انتهى اليوم الثاني للحرب على قطاع غزة بإدخال كل من ديمونا وحيفا في دائرة النيران، ما فاقم الصدمة في نفوس القيادة والجمهور الإسرائيلي. فقد أثبتت حركة حماس أنها فعلا قادرة على مفاجأة العدو في أكثر من موضع، سياسي وعسكري، على حد سواء. ولم تفلح أكثر من 500 غارة جوية خلال يوم ونصف، فضلا عن القصف المدفعي والبحري، في تشكيل الضغط الذي تطمح إليه إسرائيل لإجبار حماس على وقف إطلاق النار من دون شروط. وأوضحت صحيفة السفير في تقريرها: بدت المفاجأة كبيرة على الإسرائيليين الذين لم يستوعبوا في اليوم الأول للحرب إطلاق الصواريخ على تل أبيب وأبعد منها، وتنفيذ عمليات كان يمكن أن تشكّل تغييراً إستراتيجياً في كل من قاعدة “زيكيم” البحرية وموقع كيرم شالوم على مثلث الحدود مع مصر. وأعلنت قوات الاحتلال استشهاد مقاومين بينما كانا يحاولان الوصول عبر البحر الى “زيكيم”.
وكانت المفاجأة الكبرى أمس، تعرّف إسرائيل على وجود صواريخ “أم 302” السورية الصنع بالعشرات في ترسانة حماس. وبعد أن هزأت من تهديدات الحركة باستهداف حيفا، واعتبرتها مجرد ثرثرات عادت واضطرت للإعلان أن الصواريخ سقطت على شاطئ الكرمل وقيساريا وزخرون يعقوب. وقبل أن تفلح في ابتلاع المفاجأة تلقت ضربة أخرى بإطلاق سبعة صواريخ من هذا الطراز، الذي يزيد مداه عن 150 كيلومترا، نحو ديمونا حيث يوجد المفاعل النووي. واضطرت إسرائيل لكشف النقاب عن وجود بطاريات “قبة حديدية” تحمي مفاعل ديمونا عندما أعلنت عن اعتراض ثلاثة من صواريخ غزة.
وطال نطاق النيران من غزة بالأمس، عدا ديمونا وحيفا، كل مستوطنات غلاف غزة وعسقلان وبئر السبع وأسدود وعميق حيفر، هشارون، السهل الساحلي، بيت شيمش، القدس، والخضيرة. وطلبت الشرطة الإسرائيلية من سكان غالبية المدن والقرى والمستوطنات فتح الملاجئ العامة والاستعداد لتفاقم الأوضاع.
والواقع أن المفاجأة الإسرائيلية لا تنحصر فقط في نوعية الصواريخ وعددها المتوفرة أساسا لدى كل من حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بل تتعداها إلى نظرية تفعيلها. واضطر عدد من كبار القادة العسكريين الحاليين والسابقين للإقرار بوجود خلل استخباري كبير حيث لم تكن الاستخبارات قد أشارت إلا إلى بضع عشرات من صواريخ “فجر” الإيرانية، والتي يتم تصنيعها في غزة. وقد تبين حالياً أن حماس، على الأقل، تملك عشرات الصواريخ من طراز “أم 302″، فضلا عن مئات من صواريخ “فجر” وعشرات الألوف من الصواريخ الأقصر مدى. وتعتبر “سرايا القدس”، الذراع العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي في فلسطين”، القوة العسكرية الثانية في القطاع التي تمتلك أكبر عدد من الصواريخ، خصوصا “فجر”.
ولا يقل أهمية في المفاجأة تعديل نظرية نشر واستخدام الصواريخ. فللمرة الأولى تستخدم “كتائب القسام” و”سرايا القدس” أسلوب الإطلاق المكثف والمتعدد الاتجاهات بهدف تجاوز عقبة “القبة الحديدية”. وقد أطلقت بالأمس سبعة صواريخ مثلا باتجاه ديمونا، تضاربت الأنباء الإسرائيلية حول ما إذا كانت “القبة الحديدية” اعترضت ثلاثة منها أم واحداً فقط. كما شهد أمس الأول، إطلاق أكثر من ثلاثين صاروخاً ومن مناطق مختلفة في القطاع نحو أسدود وبئر السبع وتل أبيب والقدس دفعة واحدة.
