7 ديسمبر 2024 , 23:11

حركة “افلام”.. والبحث عن دور سياسي تحت غطاء أمريكي؟!! (تحليل)

flame1قام المستشار السياسي للسفارة الأمريكية في نواكشوط بزيارة إلى مقر حركة “افلام” الغير مرخصة والتقى برئيسها صمبا تيام وعدد من قادتها. بيان للحركة صدر بعيد اللقاء كشف أن الطرفين أجريا مباحثات في جو ودي حول مختلف القضايا الوطنية.
وتحدث زعيم الحركة صمبا اتيام أمام الدبلوماسي الأمريكي –حسب البيان- عن طموحات قادة الحركة ومشروعهم السياسي وما قاموا به من أعمال خلال عودتهم إلى موريتانيا.
وحسب البيان فقد اتفق الطرفان على استمرار التواصل بينهما في المستقبل.
و يطرح هذا اللقاء و في هذا التوقيت بالذات العديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابة، ففي منطقة يطل عليها شبح الإرهاب وتتقاذفها الأزمات السياسية، يأتي الإهتمام الأمريكي بحركة “افلام” ليعيد إلى الأذهان الدور الإستعماري القذر الذي لعبه الأجنبي قبل سنوات في محاولته إذكاء نار الفتنة بين شعوب المنطقة المحاذية للنهر.
حيث حاول افتعال نزاع عبر اختراق بعض المكونات الزنجية القاطنة بالجنوب وتحريكها لفرض أجندة مشبوهة، قبل أن يتم وأد تلك المحاولة الآثمة في مهدها.
وقد شكلت “افلام” التي حظيت منذ إنشاءها بدعم الكيان الصهيوني، رأس الحربة في هذا المخطط القاضي بإعادة رسم خارطة المشهد السياسي في الجنوب الموريتاني.
وبعد عقود وفي ظل عفو شامل بعد تولي الرئيس السابق سيدي ولد الشيخ عبدالله، جاءت عودة قادة الحركة الزنجية من منافيهم بالولايات المتحدة وأوروبا لتطوي صفحة منيت فيها هذه الحركة بالفشل، لكنها صفحة كانت مريرة في جوانبها الإنسانية على أطراف لا دخل لهم أصلا في الصراع.
إذ دفع الموريتانيون (العرب) في السنغال عام 1989 ثمنا باهظا لموقف “افلام” المعادي للنظام الموريتاني آنذاك، وشكل فشل المحاولة الإنقلابية التي قادها ضباط من الزنوج و الدعم السياسي للحركة لهذا الإنقلاب، بدء مرحلة من الصراع استخدم فيها ولد الطايع نفس السلاح الذي استخدمته “افلام”. و كانت الأحداث في السنغال وحرب العصابات التي فرضتها حركة “افلام” في الجنوب، مبررا كافيا لقيام الجيش الموريتاني الذي فقد العديد من ضباطه وجنوده في هذه الحرب، لبدء عملية تركزت في تهجير بعض السكان الزنوج من غير حاملي الجنسية الموريتانية.

0000000000112222 - Copie
اضغط على الصورة لتكبيرها

واستغلت “افلام” المناسبة لحشد تأييد دولي من خلال وصف ما يجري بأنه تطهير للسكان الزنوج، كما نشطت بفضل علاقاتها مع إسرائيل وقتها على المستوى الإنساني و السياسي وتمكنت من إيجاد مخيمات لاجئين في السنغال المجاورة.
غير أن تطور الأحداث لاحقا واتجاه الرئيس السابق معاوية ولد الطايع نحو التطبيع مع “إسرائيل” غيّر موازين الصراع ووضع قادة “أفلام” في زاوية النسيان.
بل إن قادة الحركة الذين عادوا للبلاد بعد ذلك، وجدوا أنفسهم خارج مسار الأحداث.. فبالرغم من أن جبهة تحرير الأفارقة في موريتانيا ” Front de Libération des Africains en Mauritanie”
ظلت تمثل العمود الفقري للإتجاه الزنجي “العنصري”، فقد نشأت حركات وقوى زنجية من الجيل الجديد تحمل نفس الخطاب، لكنها تختلف من حيث الأسلوب السياسي.
واليوم يعد هذا التحرك الجديد المدعوم أمريكيا، خاصة في ظل حديث عن دور إسرائيلي متصاعد في السنغال، رسالة تحمل في طياتها الكثير من المضامين التي ينبغي التوقف عندها مليا.. فهل يعني هذا اللقاء إحياء علاقات قديمة كانت قد شهدت فتورا في المرحلة السابقة؟
أم أن الأمريكي يود التوجه إلى الجنوب عبر حليف طيّع يعتمد عليه في مخططاته الجارية للمنطقة؟
وما هو الثمن الذي ستدفعه البلاد جراء تجاهلها لهذا التحرك المشبوه، خصوصا بعد قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني الراعي والحاضن الأول لهذا النوع من الحركات؟
س.ابنيجاره

شاهد أيضاً

إنفجار جسم غريب بمقاطعة الشامي يتسبب في وفاة شخصين وجرح ثالث

لقي شحصان مصرعهما وجرح ثالث اليوم في مقاطعة الشامي الواقعة على بعد 235 كلم من …

اترك تعليقاً