من أبسط قواعد أبجديات المهنة الصحفية التي لاكتها الألسن أن الخبر مقدس والتعليق حر لكن القاعدة معكوسة عندنا نحن أهل هذه الربوع من العالم، فأكثر الأخبار المتداولة عندنا هي من وحي الفراسة والاجتهاد والحدس الشخصي وليست وقائع ثابتة أو محتملة الوقوع، إلا من رحم ربك..
إن مهنة فتية كهذه ما زالت تسحب على بطنها وتحاصرها ظروف اجتماعية وثقافية ومهنية قاهرة، ويجتاحها مهرجو ومختلقو الشائعات لا يمكن أن تساهم في أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية، ولا يمكن أن تكون منبرا لإثراء الوعي ورسالة توجيه وبلاغ على الناس.
من غير المختلف فيه أن العالم الإفتراضي أفلت من عقاله ولا يمكن محاصرته أو التحكم في ضوابطه. لكن من غير المختلف فيه أيضا أن الحرية في نهاية المطاف هي عنصر أساسي من العناصر المتداخلة في تكوين المجتمع وبالتالي لا يمكن ان تكون رحمة المزاج الشخصي، لأن ذلك ربما يؤدي إلى مزالق قد تغرق السفينة بمن فيها.