وقفة على هامش الطائفية والإسترقاق .. / الكاتب : أحمدناه ولد أعمين
20 أغسطس, 2014
آراء وتحاليل
إن ما جعل المبادئ الإسلامية تظل صامدة في وجه العولمة وتحدياتها، هي كونها مُثلا عامة، غير خاصة بمجتمع بعينه، ولا فئة، ولا جنس، ..، بل هي إحدى أقوى الدعائم المرجعية للمطالبين بالحريات، والنابذين للتمييز العنصري، والتفرقة الطائفية، لما تتوفر عليه هذه المبادئ من قيم سامية، تحفظ لكل فرد من المجتمع حقوقه، وتصون كرامته.
وإذا كان التمييز الطبقي يعني التفرقة بين مختلف مكونات المجتمع الواحد، فقد جاءت تعاليم هذا الدين الحنيف لتنبذ هذا السلوك، وتأسس لمفهوم العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات، قال تعالي في سورة الحجرات :
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
أي أن معيار الأفضلية هو التقوى، وهي صفة للمتمسك بهذه المبادئ والقيم الإسلامية الراقية، والعاض بالنواجذ علي تعاليم هذا الدين الحنيف، والمطبق لها قولا وعملا.
وقال رسول الله صـلى اللهُ عليهِ و سلـم، الذي لا ينطق عن الهوى، أن لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى.
وظهور بعض المسلكيات المخالفة للشريعة الإسلامية، كالكذب والسرقة والزنا والربا، والغش في المعاملات والعبودية والعنصرية …، في بعض المجتمعات المسلمة، يؤخذ علي المسلم ولا يعيب الإسلام، فإنما هو تقصير بشري، محتمل الحدوث، وطبيعي الوقوع، إن عُلم ضعف النفس البشرية، وميول الشر والسوء المترسخ فيها، وحب الذات الذي هو من الخصائص الفطرية، ولا يهاجم بذالك الدين، لأنه جاء ليقيم اعوجاج هذا السلوك البشري المتطرف، وجعل الإنسان صاحب مبادئ وقيم تسمح له بالعيش بأمان وطمأنينة في ظل شرع الله الحق، منساقًا لمشيئته، راضخًا لأوامره.
أما عن ظاهرة التفرقة العنصرية، والظلم الاجتماعي، الذي تتحدث عنه بعض شرائح المجتمع الموريتاني التقليدي، تحتاج إلي تدقيق ومعالجة موضوعية، بعيد عن الطرح الأحادي الموجه لتشويه واقع المجتمع البيظاني وقيمه النبيلة ذات المرجعية الإسلامية.
إن المجتمع الموريتاني حباه الله بميزة نادرة، تتمثل في التنوع الثقافي والعرقي الذي يشكل البنية الحقيقية لساكنة هذه المساحة الجغرافية المسماة موريتانيا، فثقافة أهل هذه البلاد حصيلة تلاقح بين خليط من الحضارات المتنوعة من زنج وبربر وعرب ..، وهذا التنوع والتمازج كان دائما عاملا ايجابيا في المد الثقافي والتوسع الإسلامي الذي شهدته القارة الإفريقية وكانت بلاد شنقيط حاضرة ومشاركة في نشر دين الإسلام علي امتداد ربوع القارة السمراء.
وقد كان لكل مكون من نسيج هذا المجتمع بعض الخصائص التي تميزه، ولم تكن التركيبة الاجتماعية المتنوعة عائقا في وجه التعايش والسلم، والمجتمع البيظاني كجزء من هذه التركيبة الفريدة، كان كغيره له سمته الفريدة، وكانت بنية نسيجه الاجتماعي مشكلة من عدة مجموعات هم الزوايا أو الطلبة، والعرب (البيض، السود)، ولمعلمين، وإكاونْ ..
ولم تكن هذه التوزيعة ناتجة عن عامل تمييز عنصري أو طبقي، بل كانت حاصل تنوع اجتماعي طبيعي فرضته الظروف، وعوامل ثقافية أوجدتها الحالة العامة، وهي علي الأرجح تمت علي أساس وظيفي، فمثلا :
– أطلق لقب الزوايا أو الطلبة علي أولائك الذين درسوا العلم ودرّسوه.
