28 أبريل 2025 , 23:04

الغالية بنت سعدن ولد جدان تكتب خواطر يعقوبية

أماهتداولت المواقع الإلكترونية في الأسابيع الماضية عنوانا طريفا كتبته جريدة “ش الوح اف شي” و هو ” قبيلة اديقب تحاور الرئيس في النعمة ” ، فانتابني شعور غريب و أحسست برغبة تامة في الكتابة لأجسد تلك الأفكار التي راودتني ، و تلك الاسئلة التي تدور في مخيلتي ، فهكذا أصبح غريبا أن تظهر تلك الهامات العالية في عالم الصحافة لتحاور الرئيس ، هكذا يا قبيلتي أصبح غريبا عليك ظهور أكثر من شخصين منك في محفل ما ، بعد أن كنت زينة المحافل الثقافية و السياسية و الأدبية و ظلت التساؤلات تدور في مخيلتي ، أهذا عائد إلى فتور في نشاطاتك الثقافية ؟؟ أم هو عائد إلى تهميشك سياسيا ؟؟ أم هو عائد إلى تراجع في عطائك الفكري؟؟.
 
يا سادتي الكرام ينتابني شعور بالخوف و الأسى أن يأثر هذا التهميش في تراجع الآمال و الطموحات التي ظلت تدور في خلجاتنا ، حيث ظل كل منا يطمح بأن يقدم المزيد و يحذو حذو الأوائل منا ، الذين ظلت اسمائهم شامخة في سماء العلم و الأدب .
 
 كيف لنا أن نتراجع و نحن فينا مفاخر العلم أمثال “امحمد الطلبه” و “لمجيدري ولد حب الله” و “محمد يحيى ولد ابوه” و “محمد مولود” و “محمد سالم ولد عدود” أسماء كلما ذكرت ذكر العلم في أعلى مراتبه ، ذكر الزهد و الورع ، و تجلى العلم في اقوى لحظات فخره .
 
عودني والدي على ذكر خصال و محامد رجال عاصرهم ، منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، حيث أصبحت أتخيل قسمات وجوههم رغم اني لم أحظ بشرف رؤيتهم ، لقد حدثني عنهم بكل فخر و اعتزاز فكثيرا ما حدثني عن أخلاق المرحوم محمد الأمين ولد محيي الدين و لقبه بزين الشباب ، و حدثني عن محمد عبد الله ولد اشبيه و كان يلقبه بتاج القبيلة ، ويستطرد دائما ليحدثني عن أحمد دولة ولد المهدي و أحمد ولد محمد المامي ، و القضاة أحمد محمود  ولد آب و محمد عبد الله ولد محمد موسى الملقب “اللوه” أطال الله بقاءهم .
 
و بمرور الأيام أحسست بتراجع الفخر لدى الوالد و قد يكون ذلك عائد إلى رحيل محمد يحيى ولد محمد دين إلى الرفيق الأعلى ، حيث ترك رحيل الرجل فراغا كبيرا في نفس الوالد ، و الذي كان وجوده فرصة سانحة لصلة الرحم و النهوض بالهمم في شأن القبيلة ، وظل عزائه الوحيد في تلك المجالس العلمية و الأدبية التي يقيمها الاب الحنون للقبيلة و اليد البيضاء التي عودت الجميع على العطف و الحنان “أحمد سالك ولد ابوه” الملقب بداه أطال الله بقاءه و التي أصدق ما تمثل به قول الشاعر سيديا ولد هدار (أراعي كل اكتاب عندو فوق اوخر مطروح بين إلي منصوص وحدو و بين الي مشروح).
 
و قد يكون هذا التراجع الذي أصاب والدي عائدا إلى اسباب سياسية حيث ظل يطمح ان تمثل القبيلة دائما من خلال مناصب سامية في الحكومة ، فعدم تمثيلها ليس عائدا قطعا إلى نقص في الكوادر ، و كذلك ليس عائدا إلى تشتت الآراء فاتحادها ضمن كلمة واحدة كان دائما هو شعارها السياسي .
و خير دليل على ذلك هو ذالك الوفاق الجماعي على ترشيح الأستاذ أحمد كوري ولد امينه باعتباره الرجل المناسب ، و الذي يرى فيه الجميع خير ممثل لهم  ، وكذلك ليس عائدا إلى تجارب فاشلة قبل هذا ، فقد مثلت القبيلة خير تمثيل في الحكومة حيث تقلد فيها رجال شهد لهم القاصي و الداني بالكفاءة المهنية ،  و حسن التسيير و الدليل على ذلك تولي محمد ولد معاوية حقيبة الداخلية و على الصعيد الخارجي مثلت الدبلوماسية الموريتانية خير تمثيل من خلال رجال أمثال ماء العينين ولد المختار النش و محمد المختار ولد إياهي .
 
كل هذه الحقائق ليست استعراضا فولكلوريا و لا نقدا مني في سياسة الحكومة اتجاه القبيلة و إنما هي مجرد خواطر كتبتها لأؤكد للرأي العام أن “قبيلة اديقب تستطيع أن تحاور الرئيس “
بقلم : الغالية بنت سعدن ولد جدان  

شاهد أيضاً

وزير الداخلية محمد أحمد ولد محمد الأمين .. الصدق والكفاءة والوفاء في زمن التقلّب

في وقت تتعالى فيه أصوات تجاوزت حدود الحريات العامة، وتتحول فيه بعض المنابر إلى منصات …

اترك تعليقاً