الأمن الجزائري يوقف جواسيس من القاعدة كانوا على اتصال مع المخابرات الفرنسية
6 أغسطس, 2014
المغرب العربي والساحل
يحتّجز الأمن الجزائري جواسيس من القاعدة بتهمة التخابر مع دولة أجنبية، وتتواجد المصالح القضائية المختّصة في معالجة الملف في حيرة في توجيه التّهمة المنسوبة إليهم خاصة وأنّ التخابر الذي جرى مع دولة أجنبية لم يكن ضد الجزائر، بل ضد تنظيم القاعدة، وهو ما قد يعني إسقاط تهمة التخابر، وهي الوضعية التي تخصّ الإرهابي بواشي عبد الحق ، الذي سيمثل أمام قاضي التحقيق المتخصص في ملفات القاعدة على مستوى القطب الجزائي المتخصّص في العاصمة.
يبحث القضاء عن صيغة لتكيّيف تهم التخابر الموجّهة لجواسيس من القاعدة مع دول أجنبية، بالنظر إلى كون التخابر الذي وقع كان ضدّ التّنظيم الإرهابي وليس الجزائر، فضلا على أنّ محاضر التحقيق على مستوى الضبطية القضائية تضمّنت تهم تتعلق بالانتماء لمنظمة إرهابية والتخابر مع دولة أجنبية، وبناءً على ذلك يوجد القضاء في حيرة في تكيّيف التهمة الموجّهة إلى الإرهابي عبد الحق بواشي، المكنّى بـ أبوالقعقاع ، الذي عثر المحقّقون في جيب سرّي بملابسه في فيفري 2014 على ذاكرة إلكترونية دقيقة، أين قام الأخير، الذي يعدّ من المقربين من مختار بلمختار، بدس السم له، إلا أن بلمختار نجا من الموت بسبب غارة جوية نفّذتها طائرات فرنسية ضد مخابئ الإرهابيّين في أدغال إيفوغاس، أتلفت الطعام المسموم، وأثناء فحص الذاكرة الإلكترونية، اكتشف المحققون علاقة الإرهابي عبد الحق بواشي بالمخابرات الفرنسية، ومحاولته عدة مرات الإيقاع ببلمختار لصالح الفرنسيّين، وتشير مصادر متطابقة أنّ الإرهابي نقل جهاز اتصال فضائي استلمه وسيط ليبي لمقربين من عبد الحميد أبو زيد، ويعتقد بأن هذا الجهاز مكّن القوات الفرنسية والتشادية من تعقب قياديّين في القاعدة، لكن أمير كتيبة طارق بن زياد ، التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تمّ إسقاطه في إطار عملية أمنية شديدة التعقيد، وكشفت المصادر أنّ عدة أجهزة مخابرات ساهمت في الوصول إلى أمير القاعدة المسؤول عن أغلب عمليات خطف الرهائن في الساحل، وكانت ثلاثة أجهزة أمن على الأقل تتعقب أبو زيد هي المخابرات الجزائرية والفرنسية والأمريكية، بالتعاون مع البريطانيين، لكن نهايته جاءت على يد الفرنسيّين، الذين حشدوا قوات كبيرةفي المنطقة، ويعتقد بأن جواسيس من المتعاونين مع القاعدة ساهموا في تسهيل عملية تعقب الفرنسيين لأبو زيد ومختار بلمختار، الذين وضعتهما القوات الفرنسية كأبرز الأهداف في حملتها على شمال مالي، وتحقق مصالح الأمن الجزائرية في تورطجزائريين في تعقّب أمراء القاعدة لصالح القوات الفرنسية بتعاون من ليبيين، ويعتقد بأن الفرنسيّين جنّدوا الجواسيس عن طريق وسطاء ليبيّين، أثناء عقد صفقات سلاح لصالح القاعدة قبل عامين.
و بناءً على شبهات بتجسّس إرهابيين من القاعدة لصالح أجهزة مخابرات دول أجنبية،بدأ مختصون من الأمن في فحص اتصالات هاتفية خارجية، أجراها موقوفون بشبهة الانتماء لمنظمة إرهابية مع أشخاص في ليبيا وفرنسا، ووسطاء يعملون لصالح القاعدة في شمال مالي، ويعتقد بأن هذه الاتصالات جاءت في إطار عملية تعقب المخابرات الفرنسية لأمراء القاعدة في بلاد المغرب في الساحل، ويشمل التحقيق فحص أجهزة كمبيوتر وعناوين بريد إلكتروني، تمّ عبرها تقديم إحداثيات لمواقع في جبال إيفوغاس لأشخاصيقيمون في ليبيا، كما استمع محقّقون من الأمن لمتهم موقوف في إطار قضية جنائية، تتعلق بالانتماء لجماعة إرهابية، حول شبهة التعامل مع أجهزة أمن فرنسية وأشخاص ليبيينمرتبطين بأجهزة أمن دول غربية وتقديم معلومات سهّلت القضاء على أمير القاعدة أبو زيد في شمال مالي، وفي إطار التحقيق، أوقفت مصالح الأمن شخصين أحدهما في غرداية والثاني في أدرار، والمشتبه فيه الرئيسي المقيم في ولاية إليزي كان على اتصال عبر وسيط مع أمير القاعدة أبو زيد، كما كان على اتصال مع أمير كتيبة الملثمين سابقا مختار بلمختار، وقد كلف بنقل معدات وتجهيزات حربية من ليبيا إلى معاقل القاعدة في الساحل، ومن بين هذه الأجهزة هواتف فضائية لا يمكن التشويش عليها، منحتها دول غربية لثوار ليبيا، ووصلت إلى الإرهابيين في شمال مالي، واستعمل اثنان منها في عملية تيغنتورين الإرهابية، ويعتقد بأن أحد هذه الأجهزة كان مجهّزا لتعقّب نشاط عناصر تنظيم القاعدة، لكن إجراءات الأمن المتبعة في تنظيم القاعدة والمتعلّقة بامتناع أمراء التنظيم عن حملالهواتف والأجهزة الإلكترونية حرمت المخابرات الفرنسية من النجاح في تعقّب أمراء القاعدة، فلجأت إلى وسيلة جديدة.
المصدر: المحور اليومي