– والعرب هم الجماعات التي حملة السلاح.
– ولمْعَلْمينْ ويطلق عليهم أحيانا الحدادين أو الصناع، وهو لقب لفئة من المجتمع امتهنت حرفة الحدادة.
– وإكاونْ، وهم أهل الفن والطرب وهم الذاكرة الثقافة لمجتمع البيظان.
– …
وكانت كل مجموعة تقوم بالدور المناط بها، وهذا التناغم هو الذي اثري ثقافة البيظان وميزها وأعطاها ديمومة.
وبدل أن يوضع هذا التنوع في النسيج الاجتماعي في خانة التمييز العنصري والتفرقة الطبقية كان من الأجدر أن يعتبر تمازجا حضاريا، وعصارة ثقافة ثرية، وثمرة جهود أجداد عظماء عمروا هذه الأرض المباركة، وبنو مجدا تتفاخر به الأجيال، ويجب أن يوضع في إطاره الصحيح وتستخلص فوائده الجسام، ويبني علي أثره مجتمع قيم فاضل.
وظاهرة الحركات المطالبة برفع الظلم عن الفئات المجتمعية المهمشة، بدأ تصاعد أنشطتها في الآونة الأخير، حاملة شعارات مشحونة بالعنصرية ومد أصابع الاتهام الصريح لفئة بعينها، وتحميلها مسؤولية إيجاد هذه التفرقة الطبقية، وتكريس الهيمنة علي بعض الفئات الضعيفة.
حتى أن البعض أصبح يلعب بورقة الكفاح من اجل الحرية لتحقيق المصالح الخاصة، وإن أثّر ذالك سلبا علي لحمة المجتمع، فتلك إحدى مآربه، وأبواب استرزاقه، وجلي أن هؤلاء المتشدقين بإسم الحرية لا يخدم نهجهم قضية هذه الفئات الضعيفة والهشة، والتي هي في أمس الحاجة إلي من يدافع عن حقوقها ويقدم لها السند والعون لتستطيع الوقوف في وجه الصعاب.
وأعتقد أن المشكل الأساسي الذي يعاني منه المجتمع الموريتاني هو سوء إدارة وتسيير موارد البلد الاقتصادية، واستحواذ زمرة بعينها علي الحكم، واستنزاف خيرات الوطن، وإقصاء القاعدة العريضة، وحرمانها من ابسط حقوقها المتمثلة في الحياة الكريمة، والتمتع بخيرات هذه الأرض المعطاة.
أما اللجوء إلي مس الثوابت والمعتقدات، وحرق أمهات كتب الفقه المالكي، ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم وأصاحبه الكرام والتابعين بالعنصرية والتحيز، وأن الإسلام أقر نظام الرق، فهذا يتخطى منطق العقل، في زمن شهد فيه غير المسلمين لصاحب الرسالة بالعدل والحكمة والصدق في التعامل، وشهد له أعداءه بالأمانة وحسن الخلق والرأفة بالضعفاء.
وهذه بعض الشواهد من أقوال بعض المنصفين من غير المسلمين، من مؤرخين وفلاسفة وشعراء ومفكرين ..، قالوها إنصافا في حق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والإسلام.
المفكِّر المسيحي الدكتور نظمي لوقا : ما أرى شريعة أدعى للإنصاف ولا شريعة أنفى للإجحاف والعصبية من شريعة تقول : ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا﴾.
المؤرخ الإنجليزي أرنولد توينبي : .. إنني أدعوا العالم إلى الأخذ بمبدأ الإخاء والمساواة الإسلامي، فعقيدة التوحيد التي جاء بها الإسلام هي أروع الأمثلة على فكرة توحيد العالم وأن في بقاء الإسلام أملا للعالم كله..
الشاعر والفيلسوف الألماني : “.. وقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان فوجدته في النبي العربي محمد”.
الشاعر الفرنسي لامارتين : “.. حتى أن صلاته الدائمة ومناجاته لربه ووفاته وإنتصاراته حتى بعد موته لا يدل إلا على اليقين الصادق البعيد عن الغش والخداع”
تولستوي : كفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.
