8 ديسمبر 2024 , 6:45

قيادي في القاعدة يقول لن ننسى أسرانا في موريتانيا

55المرابع ميديا: وعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في تسجيل مرئي تحت عنوان “أنقذوا أسراكم” بإطلاق سراح سجنائه في موريتانيا. وقال أبو يحي الشنقيطي عضو الهيئة الشرعية بالتنظيم إنهم لن يدخروا أي جهد في سبيل ذلك، مضيفا ” أبشروا وأملوا ما يسركم، واعلموا أن لكم إخوانًا ما نسوكم ولن ينسوكم وسيبذلون ما في وسعهم لفك أسركم”.
ويعتقد بعض المراقبين أن هذا التسجيل الذي تم إنجازه منذ عدة شهور، يمثل الوجه الخفي للصراع المستمر بين النظام الحالي والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة، حيث يستشف من نبرته، التمهيد لعودة التنظيم إلى الواجهة قريبا من خلال التفكير في أساليب جديدة لم تكن متبعة في السابق.
وهذا تفريغ للفيديو:
أنقذوا أسراكم
للشيخ/ أبي يحيى الشنقيطي (حفظه الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرمًا، فقال فيما رواه عنه نبيه الأمين: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا” وصلى الله على نبينا وحبيبنا القائل فيما رواه أحمد في المسند: “إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته”.
أما بعد:
أيها المسلمون في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا يشمت الحُسادُ إنا معشرٌ * عجَمَتْ حوادثُ عودنا وخطوبُ
فتكشَّفتْ عن نبْعةٍ جبَليةٍ * صماءَ لم يُقرَع لها ظُنبوبُ
لا شيخُنا ضَرَعٌ تلينُ قناتُهُ * كلَّا ولا الشَّرخُ الطَّريُّ يذوبُ
إنَّا كذاكَ على الخطوبِ سحابُنا * مستَمطَرٌ، وجنَابُنَا مرهوبُ
هذا ولا زالت صور البطش والظلم من طرف اليهود والصليبيين وعملائهم تتواصل على أمتنا المسلمة الجريحة، فأينما يمم المسلم وجهه رأى ما يصدع القلب ويفجر المآقي؛ فدماؤنا تسفك، وأعراضنا تنتهك، وأبشارنا تضرب، وديارنا تُحتل، وخيارنا من العلماء والمصلحين تمتلئ بهم السجون، وثرواتنا تسرق، وكان من آخر تلك الفواجع والمصائب التي عوَّدنا عليها نظام (ولد عبد العزيز) عميل فرنسا المخلص التكتم على خبر السجناء الذين تم اختطافهم من السجن المركزي بنواكشوط في 23 مايو 2011 على الساعة الثالثة صباحًا وبطريقةٍ وحشيةٍ يندى لها الجبين، وتم نقلهم للقاعدة الأمريكية المتواجدة بصحراء (تيارت)، إنها نفس الطريقة الماكرة التي استخدمها نظام (ولد الطايع) مع إخواننا الذين لا زالوا يقبعون في سجن غوانتنامو الأمريكي.
زوجة أحد الأسرى: لا نعرف هل تم إعطاؤهم لأمريكا، ولا نعرف هل هم في زنازن يُعذبون وتؤخذ منهم المعلومات بشكل غير قانوني.
أخرى: نسأل هل هم أحياء أم أموات وابني محمد عبد الله ولد حمدناه الذي حمل من السجن كالجنازة والجيش يعرفون حالته جيدًا وقد حمل كالميت من داخل السجن وهو مصاب بطلقة نارية في كليته لا تتركه ينام الليل مع النهار ومنعوا عنه الدواء كما منع من زيارة والدته.
الشيخ أبو يحيى الشنقيطي:
وإننا، ومن باب قول نبينا صلى الله عليه وسلم: “انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا”، ولأن الظلم مما تنكره الفطر السوية والنفوس الزكية، ولأن نصرة المستضعفين المظلومين أيًّا كان انتماؤهم أو لونهم أو مِصرهم واجبٌ أوجبه الله عز وجل علينا، يقول الحق سبحانه وتعالى: (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا)، قال الإمام أبو عبد الله القرطبي المالكي رحمه الله تعالى: وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين، الذين يسومونهم سوء العذاب، ويفتنونهم عن الدين؛ فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده، وإن كان في ذلك تلف النفوس. وتخليص الأسارى واجبٌ على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال؛ وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها. قال مالك: واجبٌ على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم، وهذا لا خلاف فيه لقوله عليه السلام: “فكوا العاني”.
