة ومقاطعتكم وعدم اعترافكم بالانتخابات؟

الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا: فعلا الانتخابات باطلة بناء على عدة اعتبارات من ابسطها كونها نظمت من طرف واحد، ومع ذلك اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ولا أرانا بحاجة إلى مواءمة في علاقاتنا مع أحزاب المعارضة المشاركة ومقاطعتنا وعدم اعترافنا بالانتخابات ونحترم للكل خياراته.

المرابع ميديا: أخيرا سيادة الوزير هل ترى أن المنسقية هي البديل المناسب للنظام الحالي، وماذا عن الاغلبية الرئاسية التي بدا أنها تحظى بقبول شعبي واسع كما أظهرت الانتخابات الأخيرة؟

الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا:  حق لها ذلك وهي تصارع نظاما عسكريا استبداديا غاصبا للسلطة منذ أربعة عقود. وهي كيان جامع لأحزاب وشخصيات وطنية وازنة ذات تجربة طويلة في العمل السياسي تحمل مشروعا سياسيا لانتشال البلاد من الأزمة السياسية التي سببتها أحادية الرأي وسياسات الارتجال.

أما بخصوص ما اعتبرتموه قبولا شعبيا للأغلبية والذي عبرت عنه الانتخابات الأخيرة، فيبقى محل استفهام أمام ما طبع هذه الانتخابات من شوائب و اختلالات جوهرية و ممارسات سيئة تفقدها كل مصداقية، في الوقت الذي أظهرت فيه المعارضة وبصورة عفوية استحواذها على الشارع.

السيد الوزير: نشكركم على تقبلكم الإجابة على أسئلتنا رغم مشاغلكم الجمة..

الدكتور الشيخ ولد حرمة ولد بابانا:  شكرا لكم

صحيحة

شاهد أيضاً

نواكشوط: دورة تكوينية لصالح مسؤولي الاتحاديات الرياضية الموريتانية

نظمت اللجنة الأولمبية والرياضية الموريتانية اليوم السبت في نواكشوط دورة تكوينية لصالح مسؤولي الاتحاديات الرياضية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *