ضجيج الحوار ملأ الاسماع وشد الأنظار؛ وكأننا أمام مشهد لم نألفه ولم نتآلف معه طيلة حياتنا؛ ألا وهو حوار المعارضة والنظام ؛ عند بداية السلم توقف الجميع؛ بدأ البعض يتكهن عن شروط جديدة- أو إعتراضات على الأصح- من هذا الطرف أوذاك؛ دخل الوزير الأول على الخط لإلتقاط صورة نادرة مع رئيس اتحاد قوى التقدم؛ ثم جاء السفير الفرنسي- الوصي على مفاصيل اللعبة- مباركا ومحاولا إنقاذ الفرصة الأخيرة؛ لكن الصورة ظلت ضبابية ويكتنفها الكثير من الغموض؛ ثمة أسئلة تدور لا نجد لها أجوبةً ولا تفسيراً ولكنها تدور؛ ما الذي حمل المنسقية والنظام على التوقف عن أداء واجب الحوار الذي من أجله هرمنا ؟
وهل كان هذا التأخير مُتعمداً أم كان أرتجالياً ناتجاً عن وعورة الطريق؟ وهل يا تُرى للمنسقية والحكومة كامل الحق في التوقف عن الحوار متى ما أرادا ؟
وهل هدف التأخير استراحة قصيرة مع أننا فى أول الطريق ؟ أم الأمر يتعلق بحسابات تستعصي على فهم البسطاء ؟ مهما كانت الإجابات لكل هذه الأسئلة
فإن هامش المناورة لايعطى مجالا لمزيد من اللعب؛ والجميع مرغم على الذهاب الى صندوق الانتخاب بحوار أو بغير حوار والوقت يضغط على الكل ومع كل هذا يحاول البعض أن يجد لنا مخرجا لتأخير الحوار بإستحضاره المقولة المشهورة شرط النهايات تصحيح البدايات وللتذكير نستحضر نحن وإياه بقواعد القياس السوي إتفاق دكار ألم يكن ذاك الإتفاق صحيح البدايات مؤسف النهايات…… ؟