وعليه؛ فإننا نوجه ومن على منبر مؤسسة الأندلس –وفق الله القائمين عليها لكل خير- رسائلنا التالية:
الرسالة الأولى: تحية شكرٍ وحبٍ وإكرام إلى تلك الجموع الطيبة الخيرة النيرة التي تسعى لإعادة بلاد شنقيط أرض المنارة والرباط لمكانتها اللائقة بها، وذلك بالمطالبة بتحكيم شريعة الله سبحانه وتعالى وجعلها منهج حياة ومصدر تلقٍّ، وعلى رأس تلك الجموع: علماؤنا الأفاضل، ومشايخنا الكرام، ودعاتنا الأماجد، وأمهاتنا الطاهرات، وأخواتنا العفيفات، وشبابنا المتوضئ المطالب بالعيش الكريم في ظلال شريعة الرحمن.
مؤسسة الأندلس: يقول الشيخ العلامة محمد الأمين بن الشيخ بن مزيد -حفظه الله ونفع المسلمين بعلمه- في بيانٍ له بعنوان: (نصرة لجميع الداعين إلى تحكيم الشريعة بموريتانيا) : “إنه على المسلمين في هذا البلد أن يقفوا بكل قوة في وجه المحاولات القديمة الجديدة الهادفة إلى إلغاء أحكام الشريعة، وعلى كافة العاملين للإسلام في أي موقع من المواقع أن يوحدوا جهودهم من خلال فرض تنفيذ قوانين الشريعة المعطلة وأن يضحوا في سبيل ذلك، فليس من المقبول أن تظل أحكام الشريعة معطلة لا لشيء إلا لأن الدول الراعية لحقوق الشواذ والمنظمات الحامية لحقوق اللصوص والقتلة والمجرمين ترفض أن يتمتع المسلمون بحقوقهم في تطبيق شريعتهم واستقلال تقنينهم وتحريرهم من رق الاستعمار… إن الشريعة يجب أن تحكم والاستعمار يجب أن يرحل، قال الله تعالى: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)”. انتهى كلامه حفظه الله.
الشيخ أبو يحيى الشنقيطي:
تلك الشريعة التي تحفظ للناس دماءهم وحقوقهم وهم فيها سواء، لا فضل لعربيٍ على عجميٍ إلا بالتقوى، تلك الشريعة التي فيها يأخذ المظلوم حقه من ظالمه، تلك الشريعة التي لن يسعد العباد ويسود الأمن والاستقرار وتنتشر الأخلاق والفضائل إلا باتخاذها منهج حياة ومصدر تلق، وإني لأذكركم بوصية العلامة بابا ابن الشيخ سيديا -رحمه الله- حيث يقول:
كن للإله ناصرا * وأنكر المناكرا
وكن مع الحق الذي * يرضاه منك دائرا
ولا تعدّ نافعـــًا * سواءه أو ضائرا
واسلك سبيل المصطفى * ومت عليه سائرا
أما كفى أولنا * أليس يكفي الآخرا
وكن لقوم أحدثوا * في أمره مهاجرا
قد زعموا مزاعما * وسوَّدوا دفاترا
واحتنكوا أهل الفَلا * واحتنكوا الحواضرا
وإن دعا مجادلٌ * في أمرهم إلى مِرَا
فلا تمار فيهمُ * إلاّ مراءً ظاهرا
فيا أهلنا وأحبابنا في بلاد شنقيط، واصلوا خطاكم المباركة ومسيراتكم السلمية المطالبة بتطبيق الشريعة ونصرة المظلوم ومحاربة الرذيلة التي يسعى النظام لدسها في أوساط مجتمعكم الطيب، ناصروا قضايا أمتكم وعيشوا معها أفراحها وأتراحها وإياكم أن يؤتى الإسلام من قبلكم.
الرسالة الثانية: إلى أهالي المعتقلين، إلى أمهات المختطفين، إلى تلك الأم التي طار السهاد من عينيها وهي تأمل أن ترى ابنها وتضمه لصدرها وتأنس بقربه منها، إلى تلك الزوجة التي اشتاقت لزوجها فترددت على السجون علها تراه فتخفف عنها ألم البَين فلم تجد من السجانين إلا مواعد عرقوب أخاه بيثرب، إلى ذلك الشيخ الكبير الذي وهن عظمه وشاب رأسه ودعاؤه: “رب لا تمتني حتى أبصر ولدي وهو مفكوك القيد يعيش بحريته بيننا”، إلى تلك الطفلة البريئة التي شبّت ولم تر أباها فطال أساها وتفجرت مقلتاها وسؤالها: “متى كان الدفاع عن مقدسات المسلمين ودفع عدوان الصهاينة المعتدين والفرنسيين المحتلين جريمة يسجن عليها المسلم ويحكم عليه بالإعدام؟”
