عجيب أمركم أيها الإسلاميون فأنتم لا تعطونا فرصة كي نفهمكم ونحدد من أنتم فأنتم تتجاوزون كل الخطوط بقفزات جبارة وقياسية يمينا وشمالا وشرقا وغربا وذلك من خلال تبني مواقف ومن ثمة الانتقال المباغت إلي نقيضها الصارخ , فلديكم من الوجوه والصور ما يخفي أمركم ويحجب حقيقتكم , فصورتكم في المعارضة نقيض صورتكم في الموالاة , وإذا وصلتم للحكم فا السلطة أقوي عندكم من الدين , ولصاحبها إن كان إسلاميا ان يختار من الإسلام وتأويله وتفسيره ما يمكنه من إلغاء الآخرين وشطبهم , حصل في “السودان , العراق , وفي السياسة تمارسون مبدأ ” ثبات النصوص وتغير الدلالات ” فا العلاقة مع إسرائيل عار وكفر بواح لكن في ظل سلطانكم لها ما يبررها ومن رحم نفس النصوص التي كانت تحرمها , وحين يفتح الرئيس محمد مرسي المعابر مع غزة او يسمح بحركة المسافرين والبضائع بين غزة و مصر فذالك فتح مبين وهو البداية الصحيحة لتحرير فلسطين , لكن دعم المقاومة الإسلامية ” حماس ” وتمويلها با المال والسلاح واستضافة زعمائها ورموزها وتوفير الملجأ الآمن والكريم لهم بعد أن لفظهم العالم وطاردهم كما فعلت سوريا فهذا رجس وفسق أهل به لغير الله , وتحرير لبنان وإلحاق أول هزيمة ب إسرائيل فذلك عمل من رجس الشيعة الروافض ويجب طمسه وتعمية العيون عنه , و يبدو أن صوت العرب فعلا قد توقف وحجب بصخب صوت الناتو والراقصون علي أنغامه والمتماهون مع مشروعه من الإسلاميين ومفتيهم وفتاواهم المفصلة حسب طلبه , لكنك تعرف أن الغزاة في كل التاريخ من المغول إلي الأمريكان إلي الناتو للقضاء علي الدول التي يحتلونها يقومون بتدمير الجيوش وليس الأحزاب السياسية أو هيئات المجتمع المدني , حصل ذلك في العراق وليبيا ويمارس اليوم في سوريا ومصر ليست بمنء عنه , تم ذلك ويتم بتحريض وفتاوى من الإسلاميين علي اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وأيديولوجياتهم , وتحت شعار الثورة و الربيع العربي ,
.أخي احمد ولد الوديعة تعرضت الجيوش العربية لهزائم لكنها حققت أيضا الانتصارات وقدمت ما يربو علي نصف مليون شهيد في مواجهة إسرائيل والمتحالفون مع مشروعها ودفاعا عن فلسطين ومقدساتها, و في عصر صوت الناتو وبفضل ثورتكم النبيلة تم تدمير الجيش الليبي وتحولت ليبيا الي دويلة للطوائف وتم تدمير الجيش العراقي و تحول العراق الي شبح لدولة فاشلة , والجيش المصري و مصر علي أبواب الجحيم , ومن أجل تدمير الجمهورية العربية السورية ينبش مفتوكم ومفكروكم عن أسوأ ما في تاريخنا الإسلامي من نفايات ومآسي “الفتن الطائفية ” ليكون أبطالها وقودا مضافا لتدمير الجيش العربي السوري و حرق ما تبقي من جيوشنا ودولنا المقاومة , وتكريسا لمبدئكم ” ثبات النصوص وتغير الدلالات ” – في السياسة – تزكم فتاواكم المثيرة للاشمئزاز والتقزز- الأنوف بكفر الشيعة ووجوب قتالهم ووجوب الجهاد في مصر ………..إلي فتاوى جهاد المناكحة ……الخ , و تكاد هذه الفتاوى المنهمرة والشاذة أن تحولنا الي آلات للجنس و القتل . وفي الداخل كما في الخارج تمارسون نفس اللعبة إذ لا حيوية للواقع أو التاريخ عندكم ومواقفكم قد تدل علي كل شيء لكنها لا تعنى شيء , فا الاشتراك في انتخابات حرة و الاعتراف بنزاهتها ونتائجها وتحولكم إلي معارضة ” ناصحة ” وتحالفكم مع الحزب الحاكم في انتخابات حصدتم نتائجها بشيخ هنا أو خلفا لشيخ هناك , كل هذا وفي ظل فقه تغير الدلالات لا يعني شيء والحجج المعلنة لتبريره هي نفس الحجج المعلنة لنقضه .
وكما تستدعون في الخارج أبطال الفتن والمآسي التاريخية لتكرارها والتأسيس عليها تتم في الداخل محاولة نكء الجراح و إضافة الملح إلي جروح مأساوية تمت تصفية مخلفات ارثها الأنسانى ومحو آثارها بشهادة المعنيين أنفسهم و وكالات الأمم المتحدة المختصة با الشؤون الإنسانية .
أخي احمد ولد الوديعة أنتم ترفعون مقدس يثير كل مسلم ويشد انتباهه ولكن ماذا تخفون ؟ لا نريده أن يكون مدنس نعيش اليوم دلالاته وتداعياته .
قد يكون صوت العرب توقف علي الأثير لكن روحه لازالت وستظل مشتعلة في نفس كل مسلم وعربي بغض النظر عن طائفته أو مذهبه ومصدر الهام لكل أحرار العالم , ولن نسمح لصوت الناتو والراقصون علي أنغامه , مهما كانت قدرتهم علي توظيف الرمزية الدينية في خدمة النفعية السياسية , إن يعيدونا إلى عصر الملل والنحل و أن يختزلوا أمتنا
العظيمة إلي دويلات طائفية دينية كما هو الحال في ليبيا و العراق .