منطقة الساحل: “غاوة” أول ولاية لدولة الخلافة ومبايعة كتائب من ليبيا
15 يوليو, 2014
المغرب العربي والساحل
توسعت دائرة مبايعة المجموعات الإرهابية في منطقة الساحل لما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، مقابل تراجع نفوذ عبد المالك درودكال أمير قاعدة الصحراء على مناطق كانت إلى وقت قريب أهم معاقله.
بدأ الأمير المزعوم لما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في فقدان سيطرته على المجموعات الإرهابية التي كانت حليفة له في وقت سابق لصالح أبو بكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تحولت إلى الدولة الإسلامية وتستعد لإعلان الخلافة الإسلامية على حد تعبيرها، وتأسيس فرع لها في منطقة الساحل يحمل اسم الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي يكون تابعا لـ “داعش” الأم، فبعد حركة التوحيد والجهاد التي أعلن قياديون فيها ولائهم ومبايعتهم لـ “داعش” بداية الأسبوع الجاري، انتقلوا إلى خطوة أخر ى تمثلت في إعلان “غاو” الواقعة شمالي مالي ولاية من ولايات ما يسمى بـ “الخلافة الإسلامية”، حسب ما ذكرته رسالة وجهها زعيم الحركة الموريتاني حمادو ولد خيري إلى زعيم “الدولة الإسلامية”، وتناقلتها مواقع إلكترونية مقربة من الجماعات الإرهابية، ويمثل هذا الإعلان الذي جاء على لسان حمادو ولد خيري، المكنى بأبي القعقاع، مسؤولية الإفتاء في حركة التوحيد والجهاد، وهو أحد النشطاء الموريتانيين السابقين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، واعتقل سابقا في موريتانيا بتهمة الانتماء لهذا التنظيم قبل أن يفر من السجن المدني بالعاصمة نواكشوط، ضربة لقاعدة الصحراء التي بدأت تفقد بريقها واتضحت بوادر زوالها مثلما نشرته “المحور اليومي” سابقا، وبدأ زعيمها أبو مصعب عبد الودود يفقد سلطته على مناطق واسعة في الساحل.
وتجاوزت مبايعة الدولة الإسلامية في العراق والشام شمالي مالي إلى دولة ليبيا حيث بايعت بدورها كتيبة أبو محجن الطائفي “داعش”، وقد أسس هذه كتيبة أبو محجن الطائفي ليبي الجنسية عاد من اليمن وقاتل في صفوف تنظيم القاعدة العالمي في أفغانستان واليمن واسمه الحركي أبو يوسف، وتشير بعض المصادر إلى أنه قتل في معارك ضد قوات القذافي في عام 2011، وتشير تحريات مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي “أف.بي.أي” حسب صحف أمريكية أن عناصر الكتيبة تورطوا في جريمة قتل القنصل الأمريكي في بنغازي، وقد قررت حسب تقارير أمنية دعم “داعش” بالمال والسلاح باعتبار أن ليبيا عبارة عن مخرن كبير للأسلحة التي هربت من مخازن سلاح الجيش الليبي السابق، وبالتالي فإن عمليات تهريب السلاح ستتضاعف في منطقة الساحل صوب منطقة الشرق الأوسط وأماكن تمركز عناصر تنظم الدولة الإسلامية في العراق والشام التي تعد من بين أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم بالرغم من أنها حديثة النشأة.
وانتقل الصراع بين الأمير المزعوم لما يسمى تنظيم القاعدة العالمي وأبو بكر البغدادي أمير الدولة الإسلامية في العراق والشام، من سوريا إلى منطقة الساحل، حيث حاصر البغدادي الظواهري بعدما بدأت تتوسع دائرة المبايعة لـ “داعش” التي ضمت مدينة غاو بمالي كأول ولاية لـ ما أطلقت عليه “دولة الخلافة الإسلامية”، وبالتالي فشلت مبعوثي الظواهري على مالي وليبيا من أجل رص الصفوف ووقف زحف “داعش”، في ضل تواصل الصراع على الزعامة بين درودكال وبلمختار الذي لم يظهر له أي اثر منذ فترة./ ز. زديغة