ورغم شدة الغارات واستخدام أسلوب “الإصبع الرخو” على الزناد في العدوان الذي أطلقت عليه إسرائيل اسم “الجرف الصامد”، في كل ما يتعلق ببيوت نشطاء المقاومة حتى لو أدى استهدافها للقضاء على عائلات بكاملها، فإن هدف إسرائيل لم يتحقق. وقد بلغ عدد الشهداء في القطاع حتى مساء أمس، خلال يومي العدوان الأولين، أكثر من 55 شهيداً وأكثر من 500 جريح. وظهر أمس، تفاخر قائد كبير في سلاح الجو الإسرائيلي بأن “الدمار في غزة هو بأحجام أكبر مما كان في عمود السحاب، وأن ما دُمِّر فيها من بيوت خلال يومين أكبر مما دُمِّر في كل عملية عمود السحاب”. وأضاف أن الطائرات ألقت، عبر مئات الغارات على أماكن في القطاع، أكثر من 400 طن متفجرات. وشدد على أن إسرائيل “تضرب بشكل منهجي البنى التحتية لحماس، وأماكن عمل قياداتها”.
ووفقاً للسفير، فإن إسرائيل الراغبة في وقف سريع لإطلاق النار وتطمح إلى تجنب الدخول في عملية برية إلى قطاع غزة تريد تشديد الضغط على قيادات “حماس” لإجبارها على تليين موقفها. وقد شنّت حتى مساء أمس، أكثر من 550 غارة جوية على القطاع، وهي تشكّل أكثر من ثلث مجموع الغارات التي شنّتها في حرب “عمود السحاب” قبل عامين.
وتنبع هذه المقاربة من وجهة نظر معلّقين إسرائيليين من حقيقة أن الدولة العبرية تريد توجيه ضربة قوية جدا لحماس، لكنها تخشى من سقوط الحركة وحلول قوى أشد تطرفا مكانها. وبحسب خبراء إسرائيليين، فإن مقاربة إسرائيل الحالية لم تجد نفعا حتى الآن، وأن حماس ليست في وارد طلب وقف إطلاق النار بعد أن شعرت أنها تحقق إنجازات تاريخية. كما أن الضغط العام على قطاع غزة لم يُصدر، على الأقل حتى الآن، أية أصوات فلسطينية تندد بحركة حماس ما أبقى الدعاية الحربية الإسرائيلية تسقط على آذان صماء.
وطوال اليومين الأخيرين قضى نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون وقتا طويلا في مشاورات أمنية متعددة مع القيادات العسكرية والأمنية. ولم يجد نتنياهو ويعلون أمامهما ما يقولانه سوى أن القرار اتخذ “بتصعيد الهجمات على حماس والمنظمات الإرهابية في غزة”، في معركة طويلة وتحتاج إلى وقت. ويكرران القول بجاهزية الجيش الإسرائيلي لخوض حرب برية واجتياح القطاع “إذا اقتضى الأمر ذلك”. لكن خبراء إسرائيليين يشيرون إلى أن هذه هي الحرب التي لا يريدها نتنياهو في هذا الوقت، ولذلك فإن توسيعها نحو إعادة احتلال القطاع يعني الوقوع في الشرك. وهذا ما يحاول نتنياهو ويعلون وقيادة الجيش تجنب الوقوع فيه، ويبحثون عن وسيط يحفظ ماء الوجه.
ورغم كل الكلام، لا يبدو أن الوسيط جاهز للعب الدور، سواء كان هذا هو الوسيط التقليدي، مصر، أو الوسيط المستجد تركيا. وهذا يدفع المزيد والمزيد من الساسة الإسرائيليين للإيمان بأن المعركة ستطول لأنه ليست هناك حتى الآن أية علائم على قرب تغيير حماس لاستراتيجيتها.
وحثت واشنطن إسرائيل والفلسطينيين على تهدئة التوتر في غزة. وعنونت صحيفة الأخبار: غزّة تُدمى… وإسرائيل تحت النار. وأوضحت: إسرائيل تحت النار. صواريخ المقاومة تضرب من ديمونا إلى حيفا. هي المرة الأولى التي ينجح فيها الفلسطينيون في تغطية مساحة بهذا الحجم، صاروخياً. صحيح أنها صواريخ عاجزة حتى الآن عن إيقاع ضرر في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، على غرار صواريخ حزب الله على سبيل المثال. لكنها شلّت دولة الاحتلال، وفي هذا وحده ضغط على جنرالات العدو. في النهاية، يجب ألا ننسى الفروقات الشاسعة بين طرفي المواجهة. قطاع غزة يشكل أكثر من واحد بالمئة بقليل من مساحة إسرائيل. عديد جيش الاحتلال يتجاوز عناصر المقاومة بأضعاف مضاعفة، كذلك الأمر بالنسبة إلى القوة النارية التي يمتلكها. مع ذلك، برغم المجازر التي يرتكبها في صفوف الشعب الفلسطيني، فإن حكومته اضطرت إلى اتخاذ قرار بالارتقاء درجة في التصعيد، ما يعني أنها أقرت بأن مستوى العنف الذي مارسته حتى الآن لم يكسر إرادة المقاومة. النتيجة: جولة أكثر دموية متوقعة خلال الساعات المقبلة، إلا إذا نجح ضغط دولي أو إقليمي ما في وقف التدهور.
