18 مايو 2024 , 4:43

عبد القادر محمد محمود الداهي : يكتب / “كشك موريتانيا”… يستحق المشاااهدة

في أعماق موريتانيا وبين هضاب لعصابه وآفله كان هناك رجل يدعى مصطفى ولد سيديحي كان هذا الرجل شيخ محظرة كبيرة و ذات يوم ولد له مولود مبارك فسماه ( محمد) .
نشأ محمد وترعرع بين أحضان محظرة والده فنهل من علومها وقطف من ثمارها .
وفي عام 1978 توفي والده الذي هو منبع علمه ومنمي همته حيث غرس فيها بذور الخير وحب الدعوة حتى قيل أن أبنائه اشتكو مرة من محمد إليه بلامبالاة وعدم الجدية في الدراسة فرد عليهم ( خلوه عنكم دور ايعود اعلمكم ) .
فلما علم محمد بوفاة والده تلاطمت أمواج الحزن في صدره وضاقت عليه الأرض بما رحبت.
فقرر الذهاب إلى إنواكشوط حيث أن الذهاب إلى انواكشوط أنذاك أمر صعب فالهضاب الوعره والكثبان الرملية كانتا من عراقيل الطريق ، عبر محمد كاسرا تلك العراقيل متذكرا القاعدة : ( من يريد الدعوة لابد أن يطلب العلم ومن يطلب العلم لابد أن يمتطي المصاعب ) .
ألتحق بمعهد الرابطة للدراسات القرآنية حيث أخذ الإجازة هناك .
لم تكن أعين محمد غافلة عما يجري في البلد من تحلل وفساد خلقي .
حيث وجد الساحه تغلو غليانا شديدا وتتصارع فيها القضايا المعاصرة بسلبياتها وإيجابياتها مع مظاهر التحلل الخلقي والتفسخ من التدين في المجتمع فأخذ هم التغيير على عاتقه .
بدأ محمد ولد سيدي يحي خطوته في الدعوة بكلمات عابرة يوصف فيها إنحراف المجتمع عن العادات المرعية والأعراف الشرعية ، وأخذه الحديث في هذه المواقف شيئا فشيئا حتي أكتسب جرأة الخطابة وشعر بإقبال الناس على حديثه واستحسانهم لما يبديه من ملاحظات وانتقادات .
ثم درس في هذه المرحلة في معهد العالي للدراسات و البحوث الإسلامية ، وتخرج منه بتحقيق رسالة كتبها له أحد اعلام البلد وهو ( الشيخ سيديا الكبير ) ، عن وجوب تعلم النساء وتعليمهن .
نضج محمد ولد سيدي يحي في مجال الدعوة حيث اتخذ مسجد السبخة مقرا له يدعو ويعلم فيه .
تميز ولد سيدي يحي في مسيرته الدعوية بثبوته على قول الحق لايبالي بأحد ، يلهب بكلماته الأخاذة وأسلوبه الشيق حماس جميع فئات المجتمع وطبقاته بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم ، وكما أنه يتميز بأعتناءه بالشرائح الأقل حظا في التعليم مستخدما لهجة بلده .
كما أنه يتميز بخطاب مبسط وأمثلة طريفة ومن أشهر كلامه ( آن الا نطرح لمارة ) ( علماء بنافه ) …. إلخ .
لقب ب ( كشك موريتانيا) نظرا لتشابه إسلوبه مع عبد الحميد كشك في الدعوة والشيئ بالشيئ يذكر .
أمتطى ولدسيدي يحي المصاعب وأفترش الأشواك في سبيل الدعوة إلى الحق حتى أنه سجن وشتم ، فظل صابرا محتسبا أجره على الله .
يعتبر كشك موريتانيا أكبر داعية على مستوى البلاد إذ أمضى 40 سنة تقريبا وهو يدعو إلى الله ، وكذالك ظلت أشرطته تمطر في جميع أنحاء الوطن فأنبتت الهداية وحب الخير في صدور كثير من الناس .
فجزاه الله خيرا ماقلته غيض من فيض في حق الشيخ والداعية المحبب محمد ولد سيدي يحي  .
#بقلمي عبد القادر / محمد محمود / الداهي

شاهد أيضاً

اتفاقية تموين الأسواق السينغالية بالأضاحي من موريتانيا.

وقع وزير التنمية الحيوانية، أحمديت ولد الشين، اليوم الجمعة في نواكشوط، مع وزير الزراعة و …