نظم المركز الثقافي المغربي في نواكشوط مساء اليوم الأربعاء محاضرة تحت عنوان “تجليات الثقافة العالمة في الشعر الحساني”، مقدمة من طرف الباحث في مجال الأدب والتراث الأستاذ محفوظ ولد الفتى
الباحث بدأ المحاضرة بمختصر من الحديث عن جزئيات المحاضرة التي ظهرت من خلال التجليات المذكورة، وذلك بـ”إضاءات نستنبطها مما أتيح لنا من اطلاع على موضوعاتها ومن بعض تعريفاتها السابقة واللاحقة من غير تقيد صارم بصيغها أو استغراق شامل لمضامينها”
وأردف الباحث : “فنقول عن التجليات إنها جمع تجلي بمعنى التعرض والظهور، أما الثقافة فإنها في الأصل الحذق والفطنة على ما لها من دلالات معرفية وبنعتها بالعالمة كما في هذا العنوان تأخذ معنى التوسع في المعارف والفنون المكتسبة عن طريق القراءة والكتابة، آخذة مكانة التميز والرقي عن الثقافة الشعبية المطبوعة بطابع البساطة والتلقائية في حياة الشعوب”
وأضاف قوله : “أما الشعر فنستطيع أن نقول عنه إنه القول المصاغ في قوالب نظمية تخضعه لقوانينها الموسيقية الخاصة، متضمنا ما يقتضيه المدلول الأصلي لكلمة “شعر” من بواعث الإيحاء في وجدان المتلقي”
وتطرق الباحث للشعر الحساني من النشأة إلى المراحل اللاحقة قائلا : “كان الشعر الحساني أول عهده بهذه البلاد أوائل القرن التاسع هجري إلى أواخر القرن 11 هجري، محصورا تقريبا في الوسط الحساني، متخذا مكانته من تمجيد الأمراء وذوي البطولات والخصال الرائقة للشعراء”
المحاضرة تم تقديمها بحضور رئيس المركز الثقافي المغربي الدكتور القادري، صحبة كوكبة من النخبة الثقافية والفكرية في البلد والدكاترة الباحثين في مجالات الأدب والثقافة، مثل الدكتور والشاعر ناجي محمد الامام رئيس جمعية الضاد، الفقيه والشاعر الأستاذ بون عمر لي، الأستاذ الأديب التقي ولد الشيخ، الأستاذ سعد بوه ولد المصطفى رئيس الرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومة، الدكتور احمد مولود ولد ايده وغيرهم كثر، بالإضافة إلى جمهرة كبيرة من الإعلاميين والطلاب الجامعيين ورواد الثقافة والأدب والفن
وتجدر الإشارة إلى أن المركز الثقافي المغربي في انوكشوط دأب منذ نشأته مع العقود الأولى من عمر الدولة الوطنية على إثراء الساحة الثقافية الوطنية، بواسطة تنظيم محاضرات وندوات في شتى المجالات والميادين العلمية والمعرفية، فضلا عن توفير مكتبة تزخر بالعديد من نفائس الكتب الهامة في جميع فروع المعرفة، بقاعة مجهزة ومعدة لخدمة الباحث الموريتاني أيا كان تخصصه، ولري عطش الطلاب في هذه البلاد لينهالوا من معين المعرفة الصافي، في كنف هذا المركز المعطاء