اطلعت على مقال نشره يوم أمس السيد أحمد ولد السالم في بعض المواقع، وقد اندهشت مرتين:
أولاهما: أن تقوم رئاسة الجمهورية الموقرة بتغذية الحراك الطبقي ودعمه وتشجيعه وإلا لكانت استضافة الصناع المهنيين التقليديين ودعمهم المادي أوْلَـى ولكان الاستماع إلى الشخصيات المستقلة أوْلَـى وآكدُ.
ثانيهما: أن السيد أحمد ولد السالم قد وقع في التدليس التالي:
ـ قوله: “لم أطلب من رئيس الجمهورية أية مطالب شخصية ولا ينبغي لي ذلك وأنا أزعم أني أحمل هَمَّ شريحة بأكملها وأسعى لإنصافها وتحقيق العدالة لها وما يترتب على ذلك من ضرورة التنكر للذات والتعفف عن الحاجات الشخصية وصغائر الأمور” اهـ، يحمل تقوُّلا ومغالطة لا تخفى إذ يوجد في الساحة السياسية كثير من المنظمات الحقوقية المطالبة بإنصاف شريحة لمعلمين، ولا يمثل السيد أحمد ولد السالم أيًّا منها ولنسأل مثلا الأستاذ أحمد سالم ولد أحمد دكله وكذا الشيخ ولد بيبّ والمهندس سيديا ولد البَلِّي والشيخ ولد كنفود وكذا السيد حَـمَّاده ولد اصوينع وأصحاب منظمة الوعي ومنهم الشيخ ولد خينه ومحمد ولد دويداهي، وكذلك يعيش من هذه الشريحة في جميع القبائل الموريتانية من لا يعترفون أصلا بالحراك ولا بمنظمة إنصاف التي يتزعمها السيد أحمد ولد السالم المحترم، بل يوجد كثير من أفراد هذه الشريحة لا يعترفون بالتقسيم الطبقي ويعلمون أنه باطل شرعا وإنما نشأ منذ قرون في قبائل بلاد السيبة والصراع والتنافس وليسوا موافقين على أن يتأكّل بهم سياسيون يتربصون الفرص الانتخابية أو منافقون لا دينيون يسعون لكسب ثقة الغرب ليفرض تعاملهم كأقلية مضطهدة.
ـ قوله: “استطعنا بفضل الله ثم بفضل أصوات هذه الكتلة الانتخابية الهامة إنجاح نائب في البرلمان ـ قاطعني مبتسما ومباركا ـ وكأنه علم مسبقا بقصة نجاح هذا النائب الذي ينحدر من شريحة لمعلمين ” اهـ .ولا يخفى ما فيه من التدليس وقلب الحقائق إذ لم يحظ النائب المذكور بتزكية أي من منظمات حراك لمعلمين لسببين معلومين أحدهما: أنه هو شخصيا لم يرفع راية شريحة من الشرائح ولم يقبل بابتزاز نشطاء الحراك واعتمد على أنصار الحزب وعلاقاته الشخصية وسيرته المهنية البيضاء النقية ويكفي أنه قد حصل على يقارب 2700 صوت في مسقط رأسه مقاطعة مقطع لحجار متجاوزا منافسيه شيوخا تقليديين بفضل ثقافته وسيرته الوطنية إذ لا يستطيع أي مرشح طبقي أو عرقي الحصول على هذه الأصوات في مقاطعة مقطع لحجار.
ـ قوله: “فعلى مدى ثلاثة وخمسين سنة هي عمر الدولة الموريتانية الحديثة، لم تتح فرصة دخول القصر الرئاسي إلا لعنصر واحد من أبناء هذه الشريحة بصفته وزيرا يحمل حقيبة وزارية وهو الوحيد أيضا الذي دخل قبة البرلمان” اهـ وهو كلام غير صحيح إذ قد حمل السيد إسلم ولد محمد الطالب حقيبة وزارية، ودخل القصر المئات بل الآلاف من أبناء هذه الشريحة
وكتبه / الحسن محمد ماديك
متخصص في تحرير طرق القراءات العشر الكبرى
مدير معهد دراسات المصاحف والقراءات والتفسير في موريتانيا