وتابعت الصحيفة: في المجمل، هي خطوات سبّاقة للمقاومة في غزة التي وسعت رقعة النار في اليوم الثاني من الحرب مع تأكيدها قدرتها على قصف المدن المحتلة كلها. وما يغضب الإسرائيليين، أنه رغم مئات الغارات والأطنان على غزة في يومين بصورة مكثفة أكثر من الحربين الماضيتين، فإن الأرض نفسها التي تضرب بالقذائف الثقيلة سرعان ما تخرج منها صواريخ المقاومة لتضرب المدن المحتلة، ثم يعيد الاحتلال الكرّة مرة أخرى في الأرض نفسها وبفارق توقيت قصير، ومع ذلك تخرج النار من الأرض إلى الأرض. هذا كله دفع إسرائيل إلى الاعتراف بأن غزة أتقنت، رغم مساحتها الضيقة وظروفها الصعبة، التخزين كمّاً وطريقة.
وبالعودةً إلى ديمونا، فقد قالت «القسام» إنها أرسلت ثلاثة صواريخ من نوع M75 على المدينة التي تبعد أكثر من 65 كم عن القطاع، وتحتوي مفاعلاً نووياً يحمل اسمها، ثم اعترف جيش الاحتلال بسقوط صاروخين قرب المفاعل نفسه. كأن الصواريخ الثلاثة حملت معها ثلاث رسائل: الأولى أن المقاومة تملك بنكاً مقابلاً للأهداف، وهو المصطلح الذي اعتادت تل أبيب استخدامه مع غزة. الرسالة الثانية أن إحداثيات الخرائط التي تمتلكها المقاومة دقيقة. أما الرسالة الثالثة، فهي صناعة حاجز ناري مقابل زيادة وتيرة استهداف بيوت المدنيين من عائلات الناشطين في الفصائل، على أن تكون نار المقاومة معادلاً موضوعياً للسياسة التي أصرت إسرائيل على إكمالها في اليوم الثاني، رغم أنها سببت فعلياً إشعال الحرب بعدما كان المناخ العسكري مقتصراً على التصعيد المتبادَل.
هذا على مستوى الصواريخ، لكن لجهة قتل، أو تبطيء، التفكير الإسرائيلي في نجاح أي عملية برية في اجتثاث المقاومة أو وقف صواريخها، فإن «القسام» جددت اقتحامها كيبوتس «زيكيم» العسكري، عبر عملية إنزال بحرية نفذها اثنان، تحدثت إسرائيل عن قتلهما، من «ضفادعها البشرية»، وذلك بعد محاولة أول من أمس، التي قامت عليها مجموعة استشهادية من ثلاثة أو أربعة مقاومين.
لا يعلم طبيعة الحسابات الميدانية التي دعت الكتائب إلى إعادة المحاولة وضرب الموقع نفسه، لكن ذلك يشير إلى نية عالية لإيقاع ضرر كبير على الروح المعنوية لجنود الاحتلال. وعلى المدى نفسه، فإن «حرب الأشباح» التي وعدت بها سرايا القدس لم تبدأ بعد، وإن كان الاحتلال قد تحدث عنها ملياً حين اكتشافه نفقاً للكتائب، جنوب قطاع غزة، كان يوصل إلى موقع «العين الثالثة» العسكري. السيناريو المطروح مشابه للإنزال الجوي الذي تنفذه الجيوش، لكن المقاومة قررت إرسال «أشباح» لها خلف «خطوط العدو» لإرباك حساباته. ولفتت صحيفة الأخبار إلى أنه برغم أن مصادر الجيش الإسرائيلي ترى أنّ من المبكر تقدير الأكلاف الاقتصادية للحرب الحالية، إلا أن الجهات المتخصصة تجمع على أن هذه الأكلاف ستكون كبيرة، على المستويين المباشر وغير المباشر. وتشير هذه الجهات إلى أن الأكلاف المباشرة هي حاصل عدة عناصر، منها عدد أيام العملية العسكرية وحجمها وعدد جنود الاحتياط الذين سيجري تجنيدهم والوسائل القتالية التي ستستخدم فيها. أما الأكلاف غير المباشرة فتتعلق بتداعيات الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي بجوانبه الانتاجية والخدماتية، كالسياحة التي تشير تجارب الماضي إلى أنها تحتاج عادة إلى نحو عام لكي تنتعش من جديد في أعقاب كل حرب. وأبرزت صحيفة الحياة: غزة أمام التصعيد ومساعي التهدئة. وأوردت أنه في اليوم الثاني من التصعيد ضد قطاع غزة، تواصل القصف المتبادل بين إسرائيل وحركة «حماس» واشتدت وتيرته، وتسبب بحالة هلع في المجتمع الإسرائيلي وأكثر من 50 شهيداً والكثير من الدمار في القطاع خلال 48 ساعة. وفيما