8 ديسمبر 2024 , 10:23

هيئة إسلامية عالمية تستنكر تجاوز وزير تركي في حقّ النبي محمد (ص)

3Y2mIاستنكرت الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلّم، التابعة لرابطة العالم الإسلامي، التصريحات التي أدلى بها وزير الداخلية التركي أفكان علا حول فتح النبي لمكة المكرّمة، ووصفت زعم الوزير بأن النبي “أصابه الغرور” بعد الفتح إساءة للنبي.
فقد أصدرت الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد بياناً أكّدت فيه أنها اطلعت على التصريحات المذكورة وترجمتها بدقة إلى العربية، وتثبّتت صدور قول ” أصابه الغرور” من الوزير التركي، مشدّدة على أن ما قاله الوزير بحقّ النبي صلى الله عليه وسلّم “وصف جافٍ” للنبي، وهذا ما حملهم على التدقيق في تلك الكلمة بالتحقق من صدورها عنه شخصياً، وبعرضها أيضاً على الخبراء في اللغة التركية ومحتوى المضمون الإعلامي والشرعي للكلمة في لغتها الأصلية ومن ثم ترجمتها الدقيقة للغة العربية.
وهذا هو النص الأصلي للأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيِّد الخلق أجمعين، وأشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه والتابعين ، أما بعد:
فإن الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته وانطلاقاً من رسالتها في نصرة النبي صلى الله عليه والسلم والذبّ عن جنابه الشريف، وبخاصة مواجهة الإساءات التي لها صفة الرواج والانتشار ، قد تابعت الكلمة التي صدرت عن وزير الداخلية التركي (أفكان علا) واستطرد فيها بالحديث عن فتح مكة المكرمة بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومع تقدير الأمانة العامة للهيئة لكل من يحرص على الاستشهاد بالسيرة النبوية الشريفة وربط واقع الناس بها؛ إلا أن كلمة الوزير قد تضمنت وصفاً جافياً للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما حملنا على التدقيق في تلك الكلمة بالتحقق من صدورها عنه شخصياً، وبعرضها أيضاً على الخبراء في اللغة التركية ومحتوى المضمون الإعلامي والشرعي للكلمة في لغتها الأصلية ومن ثم ترجمتها الدقيقة للغة العربية.
وعليه فإن الأمانة العامة للهيئة – وقد ثبت لديها حصول المعنى المسيء لجناب النبوة في تلك الكلمة – تستدرك قول الوزير: “من المحتمل أن الرسول نسب لنفسه بعض الفضل في ذلك فأصابه الغرور” وتبين أنه قول خاطئ جملة وتفصيلاً، ولا يتطرق الاحتمال قطعاً إلى جناب نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم بأنه اتصف يوماً من الدهر بالغرور، حاشاه عليه الصلاة والسلام، بل إنه كان طيلة حياته الشريفة متواضعاً للخَلق، متذللاً مخبتاً للخالق جل وعلا.
وفي مناسبة فتح مكة أبدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من التواضع واللطف والإخبات والرحمة والعفو والصفح ما شهد به الجميع، على النقيض مما يفعله المنتصرون غالباً من الزهو والاستعلاء الذي التبس على الوزير أنه ربما وقع للمصطفى عليه الصلاة والسلام.
فقد نقل ابن إسحاق وابن هشام وغيرهما من المؤرخين وأهل السير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة يوم فتحها دخلها راكباً ناقته، وهو متواضع حامد شاكر، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، قد حنى ظهره حتى إن طرف لحيته ليمس مورك رحله، مما يطأطئ رأسه خضعاناً لله عزوجل، ومعه الجنود والجيش العرمرم الذي لا يُرى آخرُه.
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سمو أخلاقه وكريم صفاته طيلة حياته الشريفة، ولذا أثنى عليه ربُّه وزكَّاه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (سورة القلم: 4).
وأما قول الوزير: “إلا أن التحذير سرعان ما أتى الرسول (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)
فنقول: إن وصف الوزير للآية بأنها تحذير للرسول عليه الصلاة والسلام خطأ واضح، ولم يقل بهذا التفسير أحدٌ من علماء المسلمين، بل إن الآية فيها الحفاوة والتكريم الرباني للنبي الأمين، بعد أن أقر عينه بظهور دينه وهداية الناس بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة، فنُعيتْ إليه نفسُه، وأرشده ربه للتسبيح والتوبة، ليُختم له بالزيادة في العمل الصالح.
وقد حررنا ما تقدم حماية للجناب النبوي الشريف أن يُنسب إليه ما لا يمت للواقع والحقيقة بصلة، وحتى لا يلتبس الأمر على أحد من الناس.
ترجمه نص ما قاله وزير الداخلية التركي (أفكان علا)
عندما فتح نبينا مكة ودخلها قد يكون خالجه شعور أنه في يوم من الأيام خرج منها لكنه عاد إليها وفتحها.. فبدأ الناس بدخول الإسلام أفواجا أفواجا.. من المحتمل أن الرسول نسب لنفسه بعض الفضل في ذلك فأصابه الغرور. انظروا هذه هي الحضارة التي جئنا منها، وهذه هي العقيدة التي نمثلها. من الطبيعي أن يشعر الإنسان بقليل من الفخر والغرور.. فهو في النهاية إنسان.. إلا أن التحذير سرعان ما أتى الرسول (فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا ) لهذا السبب، نحن لا ننسب فخر رفعنا الحظر عن الحجاب إلى أنفسنا بل نقول إن الله فعل ذلك. ولا نقول إننا نحن من أدخلنا القرآن الكريم إلى كل مكان بما في ذلك المدارس العسكرية.. نقول أن الله هو الذي من فعل وقد اختبرنا فقط ليرى أعمالنا “.
ونسأل الله جلَّت قدرته أن يفقهنا والمسلمين في دينه وأن يرزقنا حسن الاقتداء بنبيه محمد، وأن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الرياض 17 رمضان 1435هـ
الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلّم)
المصدر: http://ar.haberler.com/arabic-news-494116/
موقع إخباري تركي

شاهد أيضاً

إنفجار جسم غريب بمقاطعة الشامي يتسبب في وفاة شخصين وجرح ثالث

لقي شحصان مصرعهما وجرح ثالث اليوم في مقاطعة الشامي الواقعة على بعد 235 كلم من …

اترك تعليقاً