عدتُ الآن إلى الانترنت، وعلمتُ بالتعديل الوزاري، فكانت هذه القراءة السريعة عن تعديل وزاري لم أفهمه: ـ بدءا لابد من الاعتراف بأن بعض الوزراء الذين تم تعيينهم لم أتمكن حتى الآن من التعرف على شخصياتهم الكريمة مما يصعب من القراءة. ـ منطقيا كان من المفترض أن يكون لهذا التعديل علاقة بلقاء المعارضة بالنظام، وكان من المفترض أن يضم شخصيات مستقلة ومحل ثقة عند المعارضة، وأن يشمل كل الوزارات التي لها صلة بالانتخابات، وهذا لم يتم، حتى وإن كان التعديل قد شمل العدل والداخلية إلا أنه ترك وزارة الإعلام وهي لها أهميتها الكبيرة في العملية الانتخابية. ـ وزير الداخلية ليس شخصية مرفوضة عند المعارضة، ولكنه أيضا ليس بالشخصية ذات الثقة، والمؤكد أن ولد محمد راره كان اسمه يتكرر منذ أشهر، وكان من المتوقع أن يكون هو وزير الداخلية (هذا الوزير هو الوحيد الذي كان متوقعا أن يتم تعيينه من بين كل هؤلاء الذين تم تعيينهم الليلة). ـ فطمة التي تم تعيينها على وزارة التشغيل، والتي يبدو أن الكل يود التعرف عليها، هي طبيبة من بوتلميت، وهناك واحدة في نفس الوزارة تحمل نفس الاسم، وربما تكون قد توقعت للحظات بأنها هي المعنية بالتعيين ـ هناك وزراء كان رحيلهم متوقعا لأسباب انتخابية: وزير الداخلية، وزير العدل. ـ هذا التعديل لا يمكن أن يقال بأن الغرض منه هو غرض انتخابي، وذلك لأن بعض الأسماء التي تم تعيينها منفرة وتعطي انطباعا سيئا للناخب: وزير الخارجية الذي يحيل مباشرة إلى إسرائيل وإلى نظام ولد الطايع ـ وزير الصرف الصحي تم صرفه لأسباب تتعلق بالصرف الصحي. ـ ولد باهية ربما يكون من المغصوبين عليهم وذلك لأنه أصبح يقوم بأمور دون علم الرئيس (مثلا المسابقة التي ألغاها دون علم الرئيس). وربما يكون غير مغضوب عليه، وإنما سيتم تفريغه لمهمة سياسية قريبة، تتعلق بالحوار سواء ما مضى منه، أوما هو قادم مع المنسقية. ـ وزير الطاقة كان من الذين أغضبوا الرئيس خلال رحلة العلاج من الرصاصات الصديقة، ولكن الغريب أن ولد عبد العزيز لم ينتقم من أي واحد من كل أولئك الذين أساؤوا التصرف أثناء فترة علاجه، وهذه من الأمور التي فاجأتني في سلوك ولد عبد العزيز بعد عودته من فرنسا. ـ ربما يكون ولد عبد العزيز قد قرر أن يبدأ الآن عملية انتقامية من الذين لم يعجبه تصرفهم خلال رحلة استشفائه في فرنسا، وذلك بمناسبة قرب الذكرى الأولى لإصابته. ـ إذا أردتم تفاصيل أكثر فما عليكم إلا أن تتصلوا بالرئيس لأنه هو وحده الذي يمكن أن يفسر لكم أسرار وأسباب هذا التعديل الوزاري. |