جددت واشنطن دعوتها كل الأطراف إلى تهدئة التوتر، مؤكدة في الوقت نفسه حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، بدأت تحركات على مستوى مجلس الأمن والوساطة المصرية بهدف استعادة التهدئة التي ربطها رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل بـ «وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة». وذكرت الحياة أنه على رغم التطور النوعي في سلاح المقاومة الفلسطينية والذي تبدى في المعارك، خصوصاً استخدام صواريخ من طراز «جيه 80» و»آر 160» و»إم 302» سوري الصنع، و»براق 70»، ثم اتساع مدى هذه الصواريخ ووصولها للمرة الأولى إلى قيساريا والقدس وجنوب حيفا والخضيرة. وعلى رغم استهداف إسرائيل منازل المدنيين وقتل أكثر من 50 فلسطينياً، وإطلاق مئات الصواريخ وشن أكثر من 500 غارة على غزة، ثم قرار الحكومة الإسرائيلية توسيع عملياتها لتشمل البنى التحتية لـ «حماس» وناشطيها، إلا أنه بدا أمس أن المواجهة الدائرة ما زالت في إطار رسائل الردع، خصوصاً أن صواريخ المقاومة لم تتسبب بأي أذى حقيقي لإسرائيل من سقوط قتلى أو أضرار فادحة. كما رأى معلقون عسكريون إسرائيليون أن التصعيد يهدف إلى التفاهم مع «حماس» لا تصفيتها، وأن العمل العسكري «منضبط». ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسي غربي قوله إن «نتنياهو لا يريد إضعاف حماس أو الجهاد والقضاء عليهما تحسباً لفوضى في القطاع، لكنه لا يريد أن تصل قوة حماس الى درجة تهدد إسرائيل».
والتقى وفد يضم السفير السعودي لدى الأمم المتحدة، والسفير الإيراني بصفته رئيس حركة عدم الانحياز، والسفير الكويتي رئيس المجموعة العربية ومندوب فلسطين، مع رئيس مجلس الأمن في نيويورك «للتشاور معه في عقد جلسة علنية لمجلس الأمن، أو تقديم موعد جلسة الشرق الأوسط الشهرية». واعتبرت افتتاحية الوطن السعودية أنّ العالم العربي، وقطاع غزة تحديداً، على موعدٍ “غير محدد الزمن” مع تصعيد النزاع مع الجانب الإسرائيلي، في إطار معادلة لا رابح فيها من الناحية الفلسطينية، مقابل منح تل أبيب الفرصة في حصد أكبر قدر من المكاسب السياسية. على الأقل تلك المكاسب “داخلياً”، وإن كانت في غالبها أكثر من ذلك. وبالطبع هذا بحد ذاته خدمة للحكومة الإسرائيلية، يقوم بها متبرعون فلسطينيون هنا أو هناك وبـ”المجان”. وأضافت الصحيفة: من يعول في العالم العربي على دورٍ مصري كما سبق، بالتأكيد سيكون واهماً. وفي المحصلة، يبدو أن الوقت طويل حتى تضع المناكفات السياسية – الفلسطينية ـ الفلسطينية – أوزارها، يقابل ذلك سعي ملموس في الإرادة الإسرائيلية وراء تعميق ذلك. لكن في التفاصيل يحكى أن فصيلاً أو طرفاً فلسطينياً، يعتمد على أن تنقاد فتات البلاد إلى مواجهة مع عدو يظل دائماً “رابحاً” وعلى حدة، مقابل “خاسرين كُثر”. وفي الأخبار اعتبر عبد الرحمن نصار أنّ الحروب الكبيرة لا تنشأ من شحن داخلي بين طرفين دون التأثر بالظرف المحيط. ما يحفز على هذا الفهم أن إسرائيل لا تعمل على الأرض الفلسطينية دون الساحات العربية. ولفت إلى أنها الحرب الثانية في ولاية نتنياهو، وكان في الحرب السابقة مع وزير الدفاع إيهود باراك الذي استقال إثرها، وكان معه أيضاً وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي انسحب من ائتلاف سياسي جمعهما، مع بقائه في الحقيبة الوزارية، لكن ذلك جاء قبل اشتعال هذه الحرب بصورتها الكبيرة. هذه التطورات في الساحة السياسية الإسرائيلية كلها وثقل الضغط على نتنياهو عامل حاسم في الاختيار بين ترك المنطقة تفتت في مقابل احتواء المشهد الفلسطيني حتى لا يعود إلى الواجهة في غير وقته أميركياً.