إلى أولئك جميعًا نقول: عظم الله أجركم وفرج عن أبنائكم، وإننا لنبشركم أننا لن ندخر جهدًا في فكاك أسر كل مظلوم ونصرة قضيته بالنفس والمال والبيان، كما نشكركم على وقفاتكم التضامنية مع أسراكم في داخل البلد وخارجه، فواصلوا وإياكم ووهن العزائم، واجتهدوا في نشر قضية أبنائكم عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، وإياكم أن يكون اليهود والنصارى أحرص على أبنائهم وفكاك أسرهم منكم على أبنائكم.
ولا يفوتني هنا أن أوجه نداء إلى كل مسلمٍ حرٍ يرفض الظلم ويأبى الهوان والعار، إلى العلماء والدعاة وأئمة المساجد، إلى شيوخ القبائل ووجهاء الناس، إلى كل مثقفٍ وأديبٍ وصحفي سخّر قلمه لنصرة المظلومين، إلى منظمات المجتمع المدني، إلى طلاب الجامعات، إلى الشعب الموريتاني الكريم، إلى هؤلاء جميعًا أقول: هبوا لنصرة أسراكم وإياكم أن يهنأ لكم بال حتى تروهم يتمتعون بحريتهم ويعيشون بين أهليهم، نظموا لذلك المسيرات تلو المسيرات هدفها إنهاء معاناة هؤلاء السجناء الذين يعانون من الظلم ما الله به عليم، ناهيكم عن الأمراض الفتاكة التي يعاني منها بعضهم كالأخ الطيب (ولد السالك) شفاه الله وهو الذي يعيش لسنين طويلة بدون علاجٍ ولا دواء وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الرسالة الثالثة: إليك أيها السجان، إليك يا من رضيت أن تكون عبد الدرهم والدينار، إليك يا من آثرت أوامر سيدك الأمريكي والفرنسي على أوامر الله جل جلاله، إليك يا من عذبت المؤمنين وروعت الآمنين وأدخلت الحزن والأسى على أمهات وزوجات وأولاد المسجونين؛ انتبه قبل فوات الأوان وراجع نفسك قبل أن تعض أصابع الندم، وتذكر ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لتؤدن الحقوق إلى أهلها حتى يقاد للشاة الجَلحاء من الشاة القَرناء” وتذكر أيضًا ما ثبت في صحيح البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض”، تذكر هذه النصوص الصريحة الصحيحة واعلم أن الجزاء من جنس العمل وأن الظلم مرتعه وخيم وأن الله سينتصر للمظلوم ولو بعد حين.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا * فالظلم عقباه يفضي إلى الندم
نامت عيناك والمظلوم منتبه * يدعو عليك وعين الله لم تنم
فيا أيها الجلادون والمحققون في سجون آل سلول وسوريا والعراق واليمن والمغرب والجزائر وبلاد شنقيط؛ توبوا إلى الله وكونوا عبيد الله لا عبيد الراتب وضعوا نصب أعينكم أنه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق.
وفي الختام أقول لأسرانا المظلومين: أبشروا وأملوا ما يسركم، واعلموا أن لكم إخوانًا ما نسوكم ولن ينسوكم وسيبذلون ما في وسعهم لفك أسركم، وإننا نوصيكم بكثرة اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى فأنتم مظلومون ونبينا يقول فيما صح عنه: “اتقوا دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب”.
فالدعاء الدعاء والتضرع التضرع ورحم الله العلامة بن كود الشنقيطي حيث يقول:
إني و إن كنت محتاجًا لمحتاج * لخير من عنده تنقضي الحاج
فمنه أطلب حاجي دون واسطةٍ * تكون مثلي كما أحتاج تحتاج
واعلم أخي السجين في سبيل الله أن هذا الابتلاء يرفعك أعلى الدرجات ويعلي منزلتك في سلم المجد والشرف، فاحتسب ذلك عند الله عز وجل وتذكر أن يوسف عليه السلام سجن في صورة العبد المملوك لكنه خرج منه وهو ملكٌ لمصر كلها، قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ).
أخي السجين، اصبر واحتسب واعلم أن ذلك سبيل الأنبياء وسالكي سبيلهم.
اصبر أخي إذا نابتك نائبةٌ * ولا تقولن مني الذرع قد ضاقا
ففي النوائب مع الصبر تزد شرفا * كالبدر يزداد في الظلماء إشراقا
هذا ونسأل الله أن يفك أسرانا من سجون اليهود والصليبيين وأعوانهم من العملاء الخائنين، وأن يبرم لأمتنا أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضاً

إنفجار جسم غريب بمقاطعة الشامي يتسبب في وفاة شخصين وجرح ثالث

لقي شحصان مصرعهما وجرح ثالث اليوم في مقاطعة الشامي الواقعة على بعد 235 كلم من …

اترك تعليقاً