سانت هيلر: كان محمد رئيساً للدولة وساهراً على حياة الشعب وحريته، وكان يعاقب الأشخاص الذين يجترحون الجنايات حسب أحوال زمانه وأحوال تلك الجماعات الوحشية التي كان يعيش النبي بين ظهرانيها، فكان النبي داعياً إلى ديانة الإله الواحد وكان في دعوته هذه لطيفاً ورحيماً حتى مع أعدائه، وإن في شخصيته صفتين هما من أجلّ الصفات التي تحملها النفس البشرية وهما العدالة والرحمة.
ساروجنى ندو شاعرة الهندية : “يعتبر الإسلام أول الأديان مناديًا ومطبقًا للديمقراطية، وتبدأ هذه الديمقراطية في المسجد خمس مرات في اليوم الواحد عندما ينادى للصلاة، ويسجد القروي والملك جنب لجنب اعترافًا بأن الله أكبر.. ما أدهشني هو هذه الوحدة غير القابلة للتقسيم والتي جعلت من كل رجل بشكل تلقائي أخًا للآخر”.
كما شهد له أعداءه الذين حاربوه ووقفوا في وجه دعوته، والحق ما شهد به الأعداء، فهذا أبو جهل يصدق الأخنس بن شُريق القول يوم بدر حين سأله قائلا: يا أبا الحكم، أَخْبِرْنِي عن محمد؛ أصادقٌ هو أم كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش أحدٌ غيري وغيرك يسمع كلامنا. فقال أبو جهل: ويحك! والله إن محمدًا لصادقٌ، وما كذب محمدٌ قطُّ، ولكن إذا ذهبتْ بنو قُصَيٍّ باللواء والحجابة والسقاية والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟”
وقد أجاب بالقول نفسه علي تساؤلات ابن أخته المِسْوَرُ بن مخرمة، قائلا له : يابن أختي، والله! لقد كان محمد فينا وهو شابٌّ يُدْعَى الأمين، فما جَرَّبْنَا عليه كذبًا قطُّ …
ولكن كيف لا وقد أصبح الكل يأخذ بشعار حرية التعبير كشماعة يعلق عليها تجاوزاته، وأصبح بمقدور كل شخص أن يمس الأخر في عمقه دون رادع ولا استئذان، ولم تعد لحرية الآخر حرمة في ظل العولمة والقرية الواحدة بل الغرفة الواحدة.
يقول الشاعر:
ورسَّامهم إن طال كل مقدس ** فمن لامه من قومنا كان جانيا
وكاتبهم إن عاب في الدين رخصة ** فذلك حق الرأي يمضى تماديا
والسبب الرئيسي لهذا التطاول هو الجهل بحقائق الأمور، والأخذ بظاهر القول، والعزوف عن التدقيق في المسائل قبل عرضها، والاستناد إلي زيف الحديث، ومشكوك السند، والاعتماد في التحليل علي العقل المجرد دون الاستدلال بالمنقول والأخذ بالحيطة، مع العلم أن الإسلام لا يتناقض والعقل، فما من أمر جاء به إلا كان موافقا للعقل يدركه ويصدقه، روي أن أعــرابياً ســئل لـمـاذا آمـنت بمحمد، فقال لأنــي مـا رأيت محمداَ يقـول فـي أمـر افـعـل، والعـقل يقول لا تفعل، وما رأيـت محـمـداً يقـول فـي أمــر لا تفـعــل والعـقـل يقــول افـعـل.
إن الإسلام جاء ليخلق التوازن بين ميول النفس البشرية لحب الذات وضرورة الاعتدال لتقبل الأخر، فلهذا وطد جملة من القيم التي يتربي عليها المسلم، والتي تعزز من هذا التوازن، ومنها توطيد روابط الأخوة والأمر بالمعروف والتعاون والتكافل، والتواضع والتراحم، وتحريم الظلم والاعتداء والحسد والبغضاء والسخرية والاحتقار والهمز واللمز والتنابز بالألقاب والتكبر، … والتمسك بهذه القيم يحول لا محالة دون تفشي ظاهرة التمييز والتفرقة العنصرية داخل المجتمع، والنظرة السلبية اتجاه الآخر.
و نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته بحجة الوداع، قد أرسى قواعد حقوق الإنسان قبل الإعلانات و الدساتير العالمية المعمول بها اليوم، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: ﴿ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق خطبة الوداع؛ فقال: يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أي يوم هذا؟ قالوا: يوم حرام، ثم قال: أي شهر هذا؟ قالوا: شهر حرام، قال: ثم أي بلد هذا؟ قالوا بلد حرام، قال: فإن الله قد حرم بينكم دماءكم وأموالكم، قال: ولا أدري قال أو أعراضكم أم لا كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، أبلغت؟ قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ليبلغ الشاهد الغائب﴾.
وهذا القول فصل لمن يبحث عن حقيقة تعامل الإسلام مع ظاهرة التمييز العنصري والطبقي وموقفه من الرق والعبودية، ولكن لنفهم موقف الإسلام من هذه الظواهر يجب أن نتجرد من الإحكام المسبقة، ونتحر الصدق والموضوعية، وندرس الظاهر من جميع أبعادها، ونقف علي مواقف الأمم المختلفة والشرائع والأديان الأخرى.
علي مر العصور، ومنذ ظهور الحضارات القديمة، والعبودية توجد بأشكال تتفاوت من أمة لأخرى، ومن عصر إلي الذي يليه، من عصر الفراعنة وبناء الأهرامات إلي غطرسة الأوربيين وتجارة الرقيق، واستغلال البيض الأمريكيين للسود المجلوبين من القارة السمراء.
وعند ظهور الإسلام وجد العبودية متجذرة في المجتمعات وكما هو الحال بين العرب قبل الإسلام، فكانت القبائل تغزوا وتأسر ليصبح أفراد المغلوبة عبيدا حسب العرف السائد.
فجاء الإسلام ليضع نظام متكاملا يكفل إلغاء الرق، وينصف المستضعفين، فجعل البشر كلهم إخوة لا فوارق بينهم في الأنساب، وساواهم في الحقوق والواجبات، ورسخ هذه المبادئ القيمة وجعلها قوانينَ ملزمة، بغية إلقاء العبودية من السلوك البشري، وتسليط الضوء عليها للفت الأنظار إلي خطورتها في حين كانت أمرًا طبيعيا يبرره الفكر الفلسفي ويقره أصحاب الديانات.
واعتمد النظام الإسلامي الرامي إلي إلغاء الرق إلي مبدأين هما تضيق المدخل وتوسيع المخرج، أي تضيق منابع الرق وفتح أبواب الحرية، فأوصد الإسلام جميع الأبواب المسببة للاسترقاق، إلا بابا واحدا ضيقه وهو المتعلق بأسرى الحروب.
أما توسيع المخرج فيتعلق الأمر بالوسائل والتدابير التي من شأنها تحرير الأرقاء، وهي طريقة غير مباشرة لإلغاء نظام ملك اليمين بشكل نهائي، ومن بين هذه الوسائل نذكر:
– جعل عتق الرقبة كفارة للكثير من الجرائم والجنايات والأخطاء والأيمان.
– الحض على عتق الرقاب ابتغاء مرضاة الله، جعل الإسلام عتق الرقاب مرغوبا فيه ابتغاء مرضاة الله، ووعد فاعليه بالثواب العظيم من الله.
– تخصيص قسم من الزكاة لتحرير الرقاب.
– حثُّ المسلمين على توجيه قسم من صدقاتهم العامة غير المفروضة لتحرير الرقاب.
– المكاتبة ، وهي عقد بين السيد والعبد يدفع الأخير بموجبه مبلغا ماديا للأول مقابل عتقه.
– …
والمخارج كثيرة ومتعدد، وما ذكر فقد أمثلة للاستدلال علي أن الإسلام رسم خطة واضحة المعالم لتصفية الرق في المجتمعات، وبناء مجتمع يتمتع فيه الفرد بكامل حريته، في الإطار الشرعي الذي يضمن العدالة والمساواة.
ومقصد الإسلام أن يحقق العدل والمساواة الاجتماعية بين الناس، ويبني مجتمعًا توحيديًا متماسكا ومتحدًا، يُكمل بعضه البعض، تسود فيه الكرامة الإنسانية والتكافؤ بين الأفراد، وينعم الكل بالسلام، حيث لا فوارق ولا تمييز أيًا كان صنفه.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ﴿ لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب﴾.